حديث: غنى النفس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الغنى غنى النفس

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٤٦)، ومسلم في الزكاة (١٠٥١) كلاهما من طرق عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ»، من الأحاديث العظيمة التي تُصحِّح المفاهيم وتُرسِّخ القيم في قلب المسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● الغنى: هو الاستغناء وعدم الحاجة.
● العَرَض: هو متاع الدنيا الزائل من مالٍ وممتلكاتٍ وعقاراتٍ وغيرها.
● غنى النفس: هو استغناء القلب وقناعته بما قسم الله له، وعدم تعلقه بالدنيا وزينتها.

ثانياً. شرح الحديث:


يُبيِّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الغنى الحقيقي ليس بكثرة المال والممتلكات الدنيوية، لأن الإنسان قد يملك الملايين ولكنه طماع لا يشبع، فلا يزال يشعر بالفقر والحاجة إلى المزيد، فيكون في الواقع فقيراً رغم أن امتلاكه للثروات.
أما الغنى الحقيقي فهو غنى النفس، أي أن يكون القلب غنياً باليقين والقناعة والرضا بقضاء الله وقدره، فيشعر الإنسان بأنه مستغنٍ عن الناس وعن مطامع الدنيا، ويكفيه ما قسمه الله له، فيعيش مطمئن القلب، قرير العين، لا يحرص على الدنيا ولا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تصحيح مفهوم الغنى: الغنى ليس في كثرة المال، بل في قناعة القلب واستغنائه بالله تعالى.
2- التحذير من الطمع: الطمع يجعل الإنسان فقيراً دائماً، حتى لو كان يملك كنوز الدنيا، لأنه لا يقنع ولا يشبع.
3- التربية على القناعة: القناعة كنز لا يفنى، وهي سبيل إلى السعادة والطمأنينة.
4- التعلق بالله تعالى: حين يستغني القلب بالله، فإنه لا يحتاج إلى أحد سواه، ولا يأسى على ما فاته من الدنيا.
5- البعد عن الحسد: لأن الحسد ينبع من شعور الإنسان بالنقص والفقر، بينما القناعة تملأ القلب غنىً وسعادة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يرد على أولئك الذين يظنون أن السعادة في جمع المال وتكديس الثروات، ويبين أن السعادة الحقيقية في سلامة القلب وطمأنينته.
- من تأمل في حال الكثير من الأغنياء وجدهم في تعاسة وقلق بسبب خوفهم على أموالهم أو طمعهم في المزيد، بينما تجد الفقير القانع يعيش بسعادة ورضا.
- وقد جاء في القرآن ما يؤكد هذا المعنى، كما في قوله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]. فالشحُّ (وهو البخل والطمع) من أسباب الشقاء، وتوقيه هو سبيل الفلاح.
فاللهم ارزقنا غنى النفس، وقناعة القلب، واجعلنا من المستغنين بِكَ عَنْ خَلقِك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٤٦)، ومسلم في الزكاة (١٠٥١) كلاهما من طرق عن أبي هريرة، فذكره.
ومعنى غنى النفس: هو أن لا يكون لها طمع وميل إلى ما في أيدي الناس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 7 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غنى النفس

  • 📜 حديث: غنى النفس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غنى النفس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غنى النفس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غنى النفس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب