حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أحبَّ لقاءَ اللَّه أحبَّ اللَّهُ لقاءَه

عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو في جنازة، وذلك أول يوم عرفته فيه، سمعته يقول: ثنا فلان رجل من أصحاب النبي ﷺ، أنه سمع النبي ﷺ يقول: «من أحب لقاء اللَّه عز وجل، أحب اللَّه تعالى لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه تعالى، كره اللَّه عز وجل لقاءه». فبكى القوم، فقالوا: يا رسول اللَّه، وأينا لا يكره الموت؟ قال ﷺ: «لست ذلك أعني، ولكن اللَّه تبارك وتعالى قال: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩) [سورة الواقعة: ٨٨ - ٨٩]، فإذا كان عند ذلك أحب لقاء اللَّه تعالى، واللَّه عز وجل للقائه أحب، ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) [الواقعة: ٩٢ - ٩٣]، فإذا كان كذلك، كره لقاء اللَّه تعالى، واللَّه عز وجل للقائه أكره».

صحيح: رواه ابن أبي عمر العدني في مسنده -كما في المطالب (٣٢١١) - عن سفيان (هو ابن عيينة)، عن عطاء بن السائب قال: فذكره.

عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو في جنازة، وذلك أول يوم عرفته فيه، سمعته يقول: ثنا فلان رجل من أصحاب النبي ﷺ، أنه سمع النبي ﷺ يقول: «من أحب لقاء اللَّه ﷿، أحب اللَّه تعالى لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه تعالى، كره اللَّه ﷿ لقاءه». فبكى القوم، فقالوا: يا رسول اللَّه، وأينا لا يكره الموت؟ قال ﷺ: «لست ذلك أعني، ولكن اللَّه ﵎ قال: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)﴾ [سورة الواقعة: ٨٨ - ٨٩]، فإذا كان عند ذلك أحب لقاء اللَّه تعالى، واللَّه ﷿ للقائه أحب، ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣)﴾ [الواقعة: ٩٢ - ٩٣]، فإذا كان كذلك، كره لقاء اللَّه تعالى، واللَّه ﷿ للقائه أكره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، فيه بيان لحقيقة محبة لقاء الله تعالى وكراهيته، وهو من الأحاديث التي تُظهر رحمة النبي ﷺ بأمته وحرصه على تبيين الحقائق الإيمانية.

أولاً. شرح المفردات:


● لقاء الله: يعني الموت وما بعده من لقاء الله في الآخرة.
● أحب لقاء الله: أي أحب الموت لما يرجوه من رحمة الله وثوابه.
● كره لقاء الله: أي كره الموت خوفًا من عقاب الله.
● الْمُقَرَّبِينَ: هم الذين قربهم الله تعالى بفضله، وهم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون.
● فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ: الرَّوْحُ هو الراحة من تعب الدنيا، والرَّيْحَانُ هو الرزق الطيب والروح الطيبة.
● جَنَّتُ نَعِيمٍ: أي جنة فيها كل أنواع النعيم.
● الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ: هم الذين كذبوا بالحق وضلوا عن طريق الهدى.
● فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ: النُّزُلُ هو ما يُهيأ للضيف، والحَمِيمُ هو الماء الشديد الحرارة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن من أحب لقاء الله تعالى - أي الموت - لما يرجوه من رحمة الله وثوابه، فإن الله تعالى يحب لقاءه، ومن كره لقاء الله - خوفًا من عقابه - فإن الله يكره لقاءه.
ولما سمع الصحابة رضي الله عنهم هذا الحديث، بكوا وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لا يكره الموت؟" لأن طبيعة الإنسان تكره فراق الدنيا والأهل، ويخاف من سكرات الموت.
فبيَّن النبي ﷺ أن المقصود ليس كراهية الموت بمعنى الخوف من فراق الدنيا، بل المقصود هو حال الإنسان عند الموت: فإن كان من المقربين - أي المؤمنين الصالحين - فإنه يرى ما أعد الله له من الروح والريحان وجنة النعيم، فيشتهي الموت ويحب لقاء الله، والله تعالى يحب لقاءه. وإن كان من المكذبين الضالين - أي الكفار والمنافقين - فإنه يرى ما أعد له من العذاب، فيكره الموت ويكره لقاء الله، والله تعالى يكره لقاءه.
واستشهد النبي ﷺ بآيات من سورة الواقعة توضح حال المؤمن والكافر عند الموت.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تفاضل الناس في الإيمان: فالمؤمن الصالح يحب لقاء الله لما يرجوه من رحمته، والكافر أو الفاسق يكره لقاء الله خوفًا من عقابه.
2- الاستعداد للموت: ينبغي للمسلم أن يعمل الصالحات حتى يكون من المقربين، فيحب لقاء الله ويحب الله لقاءه.
3- الفرق بين كراهية طبيعية للموت وكراهية الكافر: فكراهية الموت بسبب حب الدنيا طبيعة بشرية، لكن المؤمن يتغلب عليها بإيمانه ويتمنى لقاء الله.
4- بيان رحمة النبي ﷺ: حيث فسر الحديث لصحابته حتى لا ييأسوا أو يحزنوا.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني.
- يدل الحديث على أن حب لقاء الله من علامات الإيمان الصادق، كما قال النبي ﷺ: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة».
- ينبغي للمسلم أن يدعو الله أن يحسن خاتمته، وأن يتوفاه وهو يحب لقاءه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحبون لقاءه ويحب لقاءهم، وأن يتوفانا على الإيمان والتقوى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي عمر العدني في مسنده -كما في المطالب (٣٢١١) - عن سفيان (هو ابن عيينة)، عن عطاء بن السائب قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وعطاء بن السائب ثقة إلا أنه اختلط، لكن ابن عيينة سمع منه قبل اختلاطه.
ورواه أحمد (١٨٢٨٣) عن عفان، حدّثنا همّام، حدّثنا عطاء بن السائب قال: فذكره. وهمّام ابن يحيى سمع من عطاء بعد اختلاطه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله

  • 📜 حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب