حديث: ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٧٧)، وابن ماجه (٤١٠٩)، وأحمد (٤٢٠٨)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٣١٠) كلهم من طرق عن المسعودي (هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة)، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد اللَّه، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يصور لنا زهد النبي ﷺ وتقشفه في الحياة الدنيا، وعدم تعلقه بها، رغم أنه كان بإمكانه أن يعيش في نعيم ورغد، لكنه آثر الآخرة على الدنيا.
الحديث بلفظه:
عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول اللَّه ﷺ على حصير فقام وقد أثَّر في جنْبه، فقلنا: يا رسول اللَّه لو اتخذنا لك وطاء، فقال: «ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها».
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه، وأحمد.
شرح المفردات:
● حصير: بساط منسوج من سعف النخل أو الخوص، وهو خشن الملمس.
● أثَّر في جنبه: ترك علامات على جنبه الشريف من خشونة الحصير.
● وطاء: شيء يُفرش للجلوس أو النوم ليليّنَهُ، مثل فراش وثير أو وسادة.
● استظل: لجأ إلى الظل ليتقى حر الشمس.
● راح: انصرف وذهب.
شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ نام على حصير خشن، فلما استيقظ من نومه، ظهر أثر هذا الحصير على جنبه الشريف بسبب خشونته. فلم يحتمل الصحابة رضي الله عنهم رؤية ذلك، واقترحوا عليه أن يُمَهِّدوا له فراشًا أو شيئًا لينًا يرتاح عليه، فقال لهم ﷺ: "ما لي وللدنيا"، أي: لا علاقة لي بالدنيا وزينتها، وما أنا فيها إلا مثل مسافر استراح تحت شجرة ساعة من نهار ثم انصرف عنها وتركها.
الدروس المستفادة والعبر:
1- الزهد في الدنيا: الحديث يدعو إلى الزهد في الدنيا وعدم التعلق بها، وأن تكون الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا. والنبي ﷺ هو القدوة في ذلك، فمع أنه سيد الخلق وأحبهم إلى الله، إلا أنه يعيش حياة بسيطة متقشفة.
2- حقيقة الدنيا: شبه النبي ﷺ الدنيا براكب استظل تحت شجرة ثم مضى، وهذا تشبيه بليغ يدل على أن الدنيا ليست دار بقاء، بل هي دار ممر وليست دار مقر، والإنسان فيها عابر سبيل.
3- عدم الشكوى والضجر: النبي ﷺ لم يشكُ من خشونة الحصير، بل تقبل ذلك بصبر ورضا، مما يدل على قوة تحمله ورضاه بقضاء الله وقدره.
4- رحمة الصحابة بالنبي ﷺ: نرى في تصرف الصحابة حبهم الشديد للنبي ﷺ وحرصهم على راحته، وهذا من أدب الصحابة مع النبي ﷺ.
5- التواضع: النبي ﷺ يعلمنا التواضع وعدم الترفع على الناس، فلم يطلب لنفسه特殊 المعاملة، بل رضي بما هو متاح.
فوائد إضافية:
- الحديث يدل على أن النبي ﷺ لم يجمع الدنيا أو يتخذها هدفًا، بل جعل همه الآخرة ورضا الله تعالى.
- ينبغي للمسلم أن يتخذ من الدنيا وسيلة للآخرة، لا أن يجعلها غاية.
- هذا الحديث يرد على من يتصور أن الدين يدعو إلى الترهب أو ترك الدنيا بالكلية، بل النبي ﷺ لم يرفض تليين الفراش من حيث المبدأ، لكنه بين أن الدنيا ليست هي الهدف.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل المسعودي فإنه مختلط، لكن رواية وكيع بن الجراح كما عند الإمام أحمد قبل اختلاطه.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
قوله: «وِطَاءً»: أي فراشا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 3 من أصل 227 حديثاً له شرح
- 1 رجل جاهد بنفسه وماله ورجل في شعب من الشعاب يعبد...
- 2 كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
- 3 ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل...
- 4 مَثَلي ومَثَل الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها
- 5 ما أبكي حبا للدنيا ولا كراهية للآخرة
- 6 عنوان الحديث: "إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب"
- 7 غنى النفس
- 8 الغنى غنى النفس
- 9 إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب
- 10 معنى من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
- 11 محبة لقاء الله
- 12 حب الموت ولقاء الله
- 13 الموت قبل لقاء الله
- 14 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
- 15 من كره لقاء الله، كره الله لقاءه
- 16 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء...
- 17 من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة
- 18 فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة
- 19 إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة تكتب بعشر أمثالها
- 20 إذا همّ عبدي بحسنة كتبتها له حسنة
- 21 إذا تحدث بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة
- 22 إن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة
- 23 من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة
- 24 المكثرون هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا
- 25 نحن الآخرون والأولون يوم القيامة والأكثرون هم الأسفلون
- 26 هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا
- 27 ما قدّم فهو ماله، وما أخّر فهو مال وارثه
- 28 يقول ابن آدم: مالي مالي، وما لك إلا ما أكلت...
- 29 ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى
- 30 إصبعك في اليم فلينظر بم ترجع
- 31 لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى...
- 32 الدنيا أهون على الله من هذا عليكم
- 33 قيمة الدنيا عند الله اقل من قيمة الشاة الميتة
- 34 الدنيا أهون على الله من هذه السخلة على أهلها
- 35 الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها
- 36 الدنيا اهون على الله من السخلة الميتة
- 37 الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه
- 38 حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه
- 39 مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا
- 40 صفات العبد المحبوب عند الله
- 41 العقبة الكؤود لا ينجو منها إلا كل مخف
- 42 كل مخموم القلب صدوق اللسان
- 43 لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري...
- 44 من يجر على وجهه هرما في مرضاة الله حقره يوم...
- 45 أكثروا ذكر هاذم اللذات.
- 46 أكثروا ذكر هادم اللذات
- 47 القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر...
- 48 كن ورعا تكن أعبد الناس وأقل الضحك تميت القلب
- 49 لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب
- 50 صِل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك
معلومات عن حديث: ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة
📜 حديث: ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








