حديث: إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة تكتب بعشر أمثالها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا همَّ العبدُ بحسنةٍ كُتِبَتْ، وإذا همَّ بسيئةٍ لم تُكْتَبْ

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى اللَّه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٤٢)، ومسلم في الإيمان (٢٠٥: ١٢٩) كلاهما من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى اللَّه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يبين عظيم فضل الله تعالى وكرمه على عباده المؤمنين. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث بلفظه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ».
[أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 42)، ومسلم في صحيحه (رقم 129)]


أولاً. شرح المفردات:


● أَحْسَنَ إِسْلَامَهُ: أي أخلص العبادة لله، واستقام على طاعته، واجتنب معاصيه، وقام بحقوق الإسلام كاملة ظاهراً وباطناً.
● تُكْتَبُ: أي يُسَجَّلُ له ثوابها في صحيفة أعماله عند الملائكة الموكلين بذلك.
● بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا: أي أن الحسنة الواحدة يثاب عليها بعشر حسنات.
● إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ: أي أن هذا المضاعف قد يصل بفضل الله وكرمه إلى سبعمائة ضعف للحسنة الواحدة، وربما أكثر.
● تُكْتَبُ بِمِثْلِهَا: أي أن السيئة تُسَجَّلُ بواحدة فقط، ولا تُضَاعَف.
● حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ: أي هذا الحكم مستمر إلى أن يموت العبد ويقف بين يدي الله تعالى للحساب.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن قاعدة عظيمة من قواعد الجزاء في الإسلام، وهي مضاعفة الحسنات وتخفيف السيئات، ولكن هذه المضاعفة مرتبطة بشرط عظيم، وهو "إحسان الإسلام".
1- شرط المضاعفة: إحسان الإسلام
ليس المراد مجرد الدخول في الإسلام، بل الإحسان فيه، وهو أن يستقيم العبد على طاعة الله، ويؤدي الفرائض، ويجتنب المحرمات، ويحسن في عبادته ومعاملته، ويخلص النية لله تعالى. فكلما كان العبد أقرب إلى الله وأكثر إخلاصاً واستقامة، كلما نال من فضل الله في مضاعفة أجره.
2- مضاعفة الحسنات:
● أدنى المضاعفة: أن تكتب الحسنة بعشر أمثالها. وهذا قدر عام للمؤمنين.
● أعلى المضاعفة: أن تصل إلى سبعمائة ضعف وأكثر. وهذه الدرجة العالية تكون بحسب إخلاص العامل، وعظم مكانته عند الله، وصعوبة العمل، وحاجة الأمة إليه، وكرم الله تعالى الذي لا يحده حد. وقد ذكر الله تعالى هذا في كتابه: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} [البقرة: 261].
3- كتابة السيئات:
- تكتب السيئة بواحدة فقط، ولا تضاعف. وهذا من فضل الله ورحمته بعباده.
- وقد يعفو الله عنها بالكلية إذا تاب العبد منها توبة نصوحاً، كما قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة فضل الله وكرمه: الحديث دليل على أن مغفرة الله وعطاءه أعظم من ذنوب العباد وخطاياهم.
2- الحث على الاستقامة والإخلاص: لأن مضاعفة الأجر مرتبطة بإحسان الإسلام والاستقامة على الدين.
3- التيسير على العباد ورفع الحرج: فالله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، ويغفر السيئة بواحدة بينما يضاعف الحسنة أضعافاً كثيرة.
4- الأمل والطمع في رحمة الله: هذا الحديث يبعث الأمل في نفوس المذنبين ويشجعهم على التوبة والعودة إلى الله، فرب عمل صغير يتقبله الله فيعظم أجره.
5- الحرص على الأعمال الصالحة: لما فيها من الأجر العظيم والثواب الجزيل عند الله تعالى.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- من أسباب مضاعفة الحسنات: الإخلاص لله، متابعة النبي ﷺ، حسن النية، العمل في أوقات الفضيل كشهر رمضان ويوم الجمعة، العمل في أماكن الفضيل كالمساجد، وجود الشروط وانتفاء الموانع.
● إحسان الإسلام يشمل جميع أركان الدين: من إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، بجانب الإحسان في المعاملة مع الخلق.
- هذا الفضل العظيم (السبعمائة ضعف) قد يختص ببعض الأعمال أو بعض الأشخاص بحسب ما تقتضيه
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٤٢)، ومسلم في الإيمان (٢٠٥: ١٢٩) كلاهما من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة تكتب بعشر أمثالها

  • 📜 حديث: إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة تكتب بعشر أمثالها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة تكتب بعشر أمثالها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة تكتب بعشر أمثالها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة تكتب بعشر أمثالها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب