حديث: من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الاعتصام بالقرآن والسنة

باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سنّ سنة سيئة

عن جرير بن عبد اللَّه قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول اللَّه ﷺ، عليهم الصوف، فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدقة فأبطؤوا عنه، حتى رئي ذلك في وجهه. قال: ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصُرة من ورق، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا، حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء».
صحيح: رواه مسلم في العلم (١٥: ١٠١٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن موسى بن عبد اللَّه بن يزيد وأبي الضحى، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جرير بن عبد اللَّه قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول اللَّه ﷺ، عليهم الصوف، فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدقة فأبطؤوا عنه، حتى رئي ذلك في وجهه. قال: ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصُرة من ورق، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا، حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● الأعراب: هم سكان البادية من العرب.
● عليهم الصوف: أي يلبسون أثوابًا من صوف الغنم، دليل على فقرهم وبساطة حالهم.
● سوء حالهم: ضيق معيشتهم وفقرهم الشديد.
● حث الناس على الصدقة: حرضهم وحضهم على التبرع للمحتاجين.
● أبطؤوا عنه: تأخروا في الاستجابة وتلكؤوا في العطاء.
● رئي ذلك في وجهه: ظهرEffect الحزن والغيظ على وجه النبي ﷺ due to تأخر الناس في الصدقة.
● صُرة من ورق: كيس من الفضة (أي نقود فضية).
● تتابعوا: توالوا وتتابعوا في العطاء.
● عرف السرور في وجهه: ظهرت علامات الفرح والرضا على وجهه ﷺ.
● سَنَّ سُنَّةً: ابتدأ طريقة أو قدم مثالًا يتبع.

2. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي جرير بن عبد الله رضي الله عنه موقفًا مؤثرًا: حيث جاءت مجموعة من الأعراب إلى النبي ﷺ في حالة بؤس وفقر شديد، ولباسهم من الصوف يدل على عوزهم. فلما رآهم النبي ﷺ تألم لحالهم، فحث الصحابة على التصدق عليهم. لكن الناس تأخروا في التبرع في البداية، حتى ظهرEffect الغضب أو الحزن على وجه النبي ﷺ.
ثم قام رجل من الأنصار – وهم معروفون بكرمهم وإيمانهم – بتقديم "صرة من ورق" (أي مبلغ من المال)، فكان هذا العمل بداية حسنة، فتبعه الآخرون وتتابعوا في العطاء حتى امتلأ المكان ببركات الصدقة، وظهرEffect السرور على وجه النبي ﷺ.
فقال رسول الله ﷺ مقولته الخالدة:
«مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ.
وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ».

3. الدروس المستفادة:


● الحث على الصدقة ومواساة الفقراء: فقد كان النبي ﷺ يهتم بأحوال المسلمين ويسعى لقضاء حوائجهم.
● فضل المبادرة إلى الخير: فذلك الرجل الأنصاري كان سببًا في فتح باب الخير، فحصل على أجر الصدقة وأجر التسبب في صدقات الآخرين.
● الأجر العظيم للسنة الحسنة: من ابتكر أو بدأ عملًا صالحًا ثم قلده الناس، فله مثل أجورهم كلهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء.
● التحذير من السنة السيئة: من ابتدع بدعة ضلالة أو فعل معصية واقتدى به الناس، فعليه وزر كل من عمل بها.
● التأثير بالقدوة: فالمسلم مطالب بأن يكون قدوة حسنة، لأن أعماله – حسنة كانت أم سيئة – قد يتبعها الآخرون.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في "فضل الدلالة على الخير"، وفيه حث على المبادرة بالأعمال الصالحة.
- ليس المقصود بـ "السنة" هنا فقط السنن النبوية، بل كل عمل حسن يبتدئه الإنسان فيطيع الله به، فيكون سببًا لأن يفعله الناس.
- بعض العلماء قيد "السنة السيئة" بأنها ما كانت معصية أو بدعة ضلالة، أما الخطأ غير المتعمد فلا يدخل تحت الوعيد الشديد هنا.
- هذا الحديث يظهر أيضًا رحمة النبي ﷺ وشفقته على أمته، وتألمه لمعاناتهم.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يسعون في الخير ويبتدئون السنن الحسنة، ويبعدنا عن كل سوء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في العلم (١٥: ١٠١٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن موسى بن عبد اللَّه بن يزيد وأبي الضحى، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد اللَّه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده

  • 📜 حديث: من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب