كان أول من سن القتل

حديث: كان أول من سن القتل

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه كان أول من سن القتل».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٢١)، ومسلم في القسامة (١٦٧٧) كلاهما من طريق الأعمش، عن عبد اللَّه بن مرة، عن مسروق، عن عبد اللَّه، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تؤصل لقيمة النفس البشرية وتحرم الاعتداء عليها، وقد رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:

● نفس: أي الإنسان، ذكراً كان أو أنثى.
● ظلمًا: أي بغير حق، كأن تقتل مؤمناً معصوم الدم بغير سبب شرعي.
● كفل: نصيب وقسط وتبعة، أي جزء من الإثم.
● ابن آدم الأول: هو قابيل الذي قتل أخاه هابيل.
● سنَّ: ابتدع وأتى بالفعل ليُقتدى به في الشر.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن كل نفس تُقتل ظلماً وعدواناً بغير حق، فإن إثمها لا يقع على القاتل وحده، بل يتحمل أيضاً نصيباً من هذا الإثم أول من سن القتل، وهو قابيل ابن آدم عليه السلام.
والعلة في ذلك: أنه هو الذي افتتح باب الشر هذا، وابتدع هذه الجريمة، فصار كل من قَتَل بعده مقتدياً به في أصل الفعل الإجرامي، فلهذا يتحمل جزءاً من وزر كل جريمة قتل تحدث إلى يوم القيامة، لأنه كان السبب الأول في وجود هذه السنة السيئة بين بني آدم.
وهذا من عدل الله تعالى، أن يجعل لكل مشترك في الإثم نصيباً منه بقدر مشاركته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة جريمة القتل وخطورتها: فالإثم لا يقتصر على القاتل مباشرة، بل يمتد ليشاركه فيه أول من ابتدع هذه الجريمة، مما يدل على عظم الجرم.
2- تحريم الظلم بجميع أنواعه: والقتل هو أشد أنواع الظلم.
3- التحذير من الابتداع في الشر: فمن ابتدع بدعة ضلالة أو معصية، فإنه يتحمل إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة، كما أن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها.
4- بيان سنة الاقتداء في البشر: فالناس يقلد بعضهم بعضاً في الخير والشر.
5- الحث على سد ذرائع الشر: والتحذير من أن يكون الإنسان سبباً في انتشار المعاصي والجرائم.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث لا يعني أن إثم القاتل ينقص، بل القاتل يتحمل إثم جريمته كاملاً، ويأتي قابيل فيتحمل نصيباً *إضافياً* من الإثم لكونه السبب الأول.
- فيه إثبات لمبدأ المسؤولية الجماعية عن نشر الشرور والمنكرات في المجتمع.
- يستفاد منه أيضاً الحث على نشر الخير والسنة الحسنة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ...».
أسأل الله أن يحفظ دماء المسلمين، وأن يعيذنا من الظلم والعدوان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٢١)، ومسلم في القسامة (١٦٧٧) كلاهما من طريق الأعمش، عن عبد اللَّه بن مرة، عن مسروق، عن عبد اللَّه، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 62 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان أول من سن القتل

📜 حديث: كان أول من سن القتل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان أول من سن القتل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان أول من سن القتل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان أول من سن القتل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية