حديث: خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم الإحداث في الدين

عن جابر، عن النبي ﷺ قال: «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
وزاد في رواية: «وكل ضلالة في النار».

صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٤٣: ٨٦٧) عن محمد بن المثنى، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره في وصف خطبة النبي ﷺ.

عن جابر، عن النبي ﷺ قال: «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
وزاد في رواية: «وكل ضلالة في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره من أئمة الحديث، من الأحاديث العظيمة التي تضمنت أصولًا وقواعد مهمة في الدين. وفيما يلي شرح وافٍ لهذا الحديث النبوي الشريف:

1. شرح المفردات:


● خير الحديث: أفضل الكلام وأصدقه.
● كتاب الله: القرآن الكريم، كلام الله المنزل على نبيه محمد ﷺ.
● خير الهدي: أفضل الطرق والمناهج وأكملها.
● هدي محمد: سنة النبي ﷺ وأقواله وأفعاله وتقريراته.
● شر الأمور: أسوأ الأشياء وأخطرها.
● محدثاتها: الأمور المُستحدثة في الدين التي لم تكن معروفة من قبل.
● بدعة: كل ما أُحدث في الدين على غير مثال سابق.
● ضلالة: طريق يؤدي إلى البعد عن الحق والهدى.
● في النار: عقاب في الآخرة بسبب الضلال.

2. شرح الحديث:


يبدأ النبي ﷺ كلامه بـ "أما بعد"، وهي أسلوب للانتقال إلى الكلام المهم، ثم يبين ﷺ ثلاثة أصول كبرى:
أولاً: "خير الحديث كتاب الله"
القرآن الكريم هو أفضل الكلام وأعظمه، لأنه كلام الله تعالى، وهو المصدر الأول للتشريع، فيه الهدى والنور، وهو معجز في لفظه ومعناه، وهو حبل الله المتين الذي من تمسك به نجا.
ثانيًا: "وخير الهدي هدي محمد"
بعد القرآن تأتي سنة النبي ﷺ، فهي التطبيق العملي للقرآن، وهي البيان التفصيلي لأحكامه، وهديه ﷺ أكمل الهدي وأتمه في كل شيء: في العبادة، والمعاملة، والأخلاق، والسلوك. فمن أراد السعادة في الدنيا والآخرة فعليه باتباع هديه ﷺ.
ثالثًا: "وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"
هذا تحذير شديد من الابتداع في الدين، فكل أمر يُستحدث في الدين ولم يكن موجودًا على عهد النبي ﷺ وأصحابه فهو بدعة، والبدعة ضلالة لأنها زيادة في الدين أو نقصان منه، والله تعالى أكمل الدين فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:3]. فمن ابتدع في الدين فقد زعم أن الدين ناقص، وهذا خطير.
الزيادة في الرواية: "وكل ضلالة في النار"
هذه الزيادة تؤكد على خطورة البدع وعاقبتها الوخيمة، فصاحب البدعة يعرض نفسه للعذاب في النار، لأن البدعة معصية، وقد تصل إلى درجة الكفر إذا كانت بدعة مكفرة كإنكار شيء معلوم من الدين بالضرورة.

3. الدروس المستفادة:


- وجوب التمسك بالقرآن الكريم وتلاوته وتدبره والعمل به.
- ضرورة اتباع سنة النبي ﷺ في كل كبيرة وصغيرة، والاقتداء به في جميع الأحوال.
- التحذير من البدع والمحدثات في الدين، وبيان أنها من أعظم الذنوب لأنها مخالفة لنهج النبي ﷺ وصحابته.
- أن الدين قد اكتمل، فلا يجوز لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه.
- أن البدع تضر صاحبها وتؤدي به إلى النار، وهذا يدعو المسلم إلى الحذر منها.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما.
- العلماء قسموا البدع إلى قسمين: بدعة حسنة وبدعة سيئة، ولكن الصحيح الذي عليه المحققون أن كل بدعة ضلالة، كما نص الحديث، والبدعة الحسنة التي ذكرها بعض العلماء يراد بها الأمور المباحة التي لم تكن على عهد النبي ﷺ ولكنها لا تتعارض مع أصول الشرع، كجمع القرآن في مصحف واحد، فهي بدعة لغوية وليست شرعية.
- على المسلم أن يكون حريصًا على الاتباع ومجتنبًا للابتداع، وأن يسأل أهل العلم عما يشكل عليه.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا للتمسك بكتابه وسنة نبيه ﷺ، وأن يجنبنا البدع والضلالات. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجمعة (٤٣: ٨٦٧) عن محمد بن المثنى، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره في وصف خطبة النبي ﷺ.
ورواه الترمذيّ (١٥٧٨)، وصحّحه ابن خزيمة (١٧٨٥) كلاهما من عتبة بن عبد اللَّه، أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكر نحوه، وزاد: «وكل ضلالة في النار».
وإسناده حسن من أجل عتبة بن عبد اللَّه وهو اليحمدي، فإنه حسن الحديث.
وأما ما روي عن ابن عباس مرفوعا: «أبى اللَّه أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته» فإسناده مسلسل بالمجاهيل.
رواه ابن ماجه (٥٠) عن عبد اللَّه بن سعيد، حدّثنا بشر بن مسعود الحناط، عن أبي زيد، عن أبي المغيرة، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.
وإسناده ضعيف، قال أبو زرعة الرازي: لا أعرف أبا زيد، ولا أبا مغيرة، ولا بشر بن منصور الذي روى عن أبي زيد هذا. (الجرح والتعديل ٩/ ٣٧٣).
وقد ورد عن الصحابة آثار كثيرة في التحذير من الإحداث في الدين منها:
ما ثبت عن عبد اللَّه بن مسعود قال: إن أحسن الحديث كتاب اللَّه، وأحسن الهدي هدي محمد
ﷺ، وشر الأمور محدثاتها ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [الأنعام: ١٣٤].
رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٧٧) عن آدم بن أبي إياس، حدّثنا شعبة، أخبرنا عمرو بن مرة، سمعت مرة الهمداني يقول: قال عبد اللَّه، فذكره.
ومنها ما ثبت عن حذيفة قال: يا معشر القراء، استقيموا، فقد سبقتم سبقًا بعيدًا، فإن أخذتم يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا.
رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٨٢) عن أبي نعيم، حدّثنا سفيان، عن الأعمش عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 60 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد

  • 📜 حديث: خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب