حديث: من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من الرغبة عن سنة المصطفى ﷺ-

عن مجاهد قال: دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار من
أصحاب رسول اللَّه ﷺ قال: ذكروا عند رسول اللَّه ﷺ مولاة لبني عبد المطلب، فقال: إنها تقوم الليل وتصوم النهار، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «لكني أنا أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني، إن لكل عمل شِرَّة ثم فترة فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل، ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى».

صحيح: رواه أحمد (٢٣٤٧٤) عن يحيى بن سعيد، حدّثنا جرير عن منصور، عن مجاهد قال: فذكره.

عن مجاهد قال: دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار من
أصحاب رسول اللَّه ﷺ قال: ذكروا عند رسول اللَّه ﷺ مولاة لبني عبد المطلب، فقال: إنها تقوم الليل وتصوم النهار، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «لكني أنا أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني، إن لكل عمل شِرَّة ثم فترة فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل، ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث مولاة بني عبد المطلب، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن مجاهد قال: دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاة لبني عبد المطلب، فقالوا: إنها تقوم الليل وتصوم النهار، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكني أنا أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني، إن لكل عمل شِرَّة ثم فترة فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل، ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى».


1. شرح المفردات:


● مولاة لبني عبد المطلب: جارية أو أمة كانت تعمل لخدمة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
● تقوم الليل وتصوم النهار: أي تواظب على قيام الليل كله وصيام النهار كله دون انقطاع.
● شِرَّة: بمعنى النشاط والحماس والقوة في أول العمل والعبادة.
● فترة: بمعنى الكسل والفتور والتراخي الذي يعقب النشاط الأول.
● إلى بدعة: أي ينتهي به الفتور إلى ترك السنة وابتداع طريقة جديدة في الدين.
● إلى سنة: أي يعود بعد فترة الفتور إلى اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث النبوي العظيم موقفًا تربويًا رائعًا، حيث يمدح بعض الصحابة امرأة كانت تعمل عند آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لشدة اجتهادها في العبادة، حيث كانت تقوم الليل كله وتصوم النهار كله دون إفطار.
فجاء رد النبي صلى الله عليه وسلم ليصحح هذا المفهوم عن العبادة، ويبين المنهج الوسط المعتدل الذي شرعه الله لهذه الأمة، فقال: «لكني أنا أنام وأصلي، وأصوم وأفطر». أي أنني وهو النبي والمبلغ عن الله، لا أفعل ما تفعله هذه المرأة من إرهاق النفس، بل أنام جزءًا من الليل لأستريح وأنشط للعبادة، وأصلي جزءًا منه، وأصوم ولكنني أفطر في بعض الأيام وفي الأشهر الحرم.
ثم بين صلى الله عليه وسلم القاعدة الأساسية في اتباعه فقال: «فمن اقتدى بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني». وهذا تأكيد على أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه تكون بفعل ما كان يفعله وترك ما كان يتركه، وليس بالغلو والمبالغة في العبادة إلى حد إرهاق النفس وخروجها عن المشروع.
ثم ضرب صلى الله عليه وسلم مثلاً لحال الإنسان مع العبادة فقال: «إن لكل عمل شِرَّة ثم فترة»، أي أن النفوس البشرية جبلت على أن يكون لها حماس ونشاط في بداية العمل ثم يعقب ذلك فترة من الفتور والكسل، وهذا أمر طبيعي.
ثم بين المصيرين لهذا الفتور فقال: «فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل»، أي من عندما يفتر حماسه للعبادة يتركها بالكلية أو يبتدع في الدين ما ليس منه، فقد خرج عن الجادة وضل الطريق.
وقال: «ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى»، أي من عندما يفتُر يعود إلى منهج النبي المعتدل ولا ييأس ولا يترك العبادة بالكلية، بل يواصل على حسب استطاعته دون غلو، فهذا هو المهتدي.


3. الدروس المستفادة منه:


1- ذم الغلو في الدين: الحديث تحذير صريح من الغلو والمبالغة في العبادة إلى حد إرهاق النفس وخروجها عن الحد المشروع.
2- الوسطية والاعتدال: الإسلام دين الوسطية، فلا إفراط ولا تفريط. والعبادة يجب أن تكون ضمن الطاقة البشرية دون مشقة.
3- وجوب اتباع السنة: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون باتباع سنته والعمل بها، وليس بمجرد الدعاوى والعواطف.
4- فطرة الإنسان: النفس البشرية مجبولة على المد والجزر في العبادة، فمن رحمة الله تعالى أن شرع لها ما يناسب طاقتها.
5- علامة الهدى والضلال: أن الفترة الطبيعية بعد النشاط إنما تمتحن العبد، فمن عاد إلى السنة فهو المهتدي، ومن انحرف إلى البدعة فهو الضال.
6- التيسير ورفع الحرج: من مقاصد الشريعة التيسير على العباد ورفع الحرج عنهم، وليس تكليفهم بما لا يطيقون.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في ذم التنطع والغلو في الدين، وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم.
- يستدل به العلماء على أن العبادة إذا أوجبت كراهة الدين أو ملل النفس منها، فإنها تكون مذمومة شرعًا.
- فيه الحث على المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلاً، فإن الله تعالى يحب العمل الدائم وإن قل.
- روي هذا الحديث في مصنف عبد الرزاق وسنن البيهقي، وهو حسن لغيره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٤٧٤) عن يحيى بن سعيد، حدّثنا جرير عن منصور، عن مجاهد قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني

  • 📜 حديث: من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب