حديث: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سنّ سنة سيئة

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا».

صحيح: رواه مسلم في العلم (٢٦٧٤) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأحاديث العظيمة التي تحدد مسؤولية الدعوة وأثرها في المجتمع.

أولاً. شرح المفردات:


● دعا إلى هدى: الهدى هو طريق الحق والصواب الموصل إلى رضوان الله تعالى، والدعوة إليه تشمل تعليم العلم النافع، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتبليغ الإسلام.
● من تبعه: أي من استجاب لدعوته واقتدى به في ذلك الهدى.
● ضلالة: هي طريق الباطل والغي، المخالف لشرع الله تعالى.
● الإثم: الجرم والوزر الذي يحاسب عليه العبد.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الداعي إلى الخير والهدى يكون له أجر عظيم، وهو مثل أجر كل من استجاب لدعوته واهتدى بسببها، من غير أن ينقص من أجورهم شيء. وكذلك الداعي إلى الشر والضلال، عليه وزر كل من اتبعه في ضلاله، من غير أن ينقص من آثامهم شيء.
وهذا يدل على عظم مكانة الدعوة إلى الله، وخطورة الدعوة إلى الباطل، وأن الإنسان قد يكتسب حسنات أو سيئات بسبب تأثيره في غيره، سواء كان ذلك بالتوجيه المباشر، أو بالقدوة، أو بنشر الأفكار والمناهج.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضيلة الدعوة إلى الخير: فالداعية إلى الله ينتفع بعمله وبعمل من اهتدى على يديه، وهذا من فضل الله تعالى على عباده.
2- تحمل المسؤولية: الإنسان مسؤول عن تأثيره في المجتمع، فعليه أن يحسن اختيار طريقه لأنه سيكون قدوة إما للخير أو للشر.
3- الحذر من الدعوة إلى الضلال: فالحديث تحذير شديد من التسبب في إضلال الآخرين، سواء بالكلام، أو الفعل، أو نشر الأفكار المنحرفة.
4- الترغيب في نشر العلم النافع: لأن العالم والداعية يكتب له الأجر كلما انتفع الناس بعلمه.
5- سعة فضل الله تعالى: حيث يعطي الداعية أجرًا كاملاً من غير أن ينقص من أجر المتبعين شيء.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الأمة الإسلامية أمة دعوة ورسالة، وأنها مسؤولة عن هداية البشرية.
- ينبغي للداعية أن يتحرى الصواب في دعوته، وأن يكون على علم وبصيرة حتى لا يقع في الخطأ.
- الدعوة إلى الله تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الداعين إلى هداه، والمقتدين بنبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يحفظنا من دعاة الضلالة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في العلم (٢٦٧٤) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وبمعناه ما روي عن أبي جحيفة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من سن سنة حسنة فعمل بها بعده كان لها أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا».
رواه ابن ماجه (٢٠٧) عن محمد بن يحيى، حدّثنا أبو نعيم حدّثنا إسماعيل أبو إسرائيل، عن الحكم (هو ابن عتيبة) عن أبي جحيفة، فذكره.
وفي إسناده إسماعيل أبو إسرائيل، وهو ابن خليفة الملائي سيء الحفظ.
وبمعناه ما روي عن أنس بن مالك، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «أيما داع إلى ضلالة فاتبع فإن له مثل أوزار من اتبعه، ولا ينقص من أوزارهم شيئًا، وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه، ولا ينقص من أجورهم شيئًا».
رواه ابن ماجه (٢٠٥) عن عيسى بن حماد المصري قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس، فذكره.
وسعد بن سنان ضعيف، وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.
ولا يصح ما روي عنه مرفوعا: «ما من داع إلى شيء إلا كان موقوفا يوم القيامة لازما له لا يفارقه، وإن دعا رجل رجلًا» ثم قرأ قول اللَّه عز وجل: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ﴾ [الصافات: ٢٤ - ٢٥].
رواه الترمذيّ (٣٢٢٨) من طريق معتمر بن سليمان، حدّثنا ليث بن أبي سليم، عن بشر، عن أنس بن مالك، فذكره.
وليث بن أبي سليم مختلط، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه ابن ماجه (٢٠٨) من طريق أبي معاوية، عن ليث، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ نحوه، ولم يذكر الآية.
ولذا قال الترمذيّ عقب حديث أنس: «هذا حديث غريب» أي ضعيف.
وكذلك لا يصح ما روي عنه مرفوعا: «ما من رجل ينعش لسانه حقا يعمل به بعده إلا جرى عليه أجره إلى يوم القيامة، ثم وفاه اللَّه حسابه يوم القيامة».
رواه أحمد (١٣٨٠٣) عن علي بن إسحاق، حدّثنا عبد اللَّه (هو ابن المبارك) أخبرنا عبيد اللَّه بن موهب، عن مالك بن محمد بن حارثة الأنصاري أن أنس بن مالك، قال: فذكره.
ومالك بن محمد بن حارثة الأنصاري قال الحسيني: فيه نظر. قال ابن حجر في التعجيل (٩٩٨): هو مالك بن أبي الرجال.
قال الأعظمي: إن كان هو مالك بن أبي الرجال، فروايته عن أنس مرسلة كما في الجرح والتعديل (٨/ ٢١٦) وأما ما روي عن كثير بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ: «من أحيا سنة من سنتي قد أُميتَتْ بعدي فإن له من الأجر مثل أجر من عمل بها من الناس، لا ينقص من أجور الناس شيئًا، ومن ابتدع بدعة لا يرضاها اللَّه ورسوله فإن عليه مثل إثم من عمل بها من الناس، لا ينقص من آثام الناس شيئًا» فإسناده ضعيف.
رواه الترمذيّ (٢٦٧٧) وابن ماجه (٢١٠، ٢٠٩) كلاهما من طرق عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو ابن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن».
قال الأعظمي: في إسناده كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني وهو ضعيف باتفاق أهل العلم. ولذا انتقد على الترمذيّ تحسين هذا الحديث، وأبوه عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، لم أجد من وثقه إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، ولذا قال ابن حجر: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعًا.
وكذلك لا يصح ما روي عن أنس بن مالك قال: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل» ثم قال لي: «يا بني وذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة».
رواه الترمذيّ (٢٦٧٨) عن مسلم بن حاتم الأنصاري البصري، حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن أبيه، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال أنس بن مالك، فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه».
قال الأعظمي: علي بن زيد، وهو ابن جدعان ضعيف، ضعّفه جمهور أهل العلم، وإن كان الترمذيّ حسن الرأي فيه.
وقال الترمذيّ عقب الحديث المذكور: «وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه، ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره. ومات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين، ومات سعيد بن المسيب بعده بسنتين، مات سنة خمسة وتسعين». انتهى كلام الترمذيّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه

  • 📜 حديث: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب