حديث: ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من الرغبة عن سنة المصطفى ﷺ-

عن عائشة قالت: صنع رسول اللَّه ﷺ أمرًا، فترخص فيه، فبلغ ذلك ناسا من أصحابه، فكأنهم كرهوه، وتنزهوا عنه، فبلغه ذلك، فقام خطيبا، فقال: «ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه، فكرهوه، وتنزهوا عنه، فواللَّه لأنا أعلمهم باللَّه، وأشدهم له خشية».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٠١) ومسلم في الفضائل (١٢٧: ٢٣٥٦) كلاهما من طريق الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: صنع رسول اللَّه ﷺ أمرًا، فترخص فيه، فبلغ ذلك ناسا من أصحابه، فكأنهم كرهوه، وتنزهوا عنه، فبلغه ذلك، فقام خطيبا، فقال: «ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه، فكرهوه، وتنزهوا عنه، فواللَّه لأنا أعلمهم باللَّه، وأشدهم له خشية».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَمْرًا، فَتَرَخَّصَ فِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَكَأَنَّهُمْ كَرِهُوهُ، وَتَنَزَّهُوا عَنْهُ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: «مَا بَالُ رِجَالٍ بَلَغَهُمْ عَنِّي أَمْرٌ تَرَخَّصْتُ فِيهِ، فَكَرِهُوهُ، وَتَنَزَّهُوا عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً»".
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● صنع رسول اللَّه ﷺ أمرًا: فعل النبي ﷺ فعلاً معينًا.
● فترخص فيه: أباح لنفسه فعله أو تساهل فيه حيث كان الأصل الجواز، ولكن قد يكون من الأمور التي يتحرج منها بعض الناس.
● فتنزهوا عنه: تعففوا وابتعدوا عن هذا الفعل ظنًا منهم أنه مكروه أو غير لائق.
● أعلمهم بالله: أعلم الناس بربهم وبدينه وأحكامه.
● أشدهم له خشية: أكثرهم خوفًا من الله وتقوى له.


2. شرح الحديث:


كان من هدي النبي ﷺ التيسير على أمته وعدم التشديد في غير موضعه، فقام ﷺ بفعلٍ جائز شرعًا، ولكنه قد يُظن أنه من الأمور التي ينبغي تجنبها أو التي فيها تشديد، فترخص فيه النبي ﷺ لبيان جوازه ورفع الحرج عن الأمة.
فلما بلغ بعض الصحابة هذا الفعل، استنكروه وتنزهوا عنه ظنًا منهم أن الأولى تركه أو أنه مكروه، فبلغ النبي ﷺ كراهيتهم لفعله، فغضب لذلك؛ لأن في هذا استنكارًا لفعله ﷺ الذي هو بوحي من الله، أو لأنه بيان للرخصة الشرعية.
فقام ﷺ خطيبًا في الناس، وبين أن هذا الفعل جائز، وأنه لا ينبغي لهم أن يستنكروا فعله، ثم أكد ﷺ بقسمه بالله أنه أعلم الناس بالله وأحكامه، وأكثرهم تقوى وخشية له، فلا يفعل إلا ما هو جائز وحلال، بل ومستحب في بعض الأحيان.


3. الدروس المستفادة:


● وجوب اتباع السنة وعدم الاعتراض على النبي ﷺ: فلا يجوز لأحد أن يستنكر فعل النبي ﷺ أو يرده؛ لأنه معصوم من الخطأ في التشريع.
● التيسير ورفع الحرج: من مقاصد الشريعة التيسير على الناس وعدم التشديد في غير موضعه.
● التقوى والخشية لا تعني التشديد: فليس من التقوى تحريم الحلال أو التنطع في الدين، بل التقوى هي فعل ما أمر الله واجتناب ما نهى عنه.
● الرد على المتشددين: الذين يتشددون في غير موضع التشديد، ويحرمون ما أحل الله، أو يكرهون ما أباحه الشرع.
● الأصل في أفعال النبي ﷺ الحجة والاتباع: إلا إذا جاء دليل على أن الفعل خاص به ﷺ.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُرد بها على المتشددين والغلاة في الدين، الذين يتحرجون من أمور أباحها الله ورسوله.
- فيه بيان عظيم مكانة النبي ﷺ وعلمه بالله وتقواه، فلا يُعارض في فعله أو يُستنكر.
- يستفاد منه أيضًا أن الرخصة الشرعية لا يعني ترك الأولى دائمًا، بل قد تكون جائزة ومباحة، ولا ينبغي إنكارها على من فعلها.

اللهم ارزقنا حسن الاتباع لسنة نبيك محمد ﷺ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٠١) ومسلم في الفضائل (١٢٧: ٢٣٥٦) كلاهما من طريق الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، فذكرته. واللفظ لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه

  • 📜 حديث: ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب