حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعا ولكن ينتزعه بقبض العلماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من الرأي في الدين

عن عروة قال: حج علينا عبد اللَّه بن عمرو، فسمعته يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: «إن اللَّه لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال، يستفتون فيفتون برأيهم، فيُضلّون ويَضلّون».
فحدثت به عائشة زوج النبي ﷺ، ثم إن عبد اللَّه بن عمرو حج بعد، فقالت: يا ابن أختي، انطلق إلى عبد اللَّه فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه، فجئته فسألته، فحدثني به كنحو ما حدثني، فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت: واللَّه لقد حفظ عبد اللَّه بن عمرو.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٠٧) ومسلم في العلم (١٤: ٢٦٧٣) كلاهما من طريق ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن أبي الأسود، عن عروة، فذكره.

عن عروة قال: حج علينا عبد اللَّه بن عمرو، فسمعته يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: «إن اللَّه لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال، يستفتون فيفتون برأيهم، فيُضلّون ويَضلّون».
فحدثت به عائشة زوج النبي ﷺ، ثم إن عبد اللَّه بن عمرو حج بعد، فقالت: يا ابن أختي، انطلق إلى عبد اللَّه فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه، فجئته فسألته، فحدثني به كنحو ما حدثني، فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت: واللَّه لقد حفظ عبد اللَّه بن عمرو.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تُنبئ بأشراط الساعة وعلامات اقترابها، وهو يتحدث عن ظاهرة خطيرة، ألا وهي ذهاب العلم الشرعي الصحيح وظهور الجهل. دعنا نشرحه بتفصيل وافٍ، مستعينين بالله ثم بفهم علماء أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● ينزع: يَسْلُبُ ويأخذ بقوة.
● انتزاعاً: أي سلباً مباشراً وجزئياً من القلوب.
● يَنتزعه مع قبض العلماء: أي يأخذه الله تعالى بأخذ العلماء وموتهم.
● يستفتون: يطلبون الفتيا، أي الحكم الشرعي في المسائل.
● يُفتون برأيهم: يصدرون الأحكام بناءً على أهوائهم وآرائهم الشخصية دون علم.
● يُضلّون: بضم الياء، أي يوقعون غيرهم في الضلال.
● ويَضلّون: بفتح الياء، أي هم أنفسهم في ضلال.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن سنة من سنن الله تعالى في هذه الأمة، وهي أن الله لا يسلَب العلم من صدور الناس سلباً مباشراً، بحيث يمحوه من ذاكرتهم فجأة. بل الطريقة التي يذهب بها العلم هي أن يقبض أهله، أي أن يتوفى العلماء العاملون الذين هم ورثة الأنبياء، حاملو لواء العلم الشرعي الصحيح.
فإذا مات العلماء ولم يوجد من يخلفهم في التحصيل والتعليم، بقي ناس جهال، أي أناس ليس عندهم علم شرعي رصين، ولكنهم قد يتصدرون للإفتاء وهم ليسوا أهلاً لذلك. فيقوم هؤلاء بإصدار الفتاوى بناءً على رأيهم الشخصي، أي أهوائهم وظنونهم، دون استناد إلى كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو فهم السلف الصالح.
والنتيجة المأساوية مزدوجة:
1- يُضلّون: فهم بفتواهم الباطلة هذه يوقعون العامة من الناس في الضلال والحرام.
2- ويَضلّون: وهم أنفسهم ضالون لأنهم خرجوا عن طريق العلم إلى طريق الهوى والجهل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عِظَم خطر الجهل وأهمية العلم: الحديث يرفع من شأن العلم والعلماء، ويحذر من عواقب اختفائهم.
2- وجوب التثبت في نقل العلم: قصة السيدة عائشة رضي الله عنها مع عبد الله بن عمرو توضح لنا حرص السلف على التثبت والتأكد من صحة الحديث، خاصة في الأمور المهمة. فهي لم تكتفِ برواية عروة، بل طلبت منه أن يعيد السؤال ويتأكد من لفظ الحديث.
3- ذم الإفتاء بغير علم: هذا من أكبر الكبائر، قال تعالى: *{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}* [الأعراف: 33].
4- بيان حكمة الله: أن ذهاب العلم يكون تدريجياً بموت العلماء، وليس حدثاً مفاجئاً، مما يترك فرصة للأمة لتعي الخطر وتسعى لسد هذه الثغرة بتخريج علماء جدد.
5- مسؤولية الأمة: على الأمة أن تحافظ على علمائها، وتشجع طلبة العلم، وتحذر من المتصدرين للفتيا دون تأهيل.

رابعاً. معلومات إضافية:


● الراوي: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وكان من أكثر الصحابة حفظاً وكتابة للحديث.
● مكانة الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم) والإمام مسلم، مما يدل على صحته وقوته.
● الواقع المعاصر: نرى مصداق هذا الحديث جلياً في عصرنا، حيث كثر المتصدرون للحديث في الدين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل دون علم كافٍ، فوقعوا وأوقعوا غيرهم في الضلال. وهذا يزيدنا يقيناً بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع. اللهم احفظ علماءنا وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٠٧) ومسلم في العلم (١٤: ٢٦٧٣) كلاهما من طريق ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن أبي الأسود، عن عروة، فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعا ولكن ينتزعه بقبض العلماء

  • 📜 حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعا ولكن ينتزعه بقبض العلماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعا ولكن ينتزعه بقبض العلماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعا ولكن ينتزعه بقبض العلماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعا ولكن ينتزعه بقبض العلماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب