يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

حديث: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

عن أبي سعيد الخدريّ قال: خرج رسول اللَّه ﷺ في أضحى أو في فطر إلى المصلّى، فمرّ على النساء، فقال: «يا معشر النّساء! تصدّقن، فإنّي أريتكن أكثر أهل النّار» فقلن: وبمَ يا رسول اللَّه؟ قال: «تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير. . .» الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحيض (٣٠٤)، ومسلم في الإيمان (٨٠) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد -وهو ابن أسلم-، عن عياض بن عبد اللَّه، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب العيدين، باب الخطبة بعد العيد) والإمام مسلم (كتاب الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي)، عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ» قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ عَقْلِنَا وَدِينِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟» قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: «فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟» قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: «فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا».

الشرح الوافي:

# 1. شرح المفردات:

● المصلَّى: المكان الواسع المُعدّ للصلاة خارج المسجد، كصلاة العيد.
● أُرِيتُكُنَّ: رأيتكن في المنام أو بالوحي، أي أُخبرت عنكن.
● تَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ: تجحدن وتنكرن معروف الزوج وإحسانه.
● اللُّبِّ: العقل الراجح والحكمة.
● الْحَازِمِ: الرجل العاقل القوي الرأي والحازم في أموره.
● نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ: نقص خاص بالمرأة لا يعني انتقاصاً من إنسانيتها، بل هو نقص في جانب معين من العقل والدين كما سيأتي بيانه.

# 2. شرح الحديث:

يصف لنا الصحابي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه موقفاً مهماً حدث بعد صلاة العيد (الأضحى أو الفطر)، حيث خرج النبي ﷺ ليخطب في الناس، وعند مروره على النساء ناداهن ونصحهن.
● النداء بالتصدق: بدأ النبي ﷺ نصحه للنساء بأمرهن بالصدقة، وهي من أعظم القربات التي تكفر السيئات وترفع الدرجات.
● السبب: كثرة النساء في النار: ثم بين السبب الذي دعاه لأمرهن بالصدقة، وهو أنه رأى - بالوحي أو المنام - أن النساء يشكلن أكثر أهل النار. وهذا بيان لحقيقة غيبية أراد النبي ﷺ تحذير النساء منها.
● سؤال النساء عن السبب: استفهمت النساء عن الذنوب التي تؤدي بهن إلى هذه الحال، مما يدل على حرصهن على الخير وخوفهن من النار.
● بيان الذنبين العظيمين:
1- «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ»: أي الإكثار من لعن الناس أو الأشياء بغير حق، وهو من الكبائر.
2- «وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ»: أي تجحدن إحسان الزوج وتنكرن فضله، وقد تصل إلى درجة عدم شكرانه على ما يبذله من جهد ورعاية، وهذا من كفران النعم.
● بيان خاصية النقص: ثم بين النبي ﷺ طبيعة خلق المرأة التي قد تؤثر على قرار الرجل الحازم، فقال: «مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ»، أي أن تأثير المرأة (زوجة أو أماً أو أختاً) على عقل الرجل وقراره قد يكون كبيراً لدرجة تجعله ينسى حزمه وعقله أحياناً بسبب محبته لها ورغبته في إرضائها. وهذا تحذير للرجل من الانسياق وراء العاطفة دون شرع، وتحذير للمرأة من استغلال هذا التأثير في الشر.
● توضيح معنى النقص: عندما سألن عن معنى نقص العقل والدين، بين لهن النبي ﷺ أن ذلك ليس عيباً في أصل إيمانهن أو إنسانيتهن، بل هو نقصان خاص في جانبين:
● نقصان العقل: أن شهادتها في بعض الأمور (كالديون والمعاملات) تعدل نصف شهادة الرجل. وهذا حكم شرعي لحكمة يعلمها الله، تتعلق بطبيعة التركيب النفسي والعقلي للمرأة الذي جعلها أكثر عاطفة وقد تتأثر بالموقف فتنسي أو تخطئ في التفاصيل الدقيقة التي تحتاجها الشهادة.
● نقصان الدين: أن المرأة إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم، ثم تقضي الصوم فقط دون الصلاة. وهذا نقصان في كمية العبادات المؤداة، وليس نقصاً في أصل الدين أو الإيمان. فهي معذورة شرعاً، وليس عليها إث

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحيض (٣٠٤)، ومسلم في الإيمان (٨٠) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد -وهو ابن أسلم-، عن عياض بن عبد اللَّه، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على حديث آخر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 244 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

📜 حديث: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية