حديث: انكساف الشمس يوم موت إبراهيم ورؤية النار والجنة في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن امرأة دخلت النار في هرة

عن جابر بن عبد اللَّه قال: انكسفت الشمس في عهد رسول اللَّه ﷺ يوم مات إبراهيم ابن رسول اللَّه ﷺ فذكر الحديث، وفيه: «ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار، وذلكم حين رأيتموني تأخرت، مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإنْ فطنَ له قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهره التي ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت جوعا، ثم جيء بالجنة، وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه».

صحيح: رواه مسلم في الكسوف (٩٠٤: ١٠) من طرق عن عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا عبد الملك، عن عطاء، عن جابر قال: فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: انكسفت الشمس في عهد رسول اللَّه ﷺ يوم مات إبراهيم ابن رسول اللَّه ﷺ فذكر الحديث، وفيه: «ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار، وذلكم حين رأيتموني تأخرت، مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإنْ فطنَ له قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهره التي ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت جوعا، ثم جيء بالجنة، وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه من العبر والمواعظ ما ينبغي لكل مسلم أن يتأمله. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● انكسفت الشمس: أي حصل كسوف الشمس، وهو ذهاب ضوئها كلياً أو جزئياً.
● إبراهيم ابن رسول الله ﷺ: هو ابن النبي ﷺ من مارية القبطية، وتوفي صغيراً.
● لفحها: لهيبها وحرارتها.
● صاحب المحجن: المحجن هو عصا معوجة الرأس.
● يجر قصبه: القصب هو أمعاؤه، أي يجر أمعاءه في النار.
● خشاش الأرض: حشرات الأرض وهوامها مما تأكله الهرة عادة.
● بدا لي: خطر ببالي وظهر لي.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن الشمس كسفت في يوم وفاة إبراهيم ابن رسول الله ﷺ، فصلى النبي ﷺ صلاة الكسوف التي هي من السنن المؤكدة، وفي أثناء صلاته هذه رأى مناظر من أمر الآخرة.
فقد رأى ﷺ النار وعذابها، حتى أن لهيبها كان شديداً لدرجة أنه تأخر في صلاته مخافة أن يصيبه من لهيبها. وفي هذا النار رأى مثالين لعذاب أهل المعاصي:
1- الرجل صاحب المحجن: الذي كان يسرق أحذية الحجاج والمعتمرين بمحجنه (عصاه المعوجة)، فإذا انتبه له صاحب الحذاء ادعى أن الحذاء علق بالمحجن، وإذا غفل عنه سرقه. فعُذب بجر أمعائه في النار جزاءً على خداعه وسرقته.
2- المرأة صاحبة الهرة: التي حبست هرتها ولم تطعمها، ولم تتركها تبحث عن طعامها بنفسها من حشرات الأرض، حتى ماتت الهرة جوعاً. فعُذبت في النار بسبب تعذيبها لهذه الهرة التي لا تملك حقاً.
ثم رأى ﷺ الجنة ونعيمها، فتقدم في صلاته حتى قام في مقامه، ومد يده ليأخذ من ثمارها ليريه لأصحابه، ثم ترك ذلك إرشاداً لهم أن ينظروا إلى ما عند الله ولا يتعلقوا بالدنيا الزائلة.
وختم ﷺ بقوله: "فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه"، أي كل ما وعدتم به من ثواب الجنة وعذاب النار قد رأيته بعيني في هذه الصلاة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل صلاة الكسوف: فهي من الصلوات التي تظهر فيها عظمة الله ويُرى فيها من آياته.
2- عظمة نبي الله ﷺ: حيث أريه الله مشاهد من الغيب في صلاته.
3- حقيقة الجنة والنار: وهما موجودتان حقاً، وما وعد الله به من ثواب وعقاب حق.
4- تحريم السرقة والخداع: وعاقبتهما الوخيمة في النار، حتى لو كانت السرقة صغيرة (كسرقة نعل).
5- الرفق بالحيوان: فإيذاء الحيوان بغير حق من الكبائر التي تعذب بها صاحبه في النار.
6- التعلق بالآخرة: وعدم الاغترار بالدنيا وزينتها، فالجنة خير وأبقى.
7- اهتمام النبي ﷺ بأمته: حيث أراد أن يريهم من ثمار الجنة ليزدادوا إيماناً ويقيناً.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعظم الأحاديث التي تبين ما يراه النبي ﷺ في صلاة الكسوف من مشاهد الآخرة.
- وفيه رد على من ينكر عذاب القبر أو حقيقة الجنة والنار.
- وفيه بيان أن المعاصي وإن صغرت في أعين الناس قد تكون سبباً في العذاب الشديد إذا استخف بها العبد ولم يتب.
- وينبغي للمسلم عند رؤية الكسوف أن يسرع إلى الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار، اقتداءً بالنبي ﷺ.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، ويبعدنا عن النار وعذابها، وأن نعتبر بهذه المواعظ العظيمة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الكسوف (٩٠٤: ١٠) من طرق عن عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا عبد الملك، عن عطاء، عن جابر قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 240 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: انكساف الشمس يوم موت إبراهيم ورؤية النار والجنة في الصلاة

  • 📜 حديث: انكساف الشمس يوم موت إبراهيم ورؤية النار والجنة في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: انكساف الشمس يوم موت إبراهيم ورؤية النار والجنة في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: انكساف الشمس يوم موت إبراهيم ورؤية النار والجنة في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: انكساف الشمس يوم موت إبراهيم ورؤية النار والجنة في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب