يا معشر النساء! تصدقن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة

حديث: يا معشر النساء! تصدقن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة

عن زينب امرأة عبد اللَّه بن مسعود قالت: خطبنا رسول اللَّه ﷺ فقال: «يا معشر النساء! تصدقن، ولو من حليكن؛ فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة».

متفق عليه: رواه الترمذيّ (٦٣٥)، وابن ماجه (١٨٣٤)، وأحمد (٢٧٠٤٨)، وصحّحه ابن حبان (٤٢٤٨) كلهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عمرو ابن الحارث بن المصطلق، عن ابن أخي زينب امرأة عبد اللَّه، عن زينب، فذكرت الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الوعظ والتذكير الذي خاطب به النبي صلى الله عليه وسلم النساء، وحثهن على عمل الخير والبذل في سبيل الله.

نص الحديث:

عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا معشر النساء! تصدقن، ولو من حليكن؛ فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة».
(رواه البخاري ومسلم)

1. شرح المفردات:

● خطبنا: خَطَبَنا ووعظنا وتكلم معنا.
● معشر: جماعة أو مجموعة.
● تصدقن: الأمر بالصدقة، وهي إعطاء المال أو ما له قيمة طلباً للأجر من الله.
● حليكن: الحلي هو ما تتزين به المرأة من الذهب والفضة وغيرهما.
● أكثر أهل جهنم: الأغلبية العددية لداخل النار.

2. شرح الحديث:

في هذا الخطاب النبوي الكريم، يوجه النبي صلى الله عليه وسلم كلامه إلى النساء مباشرة، ويحثهن على الإكثار من الصدقة، ويخفف عليهن في مقدارها، فيأمرهن أن يتصدقن ولو بشيء قليل من حليهن، أي ولو بقطعة صغيرة من الذهب أو الفضة التي يتزين بها، فلا يستعظمن مقدار الصدقة.
ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم السبب في هذا الحث الخاص، وهو أن النساء سيكونن أكثر عدداً في النار يوم القيامة.
وهذا لا يعني أن كل امرأة ستكون في النار، حاشا لله، ولكنه بيان أن نسبة العصاة من النساء ستكون أكبر، ومن رحمة الله تعالى أن بين السبب في ذلك في أحاديث أخرى.
ففي رواية للبخاري في نفس الحديث: فقلن: وبماذا يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن». قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟» قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟» قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان دينها».
فالسبب في كثرة النساء في النار يعود إلى أمور منها:
● كثرة اللعن: أي السب والشتم والدعاء على الآخرين.
● كفران العشير: أي جحود فضل الزوج وعدم شكره على ما يبذله من معروف.
● نقصان الدين: ليس المقصود نقص أصل الإيمان، ولكن نقص في بعض الأعمال بسبب العوارض الطبيعية كالحيض والنفاس التي تمنعها من الصلاة والصيام في أوقات معينة.
فالصدقة هنا جاءت كعلاج لهذه الآفات، لأنها:
1- تكفر السيئات، كما قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.
2- تطفئ غضب الرب كما في الأثر.
3- تزكي النفس وتخلصها من الشح والبخل.
4- تذكر المرأة بنعمة الله عليها فتشكر ولا تكفر.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحث على الصدقة والإكثار منها: خاصة للنساء، لما فيها من الأجر العظيم والتكفير للذنوب.
2- التيسير في أبواب الخير: فالصدقة مقبولة ولو كانت قليلة، ولو من الحلي الذي تحبه المرأة.
3- التحذير من أسباب دخول النار: والتنبيه على الأخطاء الشائعة التي تقع فيها بعض النساء كاللعن وكفران الجميل.
4- العدل الإلهي: فالله تعالى لا يعذب أحداً إلا بذنبه، وقد بين النبي الأسباب حتى تتجنبها النساء.
5- اهتمام الشريعة بالمرأة: من خلال توجيه الخطاب مباشرة لها، وبيان ما يصلح حالها في الدنيا والآخرة.
6- أن نقصان العقل والدين هنا أمر شرعي طبيعي لا يعني انتقاصاً من كرامة المرأة، بل هو حكم شرعي مرتبط بالخصائص الطبيعية التي خلقها الله عليها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● زينب امرأة عبد الله بن مسعود: هي زينب الثقفية، وكانت امرأة صالحة كثيرة الصدقة، وقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم باسمها في حديث آخر فقال: «نعم المرأة زينب... كانت كثيرة الصدقة».
● الحديث يدل على أن الحلي المباح إذا أديت زكاته أو تصدقت المرأة بجزء منه، فهو من أفضل القربات.
● ليس في الحديث تحريم للتزين بالحلي، بل هو حث على أن يجعل هذا التزين وسيلة للخير بأن تتصدق ببعضه.
● ينبغي للرجال أن يفهموا هذا الحديث فهماً صحيحاً، وأن يستعينوا به على تفهم طبيعة النساء والتعامل معهن بحكمة وصبر، لا أن يستعملوه للتقليل من شأنهن.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يقينا عذاب النار، وأن يهدي نساء المسلمين إلى كل خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٦٣٥)، وابن ماجه (١٨٣٤)، وأحمد (٢٧٠٤٨)، وصحّحه ابن حبان (٤٢٤٨) كلهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عمرو ابن الحارث بن المصطلق، عن ابن أخي زينب امرأة عبد اللَّه، عن زينب، فذكرت الحديث.
واللفظ للترمذي، ولم يذكر هذا اللفظ ابن ماجه.
ووقع وهمٌ من أبي معاوية في الإسناد، نبّه عليه الترمذيّ فقال: «أبو معاوية وهم في حديثه فقال: عمرو بن الحارث، عن ابن أخي زينب، والصحيح إنما هو عمرو بن الحارث بن أخي زينب».
وهو كما قال، فقد رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٦٦) من طريق حفص بن غياث، ومسلم في الزكاة (١٠٠٠) من طريقه ومن طريق أبي الأحوص، والترمذي (٦٣٦)، والنسائي (٥/ ٩٢ - ٩٣)، وأحمد (١٦٠٨٢) من طريق شعبة، وابن خزيمة (٢٤٦٣، ٢٤٦٤) من طريق ابن نمير وابن فضيل كلهم عن الأعمش قال: سمعت أبا وائل يحدث عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب امرأة عبد اللَّه، عن زينب امرأة عبد اللَّه، عن النبي ﷺ نحوه. أي نحو حديث أبي معاوية.
قال الترمذيّ: «وهذا أصح من حديث أبي معاوية»، ثم ذكر وهم أبي معاوية كما سبق.
قال الأعظمي: ما قاله الترمذيّ هو الصواب، ونقل عن البخاري أنه حكم على رواية أبي معاوية بالوهم، وأن الصواب رواية الجماعة عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب، إلا أني لم أقف على اللفظ الذي صدرت به الباب إلا في رواية أبي معاوية، فلعل غيره اختصر الحديث، ولكن الذين رووه مطولا مثل الشيخين لم يذكروا أيضًا لفظ الباب، ولذلك صدرت الحديث برواية أبي معاوية، وهو مذكور بطوله في كتاب الزكاة، فتنبه لذلك.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 243 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر النساء! تصدقن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة

📜 حديث: يا معشر النساء! تصدقن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يا معشر النساء! تصدقن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يا معشر النساء! تصدقن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يا معشر النساء! تصدقن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية