معنى تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار

حديث: معنى تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار

عن عبد اللَّه بن عمر، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «يا معشر النّساء! تصدّقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتُكنّ أكثر أهل النار» فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول اللَّه! أكثر أهل النار؟ قال: «تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير. . .». الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٧٩) عن محمد بن رمح، أخبرنا الليث، عن ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره في حديث طويل.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه كاملًا:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله ﷺ أنه قال: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ». فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ». قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نُقْصَانُ العَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: «أَمَّا نُقْصَانُ العَقْلِ: فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا نُقْصَانُ العَقْلِ، وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي مَا تُصَلِّي، وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ، فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ».
مصدر الحديث: أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام البخاري بمعناه.

1. شرح المفردات:

● جَزْلَةٌ: ذات عقل ورجاحة وفصاحة، وهي امرأة من الصحابيات الفاضلات، وقيل هي أم سلمة رضي الله عنها.
● تَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ: أي تجحدن إحسان الزوج وتنكرن فضله وحقه. والعشير هو الزوج.
● نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ: المقصود نقص نسبي في بعض الجوانب، وليس ذمًا مطلقًا.
● أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ: اللب هو العقل والحلم، والحازم هو ذو الرأي الثابت والعقل الراجح. أي أن تأثير المرأة قد يذهب بعقل الرجل الحكيم فيثيره ويُضعف حلمه.
● تَمْكُثُ اللَّيَالِي مَا تُصَلِّي: أي تدع الصلاة في أيام الحيض والنفاس.

2. شرح الحديث:

يوجه النبي ﷺ خطابًا خاصًا إلى النساء، فيحثهن على فعل أمور تقيهن من النار وتقربهن إلى الله، وهي:
● الصدقة: لما فيها من تطهير للنفس وكف للشر وكسب للأجر.
● كثرة الاستغفار: لتطهير القلب من الذنوب والآثام.
ثم يبين ﷺ سبب هذه الوصية الخاصة، وهو أنه رأى في منامه -والرؤيا الصادقة جزء من النبوة- أن النساء أكثر عددًا في النار.
فاستفسرت الصحابية الفاضلة عن سبب ذلك، فأجابها النبي ﷺ بذكر أسباب رئيسية تدخل تحت اختيار المرأة وسلوكها، وليست قدرًا محتومًا عليها:
● تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ: أي كثرة الشتم والسب والدعاء على الآخرين، وهو خلق ذميم.
● وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ: أي جحود إحسان الزوج وإنكار فضله، وعدم شكر معروفه، وهو من كبائر الذنوب.
ثم يذكر ﷺ طبيعة خلقتهن التي قد تكون سببًا في الوقوع في الخطأ، فينبه إلى نقصان نسبي في جانبين:
● نقصان العقل: والمقصود هنا أن طبيعة المرأة العاطفية قد تؤثر على حكمتها وتقديرها للأمور في بعض الجوانب، والدليل الذي ساقه ﷺ هو أن شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد في بعض الأمور، وهذا تشريع إلهي لحكمة يعلمها الله.
● نقصان الدين: والمقصود أن المرأة تفوتها بعض العبادات بسبب أحوالها الفسيولوجية الطبيعية، كالصلاة والصوم في أيام الحيض والنفاس، وهذا نقص غير اختياري لا إثم عليها فيه.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- العدل الإلهي: الحديث لا يذم المرأة على إطلاقها، بل يذكر أسبابًا يمكنها تجنبها (كالكفران واللعن) وأحوالًا طبيعية (كفوات العبادة) لا تؤاخذ عليها. وفيه الكثير من الصحابيات العالمات العابدات اللاتي بلغن أعلى مراتب القرب من الله.
2- الرؤيا الصادقة: من معجزات النبوة أن يرى النبي ﷺ أمورًا غيبية تكشف له بوحي من الله.
3- الحكمة من التوجيه النبوي: التوجيه إلى العلاج (كثرة الصدقة والاستغفار) قبل بيان الخطر (كثرة في النار).
4- أهمية الاستغفار والصدقة: هما من أعظم الأسباب التي تكفر الذنوب وترفع الدرجات وتقي من النار.
5- ذم خُلقي اللعن وكفران الإحسان: وهما من صفات أهل النار، ويحذر منهما الرجل والمرأة على السواء.
6- فقه السنن الكونية: الحديث يقرر فروقًا طبيعية في الخلق بين الرجل والمرأة، لا تعني تفضيل أحدهما على الآخر في ميزان التقوى، بل لكل منهما خصائ

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٧٩) عن محمد بن رمح، أخبرنا الليث، عن ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره في حديث طويل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 245 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: معنى تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار

📜 حديث: معنى تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: معنى تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: معنى تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: معنى تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية