لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد

حديث: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لو يعلم المؤمن ما عند اللَّه من العقوبة، ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند اللَّه من الرحمة، ما قنط من جنته أحد».

صحيح: رواه مسلم في التوبة (٢٧٥٥) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، أخبرني العلاء (هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب)، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر عظمة رحمة الله تعالى مع عدله، وفيما يلي شرحه وبيانه:

أولاً. شرح المفردات:

● يعلم: يدرك حقيقة ويوقن.
● العقوبة: الجزاء والعذاب على المعاصي.
● ما طمع بجنته أحد: لم يجرؤ أحد على الرجاء في دخول الجنة بسبب خوفه الشديد.
● ما قنط من جنته أحد: لم ييأس أحد من رحمة الله ودخول جنته.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حقيقتين عظيمتين:
1- حقيقة عقاب الله للمؤمن العاصي:
لو اطّلع المؤمن على حقيقة وعظمة عقاب الله الذي أعده للمعاصي والذنوب - حتى لو كانت صغيرة - لشغله الخوفُ عن الطمع في الجنة، ولظن أنه لن ينجو من العذاب بسبب تقصيره، مع أن الله قد وعد المؤمنين بدخول الجنة برحمته.
2- حقيقة رحمة الله للكافر التائب:
ولو علم الكافر الذي بلغ في الكفر والضلال مبلغاً عظيماً، سعةَ رحمة الله ومغفرته التي وسعت كل شيء، لما قنط أو يئس من رحمة الله أبداً، بل لسارع إلى التوبة والإنابة، لعله أن يدرك تلك الرحمة الواسعة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- التحذير من الاستهانة بالذنوب: فالعقوبة عند الله عظيمة، وينبغي للمؤمن أن يخاف من ذنوبه ولا يستصغرها.
2- سعة رحمة الله تعالى: فالله غفور رحيم، لا ييأس من روحه إلا القوم الكافرون.
3- التوازن بين الخوف والرجاء: على المسلم أن يجمع بين الخوف من عقاب الله والرجاء في رحمته، فلا يغلب أحدهما على الآخر.
4- الحث على التوبة: الحديث يحث الكفار والمذنبين على التوبة وعدم اليأس من رحمة الله.
5- إثبات صفة الرحمة والعقاب لله: كما يليق بجلاله سبحانه من غير تشبيه ولا تعطيل.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من أحاديث الترغيب والترهيب.
- ينبغي للمسلم أن يتذكر دائماً أن رحمة الله سبقت غضبه، كما في الحديث القدسي: «رحمتي سبقت غضبي».
- اليأس من رحمة الله من كبائر الذنوب، وهو من صفات الكافرين.
أسأل الله تعالى أن يعاملنا برحمته ولا يؤاخذنا بذنوبنا، وأن يوفقنا للعمل الصالح والبعد عن المعاصي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في التوبة (٢٧٥٥) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، أخبرني العلاء (هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب)، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 253 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد

📜 حديث: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية