حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره

حديث: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٨٧)، ومسلم في الجنة (٢٨٢٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل في طياته حكماً بليغاً وتوجيهاً عظيماً للمسلم في حياته.

أولاً. شرح المفردات:

● حُجِبَتْ: سُتِرَتْ وأُغْلِقَ دونها الطريق.
● النار: جهنم، وعذاب الله في الآخرة.
● الشهوات: كل ما تميل إليه النفس وتشتهيه من الملذات المحرمة.
● الجنة: دار النعيم التي أعدها الله للمتقين.
● المكاره: الأمور الشاقة على النفس التي تكرهها وتتعب فيها.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم أن طريق النار مغطى ومحجوب بالشهوات المحرمة، فمن سلك طريق الشهوات وانغمس فيها دون ضابط شرعي، فإنه يوصل نفسه إلى النار -عياذاً بالله-.
وفي المقابل، فإن طريق الجنة مغطى ومحجوب بالمكاره والمشقات، من طاعة الله واجتناب معاصيه، والصبر على الأذى في سبيله، وتحمّل المشاق في أداء الفرائض وترك المحرمات. فمن صبر على هذه المكاره وتغلب على هواه، فإنه بذلك يصل إلى الجنة ورضوان الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- التحذير من اتباع الشهوات: فالشهوات المحرمة هي سبيل إلى النار، وليس المقصود تحريم الطيبات التي أباحها الله، بل المنهي عنه هو الشهوات التي حرمها الله ورسوله.
2- الصبر على الطاعة: طريق الجنة requires جهاد للنفس وصبر على الطاعات التي قد تكون شاقة في البداية، كقيام الليل، والصوم في الحر، والصدقة مع الحاجة، وغير ذلك.
3- الموازنة بين اللذة العاجلة والعذاب الآجل: فالشهوة لذة عاجلة تزول وتتبعها ندامة وعذاب، أما الصبر على المكاره فمشقة عاجلة تزول وتتبعها راحة ونعيم مقيم.
4- الترغيب في مجاهدة النفس: فالإنسان مجبول على حب الشهوات وكره المشقات، والجنة غالية لا تنال إلا بالصبر والمجاهدة.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يعد من الأحاديث التي تحث على التضحية والصبر في سبيل الله.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا الحديث عند مجابهة الاختيارات بين أمرين: بين شهوة محرمة ينجذب إليها، أو طاعة يشق عليه فعلها.
- من الحكم في هذا الحديث: أن الله جعل الجزاء من جنس العمل، فمن صبر على مكاره الطاعة في الدنيا، نال نعيم الجنة في الآخرة، ومن انغمس في شهوات الدنيا، عوقب بنار الآخرة.
نسأل الله أن يعيننا على طاعته، ويجنبنا شهوات المعاصي، ويوفقنا لصبر على مكاره الطاعة، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٨٧)، ومسلم في الجنة (٢٨٢٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
واللفظ للبخاري ولم يسق مسلم لفظه، وإنما أحال على حديث أنس قبله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 255 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره

📜 حديث: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية