قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين.

حديث: قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين.

عن معاذ بن عبد الله الجهني، أن رجلًا من جهينة أخبره أنه سمع النبي ﷺ يقرأ في الصبح: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ [سورة الزلزلة: ١] في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنَسِي رسول الله ﷺ أم قرأ ذلك عمدًا.

حسن: رواه أبو داود (٨١٦) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال، عن معاذ بن عبد الله الجهني فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أبو داود في سننه، وغيره.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق الأسس العلمية:

نص الحديث:

عن معاذ بن عبد الله الجهني، أن رجلًا من جهينة أخبره أنه سمع النبي ﷺ يقرأ في الصبح: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنَسِي رسول الله ﷺ أم قرأ ذلك عمدًا.

١. شرح المفردات:

● معاذ بن عبد الله الجهني: راوي الحديث، من التابعين، ثقة.
● رجل من جهينة: هو والد معاذ المذكور، وهو صحابي.
● يقرأ في الصبح: أي في صلاة الفجر (الصبح).
● إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا: هي سورة الزلزلة، وهي سورة قصيرة من القرآن الكريم.
● في الركعتين كلتيهما: أي في الركعة الأولى والركعة الثانية من صلاة الفجر.
● أنَسِيَ: أي هل نسي النبي ﷺ وكرر السورة سهواً.
● عمدًا: أي قصداً وتعمداً لفعل ذلك.

٢. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجَهني أنه صلى الفجر خلف رسول الله ﷺ، فسمعه يقرأ في الركعة الأولى سورة الزلزلة، ثم قرأ نفس السورة مرة أخرى في الركعة الثانية. فحصل للصحابي شكٌّ وتساؤل: هل فعل النبي ﷺ هذا لأنه نسي وكرر السورة دون قصد؟ أم أنه فعله عمداً وقصداً ليعلمنا شيئاً؟

٣. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- جواز تكرار السورة في الركعتين: الحديث دليل على جواز قراءة نفس السورة في الركعتين، سواء كان ذلك عن عمد أو سهو. وهذا مذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة. فلو صلى الإنسان وكرر سورة الفاتحة فقط أو غيرها، فصلاته صحيحة.
2- سعة رحمة النبي ﷺ وتعليمه: شكُّ الصحابي وتردده بين النسيا ن والعمد، لم ينكره النبي ﷺ ولم يبين له الأمر في الحال، مما يدل على أن كلا الأمرين جائز. لو كان التكرار ممنوعاً لبينه النبي ﷺ لأمته.
3- الأفضلية والمستحب: على الرغم من الجواز، فإن الأفضل والأكمل للمصلي أن يقرأ في الركعة الثانية بسورة غير التي قرأها في الأولى، أو بآيات أخرى، اقتداءً بما هو الغالب من فعل النبي ﷺ، حيث كان يطيل في الأولى ويقصر في الثانية، ويقرأ سوراً مختلفة.
4- القراءة في صلاة الفجر: يستحب في صلاة الفقر (الصبح) تطويل القراءة نسبياً، وقراءة المئين (وهي السور التي تقارب مائة آية أو أكثر). وقراءة سورة الزلزلة (وهي قصيرة) من النبي ﷺ في هذا الموقف تدل على جواز قراءة السور القصيرة أحياناً، ولا يجب التطويل دائماً، مراعاةً لحال المصلين.
5- أدب الصحابة مع النبي ﷺ: نلاحظ الأدب العالي للصحابي حيث لم يقطع الصلاة لسؤاله، ولم يسيء الظن، بل حمَل الفعل على أحسن المحامل (النسيان أو العمد للتعليم)، وهذا من أدبهم رضي الله عنهم مع رسول الله ﷺ.
6- حكم من نسي وكرر السورة: الحديث يبين أن من نسي وكرر السورة في الركعتين فصلاته صحيحة، ولا إعادة عليه، لأن النبي ﷺ جُوِّزَ عنه ذلك.

٤. معلومات إضافية مفيدة:

● الحديث يدخل في باب "القراءة في الصلاة" من كتب الفقه.
- روى الحديث أبو داود في سننه، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود.
- هذا الفعل من النبي ﷺ (أي تكرار السورة) قد يكون للتعليم والإرشاد إلى الجواز، ليزيل الحرج عن الأمة، ويبين أن الصلاة لا تبطل بمثل هذا.
- يستدل به بعض العلماء على أن القراءة في الركعة الثانية لا يجب أن تكون أقصر من الأولى على الإطلاق، بل يجوز أن تكون مثلها أو قريباً منها، خلافاً لما يظنه بعض العامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨١٦) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال، عن معاذ بن عبد الله الجهني فذكر مثله.
وإسناده حسن للكلام في ابن أبي هلال وهو: سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري، وقيل: مدني، وشيخه معاذ بن عبد الله الجهني غير أنهما «صدوقان» وقال النووي في «الخلاصة» (١٢٢٦): «رواه أبو داود بإسناد صحيح»، وقال الشوكاني في «النيل» (٢/ ٥٤): «رجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: معاذ بن عبد الله الجهني لم يخرج له الشيخان، وإنما أخرج له أصحاب السنن والبخاري في خلق أفعال العباد.
وقول الصحابي: «فلا أدري، أنسي رسول الله ﷺ أم قرأ ذلك عمدًا».
الأصل أن فعل النبيِّ ﷺ يُعدّ مشروعًا، وتردد الصحابي بين النسيان والعمد يحكم للعمد إلا إذا قام الدّليل على خلاف ذلك، ولم أقف على المنع من تكرار سورة واحدة في الركعتين.
ولذا بوب أبو داود وغيره بقوله: باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعنين.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 261 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين.

📜 حديث: قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية