حديث: قراءة النبي في الظهر والعصر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القراءة في الصّبح والظّهر والعصر وفي الصّلوات الأخرى

عن أبي سعيد الخدري قال: إن النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية، أو قال: نصف ذلك. وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية، وفي الأخريين قدر نصف ذلك.
وفي رواية: فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾ [السجدة] وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك، وحرزنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهر، وفي الأخرين من العصر على النصف من ذلك.

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٥٢) من طريق منصور، عن الوليد بن أبي بشر، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: إن النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية، أو قال: نصف ذلك. وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية، وفي الأخريين قدر نصف ذلك.
وفي رواية: فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾ [السجدة] وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك، وحرزنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهر، وفي الأخرين من العصر على النصف من ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث عظيم يُبيِّن لنا هدي النبي ﷺ في الصلاة، خاصة في جانب طول القيام وقراءة القرآن فيها، مما يجمع بين الخشوع وإقامة الصلاة على أكمل وجه.

شرح الحديث:



# أولاً. شرح المفردات:


● يقرأ: يتلو القرآن الكريم في الصلاة.
● قدر ثلاثين آية: بمقدار ما يُقرأ من ثلاثين آية من القرآن من حيث الطول والزمن.
● أو قال: نصف ذلك: أي خمس عشرة آية، والشك من الراوي أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
● فحزرنا: قدّرنا وخرصنا بطريقة التقريب والملاحظة.
● قدر قراءة ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾: أي بمقدار ما يُقرأ من سورة السجدة من أولها، وهي ثلاثون آية تقريباً.
● على قدر قيامه: مساوٍ لقيامه.

# ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه كيف كان النبي ﷺ يصلي صلاتي الظهر والعصر، من حيث طول القيام وكمية القراءة فيهما. ففي صلاة الظهر، كان يطيل القيام في الركعتين الأوليين، فيقرأ في كل ركعة بما يعادل ثلاثين آية من القرآن، ثم يقصر القيام في الركعتين الأخريين، فيقرأ في كل منهما بما يعادل النصف، أي خمس عشرة آية. وأما في صلاة العصر، فكانت القراءة في الركعتين الأوليين بقدر القراءة في الأخريين من الظهر (أي خمس عشرة آية لكل ركعة)، وفي الأخريين من العصر بقدر النصف من ذلك (أي حوالي سبع أو ثمان آيات).
وفي الرواية الثانية، يضرب أبو سعيد الخدري مثلاً عملياً لتقدير هذا الطول، فيشبه قيام النبي ﷺ في أول ركعتين من الظهر بقراءة سورة السجدة كاملة (وهي 30 آية)، وقيامه في الأخريين بنصف ذلك (أي 15 آية)، ثم يؤكد أن قيامه في أول ركعتين من العصر مساوٍ لقيامه في الأخريين من الظهر (أي 15 آية)، وأما الأخريان من العصر فبنصف ذلك (أي حوالي 7-8 آيات).

# ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مراعاة حال المصلين: في هذا الحديث توازن عجيب؛ فالنبي ﷺ لم يطل الصلاة إطالة تشق على الناس، خاصة في صلاة النهار (الظهر والعصر) حيث الناس منشغلون بأعمالهم ومعايشهم، ولم يقصرها تقصيراً يخل بالخشوع والإقبال على الله. فجعل الأوليين أطول والأخريين أقصر.
2- التفريق بين الصلوات في الطول: ليس المقصود التقييد بعدد آيات معين، بل المقصود بيان هديه ﷺ العام، حيث كانت صلاة الظهر أطول من العصر، وصلاة الفجر أطول منهما، وذلك لاختلاف أوقاتها وفضل أوقاتها وحال الناس فيها.
3- استحباب تخفيف الصلاة النهارية: يُستفاد من هذا أن الصلوات التي تكون في حال انشغال الناس (كالظهر والعصر) ينبغي أن تكون أخف من الصلوات التي تكون في أوقات راحة وتفرغ (كالفجر والعشاء)، وهذا من رحمة الإسلام ويسره.
4- جواز تقدير القراءة بطول السور: حيث قدّر الصحابة قراءة النبي ﷺ بطول سورة السجدة، مما يدل على أنه يجوز للمصلي أن يقيس قراءته بسور معروفة الطول.
5- الخشوع والطمأنينة: طول القيام المعتدل الذي ذكره الحديث يوفر للمصلي فرصة للتدبر والطمأنينة، وهي روح الصلاة، دون أن يصل إلى حد المشقة.

# رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في معرفة أقدار القراءة في الصلوات السرية (الظهر والعصر).
- ليس المقصود حصر القراءة في سورة السجدة دائماً، بل ضربها مثلاً للتقريب، وكان النبي ﷺ يقرأ بأطوال مختلفة من القرآن بحسب الأحوال.
- يجوز للإمام مراعاة حال المأمومين، فيخفف إذا رأى ضمن них ضعيفاً أو مريضاً أو ذا حاجة، اقتداءً بهدي النبي ﷺ الذي قال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَذَا الْحَاجَةِ».
- ينبغي للمصلي أن يجتهد في إطالة الركعة الأولى أكثر من الثانية، حتى في الصلوات التي فيها قراءة جهرية، فهذا من هديه ﷺ.
أسأل الله تعالى أن يقبل صلاتنا ويجعلنا من المقيمين لها، المحافظين على هدي نبيهم فيها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٥٢) من طريق منصور، عن الوليد بن أبي بشر، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد فذكره. وفي رواية أخرى (٤٥٤) قال: لقد كانت صلاة الظهر تقام، فيذهب الذاهب إلى البقيع، فيقضي حاجته، ثم يتوضأ، ثم يأتي ورسول الله ﷺ في الركعة الأولى مما يطولها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 272 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قراءة النبي في الظهر والعصر

  • 📜 حديث: قراءة النبي في الظهر والعصر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قراءة النبي في الظهر والعصر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قراءة النبي في الظهر والعصر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قراءة النبي في الظهر والعصر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب