حديث: كان رسول الله لا يقرأ في الظهر والعصر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القراءة في الصّبح والظّهر والعصر وفي الصّلوات الأخرى

عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب قال: دخلت على ابن عباس في شباب من بني هاشم، فقلنا لشاب منا: سَلْ ابن عباس أكان رسول الله ﷺ يقرأ في الظهر والعصر؟ فقال: لا، لا. فقيل له: فلعله كان يقرأ في نفسه، فقال: خَمشًا هذه شر من الأولى، كان عبدًا مأمورًا بلَّغ ما أرسل به، وما اختصَّنا دون الناس بشيْء إلا بثلاث خصال: «أمرنا أن نُسْبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا نُنزي الحمار على الفرس».

حسن: رواه أبو داود (٨٠٨) واللفظ له، والترمذي (١٧٠١) والنسائي (١٤١) وابن ماجه (٤٢٦) كلهم من طرق عن أبي جهضم موسى بن سالم، عن عبد الله بن عبيد الله به فذكر مثله، قال الترمذي: حسن صحيح؛ إلا أن ابن ماجه اختصره.

عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب قال: دخلت على ابن عباس في شباب من بني هاشم، فقلنا لشاب منا: سَلْ ابن عباس أكان رسول الله ﷺ يقرأ في الظهر والعصر؟ فقال: لا، لا. فقيل له: فلعله كان يقرأ في نفسه، فقال: خَمشًا هذه شر من الأولى، كان عبدًا مأمورًا بلَّغ ما أرسل به، وما اختصَّنا دون الناس بشيْء إلا بثلاث خصال: «أمرنا أن نُسْبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا نُنزي الحمار على الفرس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، موضحًا بما يلي:

1. شرح المفردات:


● يقرأ في الظهر والعصر: أي هل كان النبي ﷺ يجهر بالقراءة في صلاة الظهر والعصر.
● خمشًا: كلمة تعبيرية تدل على الإنكار الشديد والاستنكار، كمن يخمش وجهه من شدة الدهشة والرفض.
● شر من الأولى: أي أن هذا القول (أنه كان يقرأ في نفسه) أسوأ من السؤال الأول.
● عبدًا مأمورًا: تأكيد على أن النبي ﷺ عبد لله ومطيع لأمره، لا يخالف ما أُمر به.
● نُسبغ الوضوء: أي نكمله ونتمه، بإيصال الماء إلى جميع الأعضاء المفروضة.
● لا نأكل الصدقة: أي تحرم عليهم الصدقة الواجبة؛ لأنهم أهل بيت النبوة، فلا تحل لهم زكاة الناس.
● لا نُنزي الحمار على الفرس: أي لا نُزاوج بين حمار وفرسة؛ لئلا ينتج عن ذلك "البغل"، وكان هذا من خصائصهم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يدور هذا الحديث حول ثلاثة أمور:
● إنكار القراءة الجهرية في صلاة الظهر والعصر: حيث نفى ابن عباس رضي الله عنهما أن يكون النبي ﷺ كان يقرأ جهرًا في هاتين الصلاتين، بل كان يقرأ سرًا. بل أنكر بشدة على من ظن أنه كان يقرأ في نفسه (أي سرًا ولكن بصوت مسموع له)، مؤكدًا أن النبي ﷺ كان عبدًا مأمورًا يتبع الوحي ولا يخالفه.
● خصوصيات أهل البيت: يوضح ابن عباس أن آل بيت النبي ﷺ لم يُفضّلوا على الناس إلا في ثلاث خصال فريدة:
1. إسباغ الوضوء: أي إتمامه على الوجه الأكمل.
2. تحريم الصدقة عليهم: لا يجوز لآل البيت أن يأكلوا من أموال الناس المُزكَّاة.
3. النهي عن إنزال الحمار على الفرس: أي عدم تزاوجها لإنتاج البغل، وهذا من باب التشريف والامتياز الخاص.


3. الدروس المستفادة:


● اتباع السنة في الصلاة: يؤكد الحديث أن صلاة الظهر والعصر تكون بالقراءة السرية، وهو ما عليه جمهور العلماء.
● النهي عن الابتداع في الدين: تحذير من إضافة ما لم يفعله النبي ﷺ، أو الظن بأنه خالف الظاهر دون دليل.
● التواضع وعدم الادعاء بالفضل إلا بدليل: حيث نفى ابن عباس أن يكون لأهل البيت فضل على الناس إلا فيما خصهم به الشرع.
● الحكمة من تحريم الصدقة على آل البيت: للحفاظ على مكانتهم وعدم إدخال الريبة في نزاهتهم وطهارتهم.
● الامتثال لأمر الله: تأكيد على أن النبي ﷺ كان مطيعًا لله تمام الطاعة، لا يعدو ما أُمر به.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدعم مذهب الجمهور في أن القراءة في الظهر والعصر تكون سرًا.
- الخصائص الثلاث المذكورة لأهل البيت تدل على عناية الإسلام بتميزهم دون تكبر أو تفاخر، بل بتكليف يشرف ويُطهّر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨٠٨) واللفظ له، والترمذي (١٧٠١) والنسائي (١٤١) وابن ماجه (٤٢٦) كلهم من طرق عن أبي جهضم موسى بن سالم، عن عبد الله بن عبيد الله به فذكر مثله، قال الترمذي: حسن صحيح؛ إلا أن ابن ماجه اختصره.
قال الأعظمي: إسناده حسن لأجل أبي جهضم موسى بن سالم فإنه صدوق، وسبق تخريجه في كتاب الوضوء , باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة.
اختلفت الروايات عن ابن عباس في قراءة رسول الله ﷺ في الظهر والعصر، فروي عنه النفي كما في هذه الرواية، ثم التردد فيه كما رواه أبو داود (٨٠٩) عن زياد بن أيوب، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لا أدري أكان رسول الله ﷺ يقرأ في الظهر والعصر أم لا؟ .
ثم اليقين بالقراءة كما رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٢٠٦) عن يزيد بن هارون قال: أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن العيزار بن حريث، عن ابن عباس قال: اقرأ خلف الإمام بفاتحة الكتاب في الظهر والعصر. ورواه أيضًا عن علي بن شيبة قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث قال: شهدت ابن عباس فسمعتُه يقول: لا تُصلِّ صلاة إلا قرأت فيها ولو بفاتحة الكتاب. ورواه أيضًا عن أحمد بن داود بن موسى، قال: ثنا عبيد الله بن محمد التيمي وموسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي العالية البراء قال: سألت ابن عباس، أو سئل عن القراءة في الظهر والعصر؟ فقال: هو إمامك (أي القرآن) فاقرأ منه ما قلَّ
وما كثر، وليس من القرآن شيء قليل.
ثم قال الطحاوي بعد أن روى القراءة في الظهر والعصر عن عدد من الصّحابة منهم: أبو قتادة، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن سمرة وغيرهم: «فلما ثبت بما ذكرنا من رسول الله ﷺ تحقيق القراءة في الظهر والعصر، وانتفى ما روي عن ابن عباس ما يخالف ذلك، رجعنا إلى النظر بعد ذلك، هل نجد فيه ما يدل على صحة أحد القولين اللذين ذكرنا ...» ثم رجَّع بالأدلة القاطعة وجوب القراءة في الظهر والعصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 275 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله لا يقرأ في الظهر والعصر

  • 📜 حديث: كان رسول الله لا يقرأ في الظهر والعصر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله لا يقرأ في الظهر والعصر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله لا يقرأ في الظهر والعصر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله لا يقرأ في الظهر والعصر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب