حديث: اقرأوا بفاتحة الكتاب وما تيسر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما زاد على سورة الفاتحة فهو حسن

عن أبي سعيد قال: «أُمِرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر».

صحيح: رواه أبو داود (٨١٨)، قال: حَدَّثَنَا أبو الوليد الطّيالسيّ، حَدَّثَنَا همّام، عن قتادة، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد، فذكر الحديث.

عن أبي سعيد قال: «أُمِرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي أشار إليه السائل، رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني، وهو من الأحاديث التي تتعلق بصفة الصلاة وواجباتها.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● "أُمِرنا": أي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● "أن نقرأ بفاتحة الكتاب": أي أن نبتدئ قراءتنا في الصلاة بسورة الفاتحة.
● "وما تيسر": أي وما سهل من القرآن بعد الفاتحة، سواء آيات أو سور قصيرة أو طويلة حسب ما يتيسر للمصلي.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يدل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بأن يقرؤوا في صلاتهم سورة الفاتحة، ثم يزيدوا عليها ما تيسر من القرآن الكريم، وهذا في الصلوات التي فيها قراءة جهرية أو سرية، كالظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر.
3. الدروس المستفادة منه:
- وجوب قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وهو مذهب الجمهور من العلماء، واستدلوا بأحاديث أخرى تؤكد على ذلك، مثل حديث: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" (رواه البخاري ومسلم).
- استحباب القراءة بعد الفاتحة بما تيسر من القرآن، سواء في الصلاة الجهرية أو السرية.
- التيسير في أمر العبادة وعدم التشديد على النفس بما قد يؤدي إلى الملل أو الترك.
- أن المصلي يمكنه أن يقرأ من أي جزء من القرآن مما يحفظه أو ما يتيسر له.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- جمهور العلماء على أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها، سواء كان المصلي إماماً أو مأموماً أو منفرداً، في الصلاة الجهرية أو السرية.
- القراءة بعد الفاتحة سنة عند الجمهور، وليست واجبة، لكنها مستحبة في جميع الصلوات.
- يستحب للمصلي أن يطيل القراءة أحياناً ويقصر أحياناً أخرى، حسب حاله ونشاطه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض، وإذا صلى وحده فليطول ما شاء" (رواه البخاري ومسلم).
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨١٨)، قال: حَدَّثَنَا أبو الوليد الطّيالسيّ، حَدَّثَنَا همّام، عن قتادة، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد، فذكر الحديث. وإسناده صحيح.
قال الحافظ في «الفتح» (٣/ ٢٤٣): «وسنده قوي». وقال في «التلخيص»: إسناده صحيح».
وهمّام هو: ابن يحيى العَوَذيّ ثقة، وثَّقه ابن سعد والعجليّ والحاكم، وقال أبو زرعة: «لا بأس به».
من رجال الجماعة.
وأبو نضرة هو: المنذر بن مالك بن قُطَعة - بضم القاف، وفتح المهملة - العَوَقيّ - بفتح المهملة، والواو، ثمّ قاف - البصريّ، مشهور بكنيته، ثقة، وثَّقه ابن معين وأبو زرعة وأحمد والنسائي وغيرهم.
وصحّحه ابن حبان، فأخرجه في صحيحه (١٧٩٠) من طريق عبد الصّمد، ثنا همّام به، مثله.
وعن عبد الصمد أخرجه الإمام أحمد (١٠٩٩٨).
جعل بعض المحدثين هذا الحديث شبيهًا بقوله ﷺ للمسيء صلاته: «فاقرأ ما تيسّر من القرآن». أي بعد الفاتحة، جمعًا بين الروايات؛ لأنَّ ضم السورة مع الفاتحة ليس بواجب في قول الجمهور، بل هو مستحب. وبه قال مالك والشافعي وأحمد.
وأمّا ما رواه الترمذيّ (٢٣٨)، وابن ماجة (٨٣٩) كلاهما من طريق أبي سفيان طريف السّعديّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، مرفوعًا: «لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة - الحمد لله وسورة في فريضة أو غيرها«واللّفظ لابن ماجة. فهو ضعيف، وإن كان الترمذيّ حسَّنه، فلعلَّه لما ذكره من لفظ الحديث: «مفتاح الصّلاة الطّهور، وتحريمها التّكبير، وتحليلها التسليم». ثمّ ذكره كما ذكره ابن ماجة، وسبق ذكره في كتاب الطهارة (٢٧٦) إِلَّا أنَّ الترمذيّ لم يذكر في هذا الموضع قراءة الحمد لله وسورة من القرآن.
فلعلّ هذا مما اضطرب فيه أبو سفيان طريف السّعدي لأنه ضعيف، ضعّفه أبو حاتم وابن معين. وقال النسائي: «متروك».
ثم وقفت على كلام البخاري في: التاريخ الكبير (٤/ ٣٥٧) في ترجمة طريف بن شهاب أبي سفيان أنه أعل حديث أبي سعيد بعد أن ذكره معلقًا فقال: «وقال ابن فضيل، عن أبي سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أمرنا النبي ﷺ أن نقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر«، بحديث آخر لأبي سعيد وهو ما رواه عن مسدد نا يحيى، عن العوام بن حمزة، نا أبو نضرة، سألت أبا سعيد، عن القراءة خلف الإمام، قال: فاتحة الكتاب.
قال البخاري: «وهذا أولى، لأن أبا هريرة وغير واحد ذكروا عن النبي ﷺ: لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب«وقال أبو هريرة: إن زدت فهو خير، وإن لم تفعل أجزأك». انتهى.
قال الأعظمي: النص الأول لم ينفرد به أبو سفيان طريف بن شهاب عن أبي نضرة، بل تابعه قتادة كما رأيت، بخلاف النص الثاني فإنه تفرد به أبو سفيان طريف بن شهاب، معنى النص الأول يختلف عن معنى النص الثاني، إذ النص الأول يوجب قراءة شيء مع الفاتحة، بخلاف النص الثاني، والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 243 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اقرأوا بفاتحة الكتاب وما تيسر

  • 📜 حديث: اقرأوا بفاتحة الكتاب وما تيسر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اقرأوا بفاتحة الكتاب وما تيسر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اقرأوا بفاتحة الكتاب وما تيسر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اقرأوا بفاتحة الكتاب وما تيسر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب