حديث: قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح

عن عمرو بن حريث أنه سمع النبي ﷺ يقرأ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [سورة التكوير: ١٧].

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٥٦) من طريق ابن بشر، عن مسعر، قال: حدثني الوليد بن سريع، عن عمرو بن حريث فذكر الحديث.

عن عمرو بن حريث أنه سمع النبي ﷺ يقرأ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [سورة التكوير: ١٧].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
الحديث الذي ذكر:
هو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة، عن عمرو بن حريث رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [سورة التكوير: 17].


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}: هذه هي الآية السابعة عشرة من سورة التكوير.
● عَسْعَسَ: لها معنيان مشهوران، وهما متلازمان:
● أقبل بظلامه وأدبر: أي جاء وتجاوز.
● أدبر وانصرف: أي ذهب وولى، making way for the day.
والمعنى أن الله تعالى يقسم بالليل حين يُغطي الكون بظلامه ويذهب.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عمرو بن حريث رضي الله عنه أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح (الفجر)، فسمعه يقرأ في الركعة الأولى أو الثانية بسورة التكوير، وبلغ في قراءته إلى هذه الآية الكريمة {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}.
وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر بطوال المفصل، وسورة التكوير من طوال المفصل، مما يدل على جواز التطويل في صلاة الفجر أحيانًا، وكانت قراءته صلى الله عليه وسلم فيها تربية وتعليمًا لأمته.

# 3. الدروس المستفادة والفقه فيه:


● جواز قراءة سور طويلة في صلاة الفجر: وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم، فقد كان يقرأ في صلاة الصبح ما بين الستين إلى المائة آية، كما في الأحاديث الصحيحة.
● استحباب الإسرار بالقراءة أحيانًا في الصلاة الجهرية: فالحديث يدل على أن الصحابي *سمع* النبي، مما يعني أن النبي لم يجهر بالقراءة جهرًا شديدًا، بل كان يسمع من خلفه، وهذا من الأدب والخشوع في الصلاة.
● تنوع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: فكانت قراءته تختلف حسب الأحوال، فتارة يقرأ بطوال المفصل (كالتكوير والانفطار والانشقاق) وتارة بقصاراه، ليعلم الأمة السعة في العبادة.
● فضل سورة التكوير: وما فيها من عظيم الآيات التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة وعلامات النبوة، مما يبعث في قلب المصلي الخشية والتفكر في آيات الله عز وجل.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


سورة التكوير: هي سورة مكية، عدد آياتها 29 آية، وترتيبها في المصحف 81. وهي من السور التي تُقرأ في الصلوات لِمَا فيها من تخويف وترغيب.
● صلاة الفجر: هي من أفضل الصلوات وأطولها قراءةً بعد صلاة الظهر في أيام الجمعة، وقد ورد الحث على المحافظة عليها لما فيها من بركة ونور.
● القراءة في الصلاة: سنة مؤكدة، والأفضل للمصلي أن يقرأ بما تيسر من القرآن مع مراعاة أحوال المصلين خلفه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٥٦) من طريق ابن بشر، عن مسعر، قال: حدثني الوليد بن سريع، عن عمرو بن حريث فذكر الحديث.
ورواه أيضًا مسلم في الصلاة (٤٧٥) عن محرز بن عون بن أبي عون، حدثنا خلف بن خليفة الأشجعي أبو أحمد، عن الوليد بن سَريع مولى آل عمرو بن حُريث، عن عمرو بن حُريث قال: صلَّيتُ خلْفَ النبي ﷺ الفجر فسمعته يقرأ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [سورة التكوير: ١٥ - ١٦] وكان لا يَحْني رجلٌ مِنَّا ظهره حتى يَسْتَتِمَّ ساجدًّا.
ورواه أبو داود (٨١٦)، وابن ماجه (٨١٧) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أصبغ مولى عمرو بن حُريث، عن عمرو بن حريث قال: كأني أسمع صوت النبي ﷺ يقرأ في صلاة الغداة: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ وفي الإسناد أصبغ وثقه ابن معين، والنسائي، وقال ابن حبان: تغير بآخره حتى كُبِّل بالحديد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إلا بعد التخليص، وذكره ابن الجارود والعقيلي في الضعفاء.
قال الأعظمي: لم يُرو عنه في الكتب عن مولاه غير هذا الحديث، وقد أصاب في رواية هذا الحديث لأنه تابعه الوليد بن سريع، عن مولاه كما سبق عند مسلم، والنسائي (٢/ ١٥٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 256 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾

  • 📜 حديث: قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب