حديث: كانت تعرف قراءة النبي في الظهر بتحريك لحيته.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القراءة في الصّبح والظّهر والعصر وفي الصّلوات الأخرى

عن بعض أصحاب النبي ﷺ قال: كانت تعرف قراءة النبي ﷺ في الظهر بتحريك لحيته.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٣١٥٣) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي الزعراء، عن أبي الأحوص، عن بعض أصحاب النبي ﷺ.

عن بعض أصحاب النبي ﷺ قال: كانت تعرف قراءة النبي ﷺ في الظهر بتحريك لحيته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر هو من الأحاديث التي تُظهر هيئة النبي ﷺ في الصلاة، وتدل على خشوعه وتدبره لكتاب ربه.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "الأذان"، باب: (رفع البصر إلى الإمام في الصلاة)، حديث رقم (743)، والإمام مسلم في صحيحه في كتاب "الصلاة"، باب: (وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...)، حديث رقم (451)، من طريق أبي قتادة رضي الله عنه.
### ثانياً. نص الحديث بالسياق
لنضع الحديث في سياقه لنفهمه بشكل أفضل. روى الإمام البخاري عن أبي قتادة رضي الله عنه قال:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي بِنَا، فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَيُسْمِعُنَا الآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطِيلُ الرَّكْعَةَ الأُولَى، وَكَانَتْ تُعْرَفُ قِرَاءَتُهُ فِي الظُّهْرِ بِتَحْرِيكِ لِحْيَتِهِ.
### ثالثاً. شرح مفردات الحديث
● كَانَ يُصَلِّي بِنَا: أي كان النبي ﷺ يؤم أصحابه في الصلاة.
● فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ: هاتان هما الصلاتان اللتان تُقرأ فيهما السور سرًا في الغالب.
● بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ: أي كان يقرأ في الركعتين الأوليين سورة الفاتحة ثم سورة أخرى بعدها.
● وَيُسْمِعُنَا الآيَةَ أَحْيَانًا: أحيانًا كان يرفع صوته قليلاً حتى يسمع المأمومون بعض الآيات للتعليم أو لنقل القراءة الصحيحة.
● وَكَانَ يُطِيلُ الرَّكْعَةَ الأُولَى: وهذا من هديه ﷺ، حيث كان يطيل الركعة الأولى أكثر من الثانية.
● وَكَانَتْ تُعْرَفُ قِرَاءَتُهُ فِي الظُّهْرِ بِتَحْرِيكِ لِحْيَتِهِ: هذه هي الجملة التي سألت عنها. معناها: أن الصحابة كانوا يعلمون أن النبي ﷺ يقرأ في صلاة الظهر (التي هي صلاة سرية) من خلال حركة لحيته الشريفة، أي أنهم كانوا يرون تحرك شعر لحيته بسبب حركة شفتيه أثناء القراءة، رغم أنه لا يرفع صوته.
### رابعاً. المعنى الإجمالي للحديث
يصف هذا الحديث هيئة النبي ﷺ وهو يؤم الناس في الصلوات السرية (كصلاة الظهر والعصر). فكان يقرأ قراءةً خفيفة لا يسمعها الناس بشكل واضح، ولكنهم كانوا يعلمون أنه يقرأ من خلال مراقبة حركة لحيته وشفتيه. وهذا يدل على أنه كان يحرك شفتيه بالقراءة حتى في الصلاة السرية، وأن الصحابة كانوا يتابعون الإمام بكل حواسهم، لا بأسماعهم فقط، بل بأبصارهم أيضاً ليتعلموا منه.

خامساً:

الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- وجوب قراءة الإمام في الصلاة السرية والجهرية: الحديث دليل على أن القراءة واجبة على الإمام، حتى في الصلوات السرية.
2- استحباب إطالة الركعة الأولى: من هدي النبي ﷺ أنه كان يطيل الركعة الأولى أكثر من الثانية، وهذا مستحب للإمام اقتداءً به.
3- حركة الشفتين في القراءة السرية: يستحب للإمام والمأموم تحريك الشفتين بالقراءة في الصلاة السرية، وليس مجرد المرور بالقلب. وهذا هو رأي جمهور العلماء.
4- اهتمام الصحابة بتعلم الصلاة من النبي ﷺ: حرص الصحابة رضي الله عنهم على مراقبة كل أفعال النبي ﷺ في الصلاة ليتعلموا منها، حتى حركة لحيته لم تغب عن أنظارهم.
5- الخشوع والتدبر: حركة اللحية بسبب القراءة تدل على أن القراءة كانت بتؤدة وهدوء وتدبر، وليس بمجرد إسراع.
6- جواز رفع الصوت قليلاً في الصلاة السرية للتعليم: قوله "ويسمعنا الآية أحياناً" يدل على أنه يجوز للإمام أن يسمع المأمومين بعض الآيات في الصلاة السرية ليعلمهم القرآن أو ليصحح لهم القراءة.

سادساً:

فوائد إضافية
- هذا الحديث من أدلة عدالة الصحابة وضبطهم، حيث نقلوا لنا أدق التفاصيل في صلاة النبي ﷺ.
- فيه بيان لصفة القراءة في الصلوات السرية، وأنها بين الجهر والهمس، بحيث يتحرك بها اللسان والشفتان ويسمع نفسه.
- يعلمنا هذا الحديث أدب المأموم مع إمامه، حيث يجب عليه متابعته والانتباه إليه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣١٥٣) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي الزعراء، عن أبي الأحوص، عن بعض أصحاب النبي ﷺ.
ورواه ايضًا ابن أبي شيبة (١/ ٣٦٢) عن وكيع، عن سفيان به مثله.
وأورده البوصيري في «إتحاف المهرة» (١٨٥١) من ابن أبي شيبة وأحمد وقال: «هذا إسناد رجاله ثقات، وأبو الزعراء هو: عمرو بن عمرو». انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن عمرو بن عمرو بن مالك أبو الزعراء وإن لم يخرج عنه الشيخان إلا
أنه ثقة، فقد وثَّقه ابن معين، وقال أحمد: شيخ ثقة، ووثَّقه العجلي والنسائي في الكنى، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة. ولكن قال فيه أبو حاتم: صدوق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 281 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كانت تعرف قراءة النبي في الظهر بتحريك لحيته.

  • 📜 حديث: كانت تعرف قراءة النبي في الظهر بتحريك لحيته.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كانت تعرف قراءة النبي في الظهر بتحريك لحيته.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كانت تعرف قراءة النبي في الظهر بتحريك لحيته.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كانت تعرف قراءة النبي في الظهر بتحريك لحيته.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب