كان النبي يقرأ في الظهر والعصر: سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث

حديث: كان النبي يقرأ في الظهر والعصر: سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث

عن أنس أن النبي ﷺ كان يقرأ في الظهر والعصر: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ و﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾.

صحيح: رواه البزار «كشف الأستار» (٤٨٢) عن محمد بن معمر، ثنا روح بن عبادة، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وقتادة وحُميد، عن أنس فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، يوضح لنا جانباً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، وفيما يلي شرحه مفصلاً:

الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ: بِـ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ وَ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾".

١. شرح المفردات:

● يقرأ: أي يتلو سوراً أو آيات من القرآن الكريم في الصلاة.
● الظهر والعصر: صلاتا الظهر والعصر، وهما من الصلوات السرية التي لا يجهر الإمام فيها بالقراءة.
● ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾: سورة الأعلى، وهي السورة السابعة والثمانون في ترتيب المصحف.
● ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾: سورة الغاشية، وهي السورة الثامنة والثمانون في ترتيب المصحف.

٢. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه - وهو الخادم الوصيف للنبي صلى الله عليه وسلم - أن النبي كان في الركعتين الأوليين من صلاتي الظهر والعصر (وهما الصلوات السرية) يقرأ بسورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الغاشية في الركعة الثانية، أو العكس. وهذا يدل على أن هذه كانت عادة متكررة له صلى الله عليه وسلم، وإن لم تكن دائمة، فقد ثبت أنه قرأ بأطول من ذلك أحياناً.

٣. الدروس المستفادة منه:

١- بيان هدي النبي في الصلاة: الحديث دليل على أن السنة في الصلوات السرية (الظهر والعصر) أن يقرأ الإمام أو المنفرد بسور قصيرة مفصولة، وقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم هاتين السورتين لاشتمالهما على معاني عظيمة.
٢- التيسير على الأمة ومراعاة أحوال المصلين: صلاة الظهر تُصلى في وقت القائلة (القيلولة) والعصر بعد اشتداد العمل، فقراءة السور القصيرة تخفف على المصلين وتراعي ظروفهم.
٣- اختيار السور المناسبة: سورة الأعلى تبدأ بالتسبيح والتعظيم لله تعالى، وسورة الغاشية تصف أهوال يوم القيامة ونعيم الجنة، مما يجمع بين التسبيح والتذكير بالآخرة.
٤- جواز القراءة بالسور القصيرة في الصلوات الجهرية والسرية: وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره، حيث لم يوجب القراءة بالسور الطويلة.
٥- استحباب المداومة على السنن: وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ أحياناً بأطول من ذلك، إلا أن مداومته على هذه السور تدل على استحباب ذلك.
٦- التنويع في القراءة: لم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على هاتين السورتين دائماً، بل كان ينوع في القراءة ليعلم الأمة ويجنبهم الملل.

٤. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم الجهر والإسرار في الصلوات: الظهر والعصر من الصلوات السرية، بينما الجهرية هي الفجر والمغرب والعشاء.
● طول القراءة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر قدر ثلاثين آية، وفي العصر نحو نصف ذلك، كما في بعض الروايات.
● فوائد سورتي الأعلى والغاشية:
- سورة الأعلى: تحتوي على توحيد الله وتنزيهه، ووعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بتيسير القرآن وحفظه، والتذكير بالدار الآخرة.
- سورة الغاشية: تركز على أهوال القيامة، وتقسيم الناس إلى فريق في الجنة وفريق في السعير، مع الدعوة إلى التأمل في خلق الله.

الخلاصة:

حديث أنس رضي الله عنه يبين لنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة في صلاتي الظهر والعصر، ويدل على مراعاة الشريعة لأحوال المصلين، مع الاستفادة من المعاني العظيمة في السور القصيرة. وهو درس في التيسير وعدم التشديد، مع الحفاظ على جوهر الصلاة وخشوعها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار «كشف الأستار» (٤٨٢) عن محمد بن معمر، ثنا روح بن عبادة، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وقتادة وحُميد، عن أنس فذكر الحديث.
ورجاله تقات وإسناده صحيح، قال الهيثمي (٢٦٨٧)، «رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط».
ورواه ابن خزيمة (٥١٢)، وابن حبان (١٨٢٤) كلاهما من حديث محمد بن معمر بن ربعي القيسي، قال: حدثنا روح بن عبادة بإسناده مثله.
وفيه: «أنهم كانوا يسمعون منه النغمة في الظهر بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ ....».
وأخرجه النسائي (٩٧٣) من وجه آخر عن أنس نحوه.
وقال البوصيري في «الإتحاف» (١٨٥٠) بعد أن رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبادة بن سفيان بن حسين، أنبأنا أبو عبيدة، عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في الظهر بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾. قال: رواه البزار بإسناد صحيح: إن النبي ﷺ كان يقرأ في الظهر والعصر ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ و﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾. انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 278 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي يقرأ في الظهر والعصر: سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث

📜 حديث: كان النبي يقرأ في الظهر والعصر: سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان النبي يقرأ في الظهر والعصر: سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان النبي يقرأ في الظهر والعصر: سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان النبي يقرأ في الظهر والعصر: سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية