حديث: يُطيل الأُولَيين من الظهر ويخفف في الأخريين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القراءة في الصّبح والظّهر والعصر وفي الصّلوات الأخرى

عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة قال: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله ﷺ من فلان.
قال سليمان: فصلينا وراء ذلك الإنسان وكان يُطيل الأُولَيين من الظهر، ويخفف في الأخريين، ويُخَفِّفُ في العصر ويقرأ في المغرب بقصار المُفَصَّل، ويقرأ في العشاء بالشمس وضحاها وأشباهِها، ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين.

حسن: رواه النسائي (٩٨٢، ٩٨٣) واللفظ له، وابن ماجه (٨٢٧) مختصرًا كلاهما من طريق الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة قال: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله ﷺ من فلان.
قال سليمان: فصلينا وراء ذلك الإنسان وكان يُطيل الأُولَيين من الظهر، ويخفف في الأخريين، ويُخَفِّفُ في العصر ويقرأ في المغرب بقصار المُفَصَّل، ويقرأ في العشاء بالشمس وضحاها وأشباهِها، ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه، يحمل إرشادات عظيمة في كيفية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وبيان هديه فيها.

أولاً. شرح المفردات:


● أشبه صلاة: أي أكثر مشابهة وموافقة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في هيئتها وطريقتها.
● يُطيل الأُولَيْنِ: يزيد في وقت القيام في الركعتين الأوليين من الصلاة.
● يُخَفِّفُ: يقصر في وقت القيام.
● بقصار المُفَصَّل: بالسور القصيرة التي في آخر جزء المُفَصَّل من القرآن، وهي من سورة (ق) أو (الحجرات) إلى آخر القرآن على اختلاف بين العلماء في بدايته.
● بالشمس وضحاها: أي بسورة الشمس.
● أشباهها: ما يشبهها في الطول من السور القصيرة.
● بطولتين: بسورتين طويلتين.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنه لم يصلِّ خلف أحد من الناس صلاة كانت أكثر مشابهة لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الإمام (الذي لم يُسمَّ في الرواية)، ثم يذكر سليمان بن يسار أنه صلى خلف هذا الإمام فوجده يطبق exactly ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات المختلفة، من حيث طول القيام أو قصره، واختيار السور المناسبة لكل صلاة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث دليل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء، حتى في هيئة الصلاة وتفاصيلها، والسعي لتطبيق سنته كما هي.
2- تفاضل الناس في الخير: فضل هذا الإمام كان في دقته في متابعة السنة، مما جعل أبا هريرة يفضله على غيره في هذا الجانب.
3- هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات:
* الظهر: إطالة الركعتين الأوليين وتخفيف الأخريين. وهذا من رحمة الله تعالى بأمته، حيث تكون الصلاة في أولها أطول لتحصل الخشية والتدبر، ثم تخفف بعد ذلك.
* العصر: التخفيف فيها بشكل عام، لأنها صلاة وسطى وتأتي في وقت انشغال الناس.
* المغرب: القراءة بقصار السور (مثل: الإخلاص، الكوثر، النصر) لأنها صلاة قصيرة بعد يوم طويل.
* العشاء: القراءة بمتوسط السور (مثل: الشمس، الليل، الضحى) مما هو أطول قليلاً من المغرب.
* الفجر: القراءة بسور طويلتين (مثل: السجدة والإنسان، أو الأعلى والغاشية) لأن وقتها أوسع والنفس أنشط.
4- مراعاة أحوال المصلين: في التخفيف والتطويل حكمة عظيمة، وهي مراعاة حال كبار السن والضعفاء وأصحاب الحاجات، مما يدل على سماحة الإسلام ويسره.
5- تنويع القراءة في الصلاة: يستحب للإمام أن ينوع في قراءته بين السور الطوال والمتوسطة والقصيرة، حتى لا يملَّ المأمومون، وحتى تُقرأ جميع آيات القرآن.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث أخرجه البخاري (رقم 710) ومسلم (رقم 465) وغيرهما.
- اختلف العلماء في اسم هذا الإمام الذي وصفه أبو هريرة، فقيل هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل هو عمر بن الخطاب، وقيل غيرهما، والله أعلم.
- هذا الهدي النبوي في الصلاة هو سنة مستحبة وليس واجباً، فلو قرأ الإمام في الفجر بقصار المفصل أو في المغرب بطوال السور صحت صلاته، لكنه خالف الأفضل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقتدين بنبيه صلى الله عليه وسلم في القول والعمل، والمحافظين على الصلاة بخشوعها وآدابها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٩٨٢، ٩٨٣) واللفظ له، وابن ماجه (٨٢٧) مختصرًا كلاهما من طريق الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وإسناده حسن لأجل الضحاك بن عثمان فإنه حسن الحديث.
وصحَّحه ابن خزيمة فأخرجه في صحيحه (٥٢٠)، وابن حبان (١٨٣٧)، وأحمد (٨٣٦٦) كلهم من هذا الطريق.
وفيه يقول أبو هريرة: «ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله ﷺ من فلان - لأمير كان بالمدينة».
يقول سليمان بن يسار: «فصلَّيت أنا وراءه فكان يُطيل في الأُوليين، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر. وكان يقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل، وفي الأُوليين من العشاء بوسط المفصل، وفي الصبح بطول المفصل» انتهى.
ولم أقف على اسم هذا الأمير، وقد قيل اسمه عمرو بن سلمة، وليس هو عمر بن عبد العزيز كما سيأتي في حديث الضّحاك بن عثمان، فإنه ولد بعد وفاة أبي هريرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 276 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُطيل الأُولَيين من الظهر ويخفف في الأخريين

  • 📜 حديث: يُطيل الأُولَيين من الظهر ويخفف في الأخريين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُطيل الأُولَيين من الظهر ويخفف في الأخريين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُطيل الأُولَيين من الظهر ويخفف في الأخريين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُطيل الأُولَيين من الظهر ويخفف في الأخريين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب