حديث: كان رسول الله يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم ولكنه كان يُخفف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح

عن جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلُّون اليوم، ولكنه كان يُخفف، كانت صلاتُه أخفَّ من صلاتِكم، وكان يقرأ في الفجر «الواقعة» ونحوَها من السور.

حسن: رواه أحمد (٢٠٩٩٥)، والطبراني (١٩١٤) كلاهما من طريق عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٧٢٠) قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، أنه سمع جابر بن سمرة فذكر الحديث.

عن جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلُّون اليوم، ولكنه كان يُخفف، كانت صلاتُه أخفَّ من صلاتِكم، وكان يقرأ في الفجر «الواقعة» ونحوَها من السور.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه دروس وعبر مهمة في كيفية الصلاة، خاصة في جانب التخفيف مع الإتيان بالواجبات والمستحبات.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● يُصَلِّي الصلوات: يؤدي الصلوات المفروضة.
● كنحو من صلاتكم: يشبه صلاتكم أو مثلها في الهيئة والأركان.
● يُخفف: يقلل من مقدار القيام والقراءة والركوع والسجود، مع الإتيان بالواجب.
● أخفَّ: أقل وأقصر مدة.
● الواقعة: سورة الواقعة، وهي من السور الطوال في القرآن الكريم.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في هيئتها وأركانها وشروطها كانت مثل صلاة المسلمين في زمن الرواية (أي زمن التابعين)، ولكن الفارق الجوهري كان في *التخفيف*، حيث كانت صلاته صلى الله عليه وسلم أخف وأقصر مما اعتاد الناس عليه لاحقًا، مع أنه كان يقرأ في صلاة الفجر بسور طويلة مثل سورة الواقعة أو ما يشابهها في الطول.

3. الدروس المستفادة منه:


● مشروعية التخفيف في الصلاة مع الإتيان بالكمال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في التخفيف في الصلاة الجهرية التي يصليها بالجماعة، مراعاةً لأحوال المصلين خلفه، من الضعيف والمريض وذي الحاجة. وهذا دليل على أن التطويل المفرط الذي يشق على الناس مكروه.
● الجمع بين التخفيف والقراءة الطويلة أحيانًا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر بطوال المفصل (مثل سورة الواقعة)، مما يدل على أن التخفيف لا يعني التقصير في الواجب أو المستحب، بل هو إتقان دون إطالة مملة.
● اتباع السنة في كيفيات الصلاة: الحديث يدل على أن هيئة الصلاة التي نصلّيها اليوم موافقة لهيئة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، مما يوجب علينا الحفاظ عليها دون ابتداع أو تغيير.
● مراعاة أحوال المأمومين: على الإمام أن يتذكر أن خلفه من هو أضعف منه، فيرحمهم ويخفف الصلاة، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
● أن طول الصلاة وقصرها يختلف بحسب الظرف والحال: فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل أحيانًا في صلاة الليل أو النافلة، لكنه في الغالب كان يخفف في الصلوات الجهرية مع الجماعة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب "قصر الصلاة مع الإتمام"، وهو منهج وسط بين الإطالة المملة والتخفيف المخل.
- سورة الواقعة من السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في صلاة الفجر، وكذلك كان يقرأ بسور مثل «الطور» و«ق» و«المعوذتين» أحيانًا، مما يدل على تنوع قراءته صلى الله عليه وسلم.
- يستحب للإمام أن يخفف الصلاة إذا علم أن في المأمومين من له حاجة (كمرض أو عذر)، وهذا من كمال الشفقة والرحمة بالمسلمين.
- ينبغي للمأمومين ألا ينفروا من الصلاة خلف الإمام الذي يخفف مع الإتيان بالواجب، بل ذلك من تمام السنة.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في القول والعمل.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٩٩٥)، والطبراني (١٩١٤) كلاهما من طريق عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٧٢٠) قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، أنه سمع جابر بن سمرة فذكر الحديث. وصحّحه ابن خزيمة (٥٣١)، والحاكم (١/ ٢٤٠) من هذا الوجه.
قال الأعظمي: وإسناده حسن للكلام في سماك بن حرب غير أنه «صدوق».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 258 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم ولكنه كان يُخفف

  • 📜 حديث: كان رسول الله يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم ولكنه كان يُخفف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم ولكنه كان يُخفف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم ولكنه كان يُخفف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم ولكنه كان يُخفف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب