حديث: صلاة وراء إمام أشبه صلاة برسول الله ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القراءة في الصّبح والظّهر والعصر وفي الصّلوات الأخرى

عن زيد بن أسلم، قال: دخلنا على أنس بن مالك فقال: صليتُم؟ قلنا: نعم. قال: يا جارية! هلُمّي لي وَضُوءًا ما صليتُ وراء إمام أشبه صلاةً برسول الله ﷺ من إمامكم هذا.
قال زيد: وكان عمر بن عبد العزيز يُتم الركوع والسجود ويخفّف القيام والقعود.

حسن: رواه النسائي (٩٨١) عن قتيبة، قال: حدّثنا العطَّاف بن خالد، عن زيد بن أسلم، قال (فذكره).

عن زيد بن أسلم، قال: دخلنا على أنس بن مالك فقال: صليتُم؟ قلنا: نعم. قال: يا جارية! هلُمّي لي وَضُوءًا ما صليتُ وراء إمام أشبه صلاةً برسول الله ﷺ من إمامكم هذا.
قال زيد: وكان عمر بن عبد العزيز يُتم الركوع والسجود ويخفّف القيام والقعود.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه زيد بن أسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنهما، يحمل في طياته فوائد عظيمة تتعلق بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وكيفية الاقتداء به فيها. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● هلُمّي: كلمة أمر بمعنى "أَحضِري" أو "ائْتِي بِ".
● الوَضُوء: هنا بمعنى الماء الذي يتوضأ به.
● أشبه: أي أشبه وأقرب.
● يُتم الركوع والسجود: أي يُطيل الركوع والسجود ويأتي بهما على الوجه الكامل.
● يخفّف القيام والقعود: أي يقصر مدة القيام (بعد الركوع وبين السجدتين) والجلوس (للتشهد).

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يدخل زيد بن أسلم ورفاقه على الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، فيسألهم: "هل صليتم؟" فيجيبون بالإيجاب. فيطلب أنس من الجارية أن تحضر له ماء للوضوء لأنه لم يصل بعد، ثم يبين لهم أن إمامهم (وهو عمر بن عبد العزيز) يشبه في صلاته صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أي إمام صلى خلفه. ثم يوضح زيد بن أسلم أن عمر بن عبد العزيز كان يطيل الركوع والسجود، ويقصر في القيام (الاعتدال بعد الركوع والوقوف بين السجدتين) والقعود (الجلوس للتشهد).

3. الدروس المستفادة منه:


● اقتداء الأئمة بهدي النبي في الصلاة: ينبغي للأئمة أن يحرصوا على متابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاتهم، كما فعل عمر بن عبد العزيز.
● التوازن في الصلاة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل الركوع والسجود لأنهما من مواطن الخشوع والمناجاة، بينما يخفف في القيام والقعود لأنهما فترات انتقالية.
● أهمية الخشوع والإطالة في مواضعها: الإطالة في الركوع والسجود تساعد المصلي على الخشوع والتأمل، وهذا من كمال الصلاة.
● حرص السلف على متابعة السنة: أنس بن مالك وهو صحابي جليل يثني على إمام لأنه يشبه صلاته صلاة النبي، مما يدل على حرصهم على الاتباع وعدم الابتداع.
● التيسير على المأمومين: التخفيف في القيام والقعود مع الإتمام في الركوع والسجود يجمع بين الخشوع ومراعاة حال المأمومين، خاصة الضعفاء وكبار السن.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● عمر بن عبد العزيز: هو الخليفة الأموي العادل، وكان معروفًا بتقواه واتباعه للسنة، وقد شبهه بعض العلماء بالخلفاء الراشدين في عدله وزهده.
● هدي النبي في الصلاة: ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل الركوع والسجود، ويقول: "أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يُستجاب لكم" (رواه مسلم).
● الفقه في الصلاة: هذا الحديث يستدل به على استحباب إطالة الركوع والسجود، والتخفيف في القيام والقعود، وهو مذهب جمهور العلماء.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقتدين برسوله صلى الله عليه وسلم في كل أقوالنا وأفعالنا، وأن يتقبل منا الصلاة والعبادة إنه سميع مجيب.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٩٨١) عن قتيبة، قال: حدّثنا العطَّاف بن خالد، عن زيد بن أسلم، قال (فذكره). وإسناده حسن من أجل الكلام في العطّاف بن خالد المخزوميّ إلا أنه حسن الحديث إذا
لم يخالف.
وله إسناد آخر وهو ما رواه أحمد (١٣٦٧٢) عن إبراهيم بن خالد، قال: أخبرني أمية بن شبل، عن عثمان بن يَزْدريه، قال: خرجتُ إلى المدينة مع عمر بن يزيد، وعمر بن عبد العزيز عامل عليها قبل أن يُستخلف. قال: فسمعتُ أنس بن مالك - وكان به وضع شديد، قال: وكان عمر يصلي بنا فقال أنس: ما رأيتُ أحدًا أشبه صلاة بصلاة رسول الله ﷺ من هذا الفتى، كان يخفف في تمام. وإسناده حسن.
وهذا يقوي ما رواه أبو داود (٨٨٨)، والنسائي (١١٣٥)، والإمام أحمد (١٢٦٦١) كلهم من حديث عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، حدثني أبي، عن وهب بن مانوس، قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: ما صليتُ وراء أحد بعد رسول الله ﷺ أشبه صلاة برسول الله ﷺ من هذا الفتى - بعني عمر بن عبد العزيز - قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات.
ووهب بن مانوس ذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٥٥٧) ولم أجد من وثقه غيره؛ ولذا قال الحافظ في «التقريب»: «مستور».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 279 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة وراء إمام أشبه صلاة برسول الله ﷺ

  • 📜 حديث: صلاة وراء إمام أشبه صلاة برسول الله ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة وراء إمام أشبه صلاة برسول الله ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة وراء إمام أشبه صلاة برسول الله ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة وراء إمام أشبه صلاة برسول الله ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب