حديث: كان رسول الله يؤمنا في الفجر بالصافات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح

عن عبد الله بن عمر قال: إن كان رسول الله ﷺ ليؤمُّنا في الفجر بالصافات.

حسن: رواه أحمد (٤٩٨٩)، وأبو يعلى (٥٤٤٥)، وابن حبان (١٨١٧) كلّهم من حديث يزيد بن هارون، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر، فذكر الحديث واللفظ له.

عن عبد الله بن عمر قال: إن كان رسول الله ﷺ ليؤمُّنا في الفجر بالصافات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي ذكرته هو جزء من حديث أطول، ولفظه الكامل كما رواه الإمام مسلم في صحيحه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قُومُوا فَأَوْتَرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ. وَكَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ بِخَمْسٍ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ بِتِسْعٍ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ بِإِحْدَى عَشْرَةَ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ مِنْ اللَّيْلِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ- وَإِنَّ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُؤُمُّنَا فِي الْفَجْرِ فَيَقْرَأُ فِيهَا بِالصَّافَّاتِ وَنَحْوِهِنَّ مِنْ السُّوَرِ).
وفي رواية أخرى: (فَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ نَحْوَ الصَّافَّاتِ).


شرح الحديث:



# 1. شرح المفردات:


● لَيُؤُمُّنَا: كان يقودنا إمامًا في الصلاة.
● في الفجر: أي في صلاة الفجر (الصبح).
● بالصافات: أي بسورة (الصافات) التي تبتدئ بقوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا}.
● وَنَحْوِهِنَّ مِنْ السُّوَرِ: أي وما يشابهها من السور الطوال في الطول والمضمون، كالواقعة والطور والحشر وغيرها.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، حيث كان يقرأ فيها سورًا طويلة ذات مضامين عالية، مثل سورة الصافات وما يماثلها في الطول والعظمة. وهذا يدل على أن إطالة القراءة في صلاة الفجر كانت من هديه صلى الله عليه وسلم المستمر.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● استحباب إطالة القراءة في صلاة الفجر: يبين الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختار لصلاة الفجر سورًا طويلة نسبيًا، مما يدل على استحباب التطويل فيها أكثر من غيرها من الصلوات الجهرية. وهذا لأن وقتها وقت نشاط وتركيز، والنفوس تكون منصتة ومتقبلة.
● تنوع القراءة وعدم الجمود على سور معينة: قوله: (بالصافات ونحوهن) يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مجموعة من السور الطوال، ولم يقتصر على سورة واحدة، مما يدعو الأئمة إلى التنويع اقتداءً به.
● عظمة مضامين السور المقروءة: سورة الصافات وما يشابهها من السور (كالحشر، والواقعة، والطور) تتناول أصول العقيدة من التوحيد، والبعث، والجزاء، وذكر قصص الأنبياء وأحوال الأمم السابقة. فقراءتها في صلاة الفجر تثبت الإيمان في القلوب وتنير العقول في بداية النهار.
● الاهتمام بصلاة الفجر: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إعطاء صلاة الفجر حقها من الخشوع والطمأنينة والقراءة الواعية، مما يجعلها منارة يستقبل بها المسلم يومه.
● التيسير على المأمومين مع الإطالة المفيدة: الإطالة هنا ليست مفرطة، بل هي ضمن ما تحتمله قدرة المأمومين، كما هو هديه صلى الله عليه وسلم دائمًا، حيث قال: (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ). فإطالة الفجر كانت معتدلة ومفيدة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في مشروعية قراءة السور الطوال في صلاة الفجر، وهو رأي جمهور العلماء.
- كان هديه صلى الله عليه وسلم في القراءة في صلاة الفجر أن يقرأ من ستين آية إلى مائة آية، كما في بعض الأحاديث.
- ينبغي للإمام أن يراعي حال المأمومين، فلا يطيل إطالة تشق عليهم وتنفرهم من الصلاة خلفه، بل يكون التطويل بقدر ما لا يشق، عملاً بجميع النصوص.
- يستحب للمأموم أن ينصت للقراءة ويتدبرها، ليحصل له الأجر العظيم والاستفادة من المعاني الجليلة التي تتضمنها هذه السور.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٤٩٨٩)، وأبو يعلى (٥٤٤٥)، وابن حبان (١٨١٧) كلّهم من حديث يزيد بن هارون، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر، فذكر الحديث واللفظ له.
ورواه النسائي (٨٢٦) من طريق خالد بن الحارث، عن ابن أبي ذئب به إلا أنه لم يذكر «الصبح» وفيه: «وكان يأمرنا بالتخفيف ويؤمُّنا بالصافات».
وصحّحه ابن خزيمة (١٦٠٦) فرواه من طريق عثمان بن عمرو وخالد بن الحارث، قالا: ثنا ابن أبي ذئب - وهذا حديث خالد بن الحارث - عن خاله الحارث بن عبد الرحمن فذكر مثل حديث النسائي وإسناده حسن لأجل الكلام في الحارث بن عبد الرحمن إلا أنه «صدوق».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 262 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله يؤمنا في الفجر بالصافات

  • 📜 حديث: كان رسول الله يؤمنا في الفجر بالصافات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يؤمنا في الفجر بالصافات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يؤمنا في الفجر بالصافات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يؤمنا في الفجر بالصافات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب