حديث: ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح

عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ، عن النبيّ ﷺ أنه صلى صلاة الصّبح، فقرأ «الروم» فالتبس عليه. فلما صلى قال: «ما بال أقوام يصلّون معنا لا يحسنون الطهور، فإنما يلبس علينا القرآن أولئك».

حسن: رواه النسائي (٩٤٧) عن محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: أنبأنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب بن أبي روح، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، فذكره.

عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ، عن النبيّ ﷺ أنه صلى صلاة الصّبح، فقرأ «الروم» فالتبس عليه. فلما صلى قال: «ما بال أقوام يصلّون معنا لا يحسنون الطهور، فإنما يلبس علينا القرآن أولئك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وله شواهد في الصحيحين وغيرهما، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● «الروم»: سورة الروم في القرآن الكريم.
● «فالتبس عليه»: أي اشتبه عليه القراءة، أو نسيها، أو التبست عليه الآيات.
● «الطهور»: الوضوء، وهو الغسل والمسح على الأعضاء المحددة شرعًا.
● «يُلبس علينا القرآن»: يُشوّش علينا قراءتنا، ويُحدث لَبْسًا واختلاطًا في التلاوة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الفجر، فقرأ سورة الروم، فحدث له التباس في القراءة، إما بنسيان أو تشويش، وبعد انتهاء الصلاة، علَّق على ذلك بأن سبب هذا الالتباس هو وجود أناس يصلون معه لا يتقنون الوضوء، فعدم إحسانهم للطهور (الوضوء) يؤدي إلى تشويشهم على الإمام في قراءته.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب إتقان الوضوء: فالوضوء شرط لصحة الصلاة، وإذا لم يُحسن المرء وضوءه، فقد يؤثر ذلك على صلاته وصلاة غيره.
● الأثر السلبي للمخالفات في الصلاة الجماعية: تقصير بعض المصلين في شروط الصلاة أو واجباتها قد يؤثر على الإمام والمأمومين.
● بيان سبب المشكلة وحلها: النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ بذكر المشكلة (الالتباس في القراءة)، بل بيَّن سببها (عدم إحسان الطهور)، مما يدل على أهمية معالجة الأسباب وليس الأعراض فقط.
● التوجيه النبوي الرقيق: عبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «ما بال أقوام» دون توجيه اللوم مباشرةً لأشخاص معينين، مما يدل على حسن التربية والتوجيه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن إحسان الوضوء ليس مجرد غسل الأعضاء، بل يشمل أيضًا الاستيعاب والترتيب ومراعاة السنن، كالمضمضة والاستنشاق وغسل ما قد يعلق بالجسم.
- فيه إشارة إلى أن التشويش في الصلاة قد يكون بسبب نقص في طهارة بعض المصلين، وليس فقط بسبب الجهر بالقراءة أو غيرها.
- يستفاد منه أن الإمام قد يتأثر بمن خلفه، خاصة إذا كانوا مقصرين في واجبات الصلاة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٩٤٧) عن محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: أنبأنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب بن أبي روح، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢٣٠٧٢) عن وكيع، عن سفيان، بإسناده، نحوه وزاد فيه: «من شهد معنا الصّلاة فليحسن الطهور».
ورواه أيضًا من طريق شعبة عن عبد الملك بن عمير مختصرًا (٢٣١٢٥).
وإسناده حسن من اجل الكلام في عبد الملك بن عمير، فقد ضعفه أحمد.
وقال النسائي: لا بأس به، وأخرج عنه الشيخان.
وفيه أيضًا شبيب بن أبي روح، روى عنه جمع منهم حريز بن عثمان. وقد قال أبو داود: «شيوخ حريز كلهم ثقات».
ووثقه أيضًا ابن حبان، فمثله يحسّن حديثه، ولا يضر إبهام الصحابي لأن الصحابة كلّهم عدول، وقد قيل: إنه الأغر المزني، رواه البزار - كشف الأستار (٤٧٧) - عن زياد بن يحيى الحساني، ثنا مؤمل، ثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب بن أبي روح، عن الأغر المزني، فذكر الحديث.
ومؤمل هو ابن إسماعيل. قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١١٩): «هو ثقة، وقيل: إنه كثير الغلط». فلعله وهم في تسمية الصحابي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 265 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور

  • 📜 حديث: ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب