حديث: يقرأ في الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القراءة في الصّبح والظّهر والعصر وفي الصّلوات الأخرى

عن أبي قتادة قال: كان النبي ﷺ يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب، وسورتين. يُطَوِّلُ في الأولى، ويُقَصِّر في الثانية، ويُسمع الآية أحيانًا. وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب، وسورتين، وكان يُطَوِّلُ في الركعة الأولى من صلاة الصبح، ويُقَصِّر في الثانية.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان، من طريق شيبان (٧٥٩)، ومسلم في الصلاة من طريق حجَّاج الصواف (٤٥١) كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه فذكر مثله.

عن أبي قتادة قال: كان النبي ﷺ يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب، وسورتين. يُطَوِّلُ في الأولى، ويُقَصِّر في الثانية، ويُسمع الآية أحيانًا. وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب، وسورتين، وكان يُطَوِّلُ في الركعة الأولى من صلاة الصبح، ويُقَصِّر في الثانية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونعلم.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، خاصة فيما يتعلق بقراءة القرآن فيها.

شرح المفردات:


● يُطَوِّلُ في الأولى: أي يزيد في مقدار القراءة وعدد الآيات في الركعة الأولى.
● يُقَصِّر في الثانية: أي يقرأ فيها أقل مما قرأ في الركعة الأولى.
● يُسمع الآية أحيانًا: أي كان يرفع صوته قليلاً بالآية حتى يسمعها المصلون خلفه بين الحين والآخر، لا دائماً.

المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل أبو قتادة رضي الله عنه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات الجهرية (التي يجهر فيها بالقراءة) والسرية (التي يسر فيها بها)، مبيناً أن النبي كان يقرأ في كل ركعة بسورة بعد الفاتحة، وكان من هديه أن يجعل الركعة الأولى أطول من الثانية، وكان يسمع المأمومين أحياناً بعض الآيات في الصلاة السرية (كالظهر والعصر) ليعلمهم القرآن أو ليُنبههم إلى أهمية الاستماع والإنصات.

تفصيل الهي النبوي حسب الصلوات:


1- صلاة الظهر (وهي سرية):
* كان يقرأ في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين.
* يُطيل في القراءة في الركعة الأولى.
* يُقصر في القراءة في الركعة الثانية.
* كان يرفع صوته قليلاً أحياناً بـ "آية" ليسمعها المأمومون.
2- صلاة العصر (وهي سرية):
* كان يقرأ في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين.
* ويفهم من السياق أن تطويل الأولى وتقصير الثانية كان هديه فيها أيضاً، كما في الظهر.
3- صلاة الصبح (وهي جهرية):
* كان يُطيل في القراءة في الركعة الأولى بشكل واضح.
* كان يُقصر في القراءة في الركعة الثانية مقارنة بالأولى، لكنها تظل طويلة نسبياً لأنها صلاة جهرية.

الدروس المستفادة منه:


1- استحباب قراءة سورة بعد الفاتحة: يسن للمصلي أن يقرأ في الركعتين الأوليين من كل صلاة سورة أو ما تيسر من القرآن بعد سورة الفاتحة، وهذا في الفريضة والنافلة.
2- التفريق بين الركعتين الأوليين في الطول: من السنة أن تكون الركعة الأولى أطول من الثانية، وهذا يشمل جميع الصلوات كما هو واضح من الحديث.
3- التخفيف على المأمومين مع الإتيان بالسنة: التقصير في الركعة الثانية فيه تخفيف على المصلين، خاصة مع احتمال وجود ضعيف أو كبير سن أو مشغول بحاجة، مع التحقق من السنة بقراءة سورة.
4- جواز إسماع الإمام الآية أحياناً في الصلاة السرية: وهذا من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وتعليمهم، حيث كان يفعل ذلك أحياناً ليعلمهم القرآن أو لينبههم إلى معنى عظيم.
5- العناية بالصلاة وأحكامها: الحديث يدل على عناية الصحابة رضوان الله عليهم باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، حتى في مقدار القراءة في كل ركعة.
6- مراعاة أحوال المأمومين: في تطويل الأولى وتقصير الثانية وتخفيف الصلاة عملاً بحديث: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ».

معلومات إضافية مفيدة:


* مقدار القراءة: لم يحدد الحديث سوراً معينة، فيقرأ الإمام بما تيسر من القرآن، لكن وردت أحاديث أخرى تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح بطوال المفصل (مثل سورة الواقعة، القمر، الطور، إلخ).
* حكمة تطويل الأولى: قيل إن المصلِّي يكون في أول الصلاة أقوى نشاطاً وأكثر خشوعاً، فشرع التطويل فيها ليتحقق كمال الخشوع والتدبر.
* الصلاة السرية والجهرية: الصلوات الجهرية هي: الصبح والمغرب والعشاء. والسرية هي: الظهر والعصر. وما يقرأ في السرية يكون أخف مما يقرأ في الجهرية.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا وأعمالنا، وأن يجعلنا ممن يقيم الصلاة ويحافظ على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان، من طريق شيبان (٧٥٩)، ومسلم في الصلاة من طريق حجَّاج الصواف (٤٥١) كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه فذكر مثله.
وروى أبو داود (٨٠٠) من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى.
ورواه الشيخان - البخاري (٧٧٦) ومسلم، كلاهما من حديث همام بن يحيى - وقرنه مسلم بأبان بن يزيد - كلاهما عن يحيى بن أبي كثير به. وفيه: «وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب» يعني الاقتصار على الفاتحة في الركعتين الأخريين، وبه بوَّب البخاري. وفيه ردٌّ على من يقول: «لا يقرأ فيهما شيئًا وإنَّما يسبِّح».
قال ابن خزيمة (٥٠٣) بعد أن رواه من حديث همام بن يحيى وأبان بن يزيد: «كنت أحسب زمانًا أن هذا الخبر في ذكر قراءة فاتحة الكتاب في الركعتين الأخريين من الظهر والعصر لم يروه غير أبان بن يزيد، وهمام بن يحيى على ما كنت أسمع أصحابنا من أهل الآثار يقولون، فإذا الأوزاعي مع جلالته قد ذكر في خبره هذه الزيادة».
يعني أنَّه كان يخشى من شذوذ هذه الزيادة، وهي قراءة فاتحة الكتاب في الركعتين الأخريين؛ لأنَّ بعض الفقهاء ذهبوا إلى أنَّه لا يقرأ فيهما شيئًا، وإنَّما يسبِّح فقط، حتَّى قويت عنده هذه الزيادة بمتابعة الأوزاعي.
قال ابن خزيمة في تبويبه لهذا الحديث: «ضد قول من زعم أنَّ المصلِّي ظهرًا أو عصرًا مخيَّرٌ بين أن يقرأ في الأخريين منهما بفاتحة الكتاب وبين أن يسبِّحَ في الأُخرين منهما. وخلاف قول من زعم أنَّه يُسبِّح في الأخريين، ولا يقرأ في الأخريين منهما».
قال الأعظمي: حديث الأوزاعي رواه البخاري (٧٧٨) عن محمد بن يوسف، عنه، قال: حدَّثني يحيى بن أبي كثير. إلا أنه لم يذكر في حديثه قراءة الفاتحة في الركعتين الأخريين. وأرجع الحافظ هذا الاختلاف إلى أصحاب الأوزاعي بأنَّهم لم يتَّفِقوا عليه.
وقوله: «كان يقول في الركعة الأولى من صلاة الصبح - وهكذا في العصر» والظهر في رواية.
هذه الصفة من صلاة رسول الله ﷺ لها شاهد من حديث أبي مالك الأشعري. رواه أحمد (٢٢٩١١) عن أبي النضر، حدثنا أبو معاوية - يعني شيان -، وليث، عن شهر بن حوشب، عن أبي مالك الأشعريّ، عن رسول الله ﷺ أنه كان يسوي بين الأربع ركعات في القراءة والقيام، ويجعل الركعة الأولى هي أطولهن لكي يثوبَ الناس. ويجعل الرجال قدام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان، ويكبر كلما سجد، وكلما رفع، ويكبر كلما نهض بين الركعتين إذا كان جالسًا. وشهر بن حوشب فيه كلام معروف، إلا أن هذا الحديث له شواهد صحيحة.
وتطويل الركعة الأولى في الرباعيات أو الثنائيات لم يرد في الأحاديث الصحيحة الأخرى - وهي كما يأتي، فيحمل هذا على أنه كان يفعل أحيانًا هكذا وأخرى يسوي بينهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 269 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقرأ في الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى

  • 📜 حديث: يقرأ في الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقرأ في الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقرأ في الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقرأ في الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب