اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ

حديث: اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ

عن رفاعة بن رافع الزرقي، وكان من أصحاب النبي ﷺ قال: جاء رجلٌ ورسول الله ﷺ في المسجد، - فذكر الحديث في إساءته للصلاة ثم ذكر توجيه النبي ﷺ له وجاء فيه -: «ثم اقرأ بأم القرآن، وبما شاء الله أن تقرأ».

حسن: رواه أبو داود (٨٥٩) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد - يعني ابن عمرو - عن علي بن يحيى بن خلاد (عن أبيه) عن رفاعة بن رافع فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الشريف الذي ذكر جزء من حديث طويل رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه قصة الرجل الذي دخل المسجد وصلى ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فرد عليه النبي السلام وقال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». ففعل ذلك ثلاث مرات، حتى قال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا، فعلمني. فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمه أركان الصلاة.
والجزء الذي ذكرته: «ثُمَّ اقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَبِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَقْرَأَ» هو من جوهر هذا التعليم النبوي.

أولاً. شرح المفردات:

● أُمِّ الْقُرْآنِ: هي سورة الفاتحة، وسُميت بذلك لأنها أصل القرآن وأشرف سوره، وتتضمن جميع مقاصده من التوحيد والعبادة والاستعانة والهداية.
● وَبِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَقْرَأَ: أي وما تيسر لك من القرآن الكريم بعد الفاتحة، سواء كانت سورة قصيرة أو آيات.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي صلى الله عليه وسلم المصلي إلى أن يقرأ في صلاته بعد تكبيرة الإحرام والاستفتاح سورة الفاتحة، ثم يقرأ بعدها ما تيسر له من القرآن، سواء أكانت سورة كاملة في الركعتين الأوليين من الصلاة الرباعية أو الثلاثية، أو بعض الآيات.
وهذا الأمر – قراءة الفاتحة – هو ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا به لقوله صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى للحديث: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ».

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه المستنبط:

1- وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة: هذا الحديث من الأدلة القاطعة على أن قراءة سورة الفاتحة ركن في كل ركعة من ركعات الصلاة، وهو مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
2- مشروعية القراءة بعد الفاتحة بما تيسر من القرآن: يستحب للمصلي أن يزيد على الفاتحة في الركعتين الأوليين من الصلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وأن يقرأ سورة كاملة أو بعض الآيات، وهذا من سنن الصلاة.
3- التيسير ورفع الحرج: قوله: «وَبِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَقْرَأَ» فيه إشارة إلى التيسير وعدم التشديد على المسلم، فالمطلوب هو القراءة بما تيسر، ولو بآيات قليلة.
4- أهمية تعلم أحكام الصلاة: القصة كاملة تدل على وجوب تعلم أحكام الصلاة وكيفيتها الصحيحة، وأن الجهل بها لا يعذر فيه المسلم، بل يجب عليه السؤال والتعلم.
5- الحكمة في التربية النبوية: لم يوبخ النبي صلى الله عليه وسلم الرجل على جهله، بل عامله باللطف والحكمة، وأمره بالإعادة حتى أقر الرجل بعجزه عن معرفة الصواب بنفسه، فطلب العلم، فاستجاب له النبي صلى الله عليه وسلم معلماً ومرشداً.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- اتفق الفقهاء على أن قراءة الفاتحة ركن في صلاة الإمام والمنفرد.
- اختلف العلماء في حكمها على المأموم في الصلاة الجهرية، والراجح – وهو مذهب الشافعية والحنابلة – وجوب قراءتها على المأموم أيضاً، ويجب عليه أن يقرأها في سكتات الإمام إن وجدت، أو فيما لا يجهر فيه الإمام.
- يستحب للمصلي أن يقرأ بعد الفاتحة سورة كاملة في الصلاة الجهرية (الفجر والمغرب والعشاء) في الركعتين الأوليين، وأما في السرية (الظهر والعصر) فيستحب أن يقرأ سورة كاملة أو بعض الآيات.
نسأل الله تعالى أن يقبل صلاتنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المقيمين للصلاة على الوجه الذي يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨٥٩) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد - يعني ابن عمرو - عن علي بن يحيى بن خلاد (عن أبيه) عن رفاعة بن رافع فذكره.
والحديث سيأتي بكامله في باب الاعتدال في الركوع والسجود، ورواه الإمام أحمد (١٨٩٩٥) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن عمرو به وفيه: «ثم اقرأ بأم القرآن، ثم اقرأ بما شئت».
وصحَّحه ابن حبان (١٧٨٧) فرواه من هذا الطريق.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمر وهو ابن علقمة، حسن الحديث.
وتابعه على هذا اللفظ محمد بن عجلان، عن علي بن يحيى بن خلاد به، وفيه: «عن أبيه، عن عمه رفاعة».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 244 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ

📜 حديث: اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية