حديث: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما زاد على سورة الفاتحة فهو حسن

عن أبي هريرة، قال: قال لي رسول الله ﷺ: اخرج فنادِ، أنه لا صلاة إِلَّا بقراءة فاتحة الكتاب، فما زاد».
وفي لفظ: «لا صلاة إِلَّا بقرآن، ولو بفاتحة الكتاب فما زاد».
والبعض لم يذكر لفظ: «فما زاد».

حسن: رواه أبو داود (٨١٩، ٨٢٠)، وأحمد (٩٥٢٩)، والدارقطني (١٢٢٤)، وابن حبان (١٧٩١)، والحاكم (١/ ٢٣٩)، والبيهقي (٢/ ٣٧، ٥٩، ٣٧٥)، والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (٧) كلّهم من طرق عن جعفر بن ميمون، قال: حَدَّثَنَا أبو عثمان النهديّ، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال لي رسول الله ﷺ: اخرج فنادِ، أنه لا صلاة إِلَّا بقراءة فاتحة الكتاب، فما زاد».
وفي لفظ: «لا صلاة إِلَّا بقرآن، ولو بفاتحة الكتاب فما زاد».
والبعض لم يذكر لفظ: «فما زاد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث بلفظيه:


1. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «اخرج فنادِ، أنه لا صلاة إِلَّا بقراءة فاتحة الكتاب، فما زاد».
2. وفي رواية أخرى: «لا صلاة إِلَّا بقرآن، ولو بفاتحة الكتاب فما زاد».


1. شرح المفردات:


* اخرج فنادِ: أي اخرج إلى المسجد أو مكان التجمع وأعلن للناس.
* لا صلاة إِلَّا بقراءة: لا تصح الصلاة ولا تكون كاملة إلا بفعل هذا الشيء (القراءة).
* فاتحة الكتاب: هي السورة الأولى في القرآن الكريم، وتُسمى أيضًا (أم القرآن) و (السبع المثاني).
* فما زاد: أي وما زاد عليها من آيات أو سور أخرى من القرآن.
* بقرآن: أي بقراءة شيء من القرآن الكريم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمر النبي ﷺ صحابيَّه أبا هريرة رضي الله عنه أن يعلن للناس حكمًا عظيمًا من أحكام الصلاة، وهو أن الصلاة لا تصح ولا تكون تامة إلا بقراءة شيء من القرآن الكريم فيها. وأقل ما يجب ويجزئ من ذلك هو قراءة سورة الفاتحة، فمن أتى بها فقد أدى الركن، ومن زاد عليها من القرآن بعد ذلك فله الأجر والثواب.
والحديث -بلفظيه- يؤكد على وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة، وأنها ركن لا تسقط بحال من الأحوال على القادر على القراءة في الركعتين الأوليين من كل صلاة، وهو مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
أما قوله: «فما زاد» في بعض الروايات، فمعناه أن قراءة الفاتحة هي الحد الأدنى الواجب، وأن الزيادة عليها من القرآن سنة مستحبة وليست واجبة. وهذا رد على من قد يظن أن الواجب هو قراءة شيء كثير من القرآن، فبيَّن النبي ﷺ أن الفاتحة تكفي في أداء الواجب.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


* وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة: الحديث دليل صريح على أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، وعلى المصلي أن يعتني بها ويحرص على إتقانها.
* الفرق بين الواجب والمستحب: بين الحديث أن الفاتحة هي الواجب الأدنى، وأن ما زاد عليها (كقراءة سورة بعدها) هو من المستحبات والسُنن التي تكمل الصلاة وتعظم الأجر.
* التيسير على الأمة: شرع الله تعالى القراءة بما تيسر من القرآن، فلم يوجب على المسلم إلا أقل القليل (الفاتحة) مما هو في استطاعة كل مكلف، مما يدل على يسر الإسلام وسماحته.
* العناية بتعليم أحكام الصلاة: حرص النبي ﷺ على إبلاغ الناس أحكام دينهم بوضوح، حتى في المسائل الأساسية كأركان الصلاة، وأمر من يبلغ عنه.
* مكانة سورة الفاتحة: للفاتحة مكانة عظيمة في الصلاة، حتى سميت (أم القرآن) وهي التي لا تجزئ الصلاة إلا بها في الركعات المفروضة على القادر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم من نسي الفاتحة: إذا نسي المصلي قراءة الفاتحة حتى شرع في الركوع، فإنه يجب عليه العودة لقراءتها ثم يكمل صلاته، وعليه سجود السهو.
* القراءة في الصلاة السرية والجهريّة: تجب قراءة الفاتحة على المصلي في كل ركعة، سواء كانت الصلاة سرية أم جهرية.
* حكم المأموم خلف الإمام: اختلف العلماء في وجوب قراءة الفاتحة على المأموم خلف الإمام في الصلاة الجهرية على قولين مشهورين، والأحوط للمسلم أن يقرأها في سكتات الإمام إن وجدت، أو أن يقرأها وإن لم يسكت الإمام.
* الرواية التي حذفت "فما زاد": جاءت للدلالة على تأكيد وجوب القراءة بأقل ما يكون وهو الفاتحة، ولا تعارض بينها وبين الرواية الأخرى، فالمعنى واحد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨١٩، ٨٢٠)، وأحمد (٩٥٢٩)، والدارقطني (١٢٢٤)، وابن حبان (١٧٩١)، والحاكم (١/ ٢٣٩)، والبيهقي (٢/ ٣٧، ٥٩، ٣٧٥)، والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (٧) كلّهم من طرق عن جعفر بن ميمون، قال: حَدَّثَنَا أبو عثمان النهديّ، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح لا غبار عليه، فإن جعفر بن ميمون العبدي من ثقات البصريين، ويحيى بن سعيد لا يحدث إِلَّا عن الثّقات».
وقال الذّهبيّ: الصَّحيح لا غبار عليه، وجعفر ثقة».
قال الأعظمي: ليس كما قالا، فإنَّ جعفر بن ميمون وهو أبو عليّ بياع الأنماط مختلف فيه، فضعَّفه ابن معين وأحمد والنسائي.
وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في «الثّقات» وأخرج له في «صحيحه»، وقال
الدَّارقطنيّ: يعتبر به، وقال ابن عدي: لم أر أحاديثه منكرة، وأرجو أنه لا بأس به. فمثله إذا تُوبع يحسن وإلَّا فلا.
فوجدنا أن البيهقيّ رواه أيضًا في القراءة (٤٦) من طريق منصور بن سعد، عن عبد الكريم بن رُشيد، عن أبي عثمان النهديّ، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ أمره، فنادى في طرق المدينة: أن «لا صلاة إِلَّا بقراءة ولو بفاتحة الكتاب» ومن هذا الطريق رواه أيضًا الطبرانيّ في الأوسط كما في نصب الراية (١/ ٣٦٧) ولكن في طريقه الحجاج بن أرطاة وهو مدلِّس إِلَّا أنه توبع أيضًا.
وعبد الكريم بن رُشيد أو ابن راشد وثَّقه ابن معين.
وقال النسائيّ: ليس به بأس. وفي «التقريب»: «صدوق». وهي متابعة قوية لجعفر بن ميمون.
وبهذين الطريقين يصح هذا الحديث أو يُحسّن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 242 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب

  • 📜 حديث: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب