حديث: آمين ومد بها صوته
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الجهر بآمين للإمام والمأموم فيما يجهر فيه بالقراءة، وإخفاؤها فيما يخفي فيه
حسن: رواه أبو داود (٩٣٢)، والترمذي (٢٤٨) كلاهما من طريق سفيان، عن سلمة بن كُهيل، عن حُجْر بن عَنْبس، عن وائل بن حُجْر، واللفظ للترمذي، ولفظ أبي داود: «ورفع بها صوته».

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه وائل بن حُجْر رضي الله عنه:
الحديث:
عن وائل بن حُجْر قال: سمعتُ النبي ﷺ قرأ: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ فقال: «آمين» ومدَّ بها صوته.
[رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني]
الشرح:
# 1. شرح المفردات:
● قرأ: تلاوة القرآن في الصلاة.
● ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾: آخر آية من سورة الفاتحة.
● «آمين»: كلمة دعاء بمعنى "استجب يا الله" أو "ليكن كذلك".
● مدَّ بها صوته: أطال في نطقها ورفع صوته بها.
# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف وائل بن حُجْر رضي الله عنه كيف كان النبي ﷺ يصلي فيقرأ سورة الفاتحة، وعندما يصل إلى آخر آية منها (﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾) يقول «آمين» بعدها، ويطيل في نطقها ويرفع صوته بها.
# 3. الدروس المستفادة منه:
● مشروعية التأمين بعد الفاتحة: يستحب للإمام والمأموم والمنفرد أن يقولوا «آمين» بعد الانتهاء من قراءة الفاتحة في الصلاة.
● رفع الصوت بالتأمين: السنة أن يجهر المصلي بـ «آمين» في الصلاة الجهرية، كما كان النبي ﷺ يمد صوته بها.
● الاقتداء بالنبي ﷺ في الهيئات: ينبغي للمسلم أن يحرص على متابعة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة في الصلاة، بما في ذلك الأقوال والأفعال.
● الدعاء في الصلاة: «آمين» هي اختتام لدعاء الفاتحة، وهي مناجاة بين العبد وربه.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
- «آمين» ليست من القرآن، بل هي دعاء خارجي بعد انتهاء الفاتحة.
- يستحب أن يوافق تأمين المأموم تأمين الإمام، كما في الحديث: «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم].
- «المغضوب عليهم» هم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به (كاليهود)، و«الضالون» هم الذين عملوا بغير علم (كالنصارى).
- مد الصوت بـ «آمين» فيه إظهار للخشوع والضراعة إلى الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه النسائي (٨٧٩) وابن ماجه (٨٥٥) من وجه آخر عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال: صلَّيتُ مع النبي ﷺ فلما قال: قال: «آمين» فسمعناها. ورواه أيضًا الدارقطني (١٢٧١) من طريق أبي إسحاق به وفيه: «مدَّ بها صوته» وقال: «هذا إسناد صحيح».
وقال الترمذي: «حسن».
ولكن لم يسمع عبد الجبار بن وائل عن أبيه عند أكثر أهل العلم، وإنما أخذه من أهله.
ثم قال الترمذي: «روي شعبة هذا الحديث عن سلمة بن كُهيل، عن حُجْر أبي العَنْبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه أن النبي قرأ: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ فقال: آمين، وخفض بها صوته».
قال الترمذي: سمعت محمدًا يقول: حديث سفيان أصحُّ من حديث شعبة في هذا، وأخطأ شعبةُ في مواضع من هذا الحديث، فقال: «عن حُجْر أبي العنبس» وإنما هو «حُجْر بن عَنْبس» ويُكَنَّى «أبا السكن» وزاد فيه «عن علقمة بن وائل» وليس فيه عن علقمة، وإنما هو: عن حُجْر بن
عنْبَس، عن وائل بن حُجْر، وقال: «خفض بها صوته«وإنما هو»ومدَّ بها صوته».
قال الترمذي: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال: حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة، قال: وروى العلاء بن صالح الأسدي، عن سلمة بن كهيل نحو رواية سفيان» انتهى.
ثم روى الترمذي (٢٤٩) عن أبي بكر بن محمد بن أبان، حدثنا عبد الله بن نُمير، حدثنا العلاء بن صالح الأسدي، عن سلمة بن كهيل، عن حُجْر بن عنْبس، عن وائل بن حجر، عن النبي ﷺ نحو حديث سفيان عن سلمة بن كُهيل.
وكذلك قال أيضًا الدارقطني (١/ ٣٣٢) بأن شعبة خالفه في إسناده ومتنه، لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا: «ورفع صوته بآمين» وهو الصواب. انتهى.
وقال البيهقي في «السنن الكبري» (٢/ ٥٧) بعد أن أخرج الحديث من طريق سفيان: «رواه
العلاء بن صالح ومحمد بن سلمة بن كهيل، عن سلمة بن كهيل (أي مثل رواية سفيان) وخالفهم شعبة في إسناده ومتنه، ثم روى من طريق أبي داود الطيالسي (وهو في مسنده (١١١٧) بتحقيق التركي) ثنا شعبة، قال: أخبرني سلمة بن كُهيل قال: سمعتُ حُجرًا أبا العنبس، قال: سمعتُ علقمة بن وائل، يحدث عن وائل - وقد سمعته من وائل، أنه صَلَّى مع النبي ﷺ فلما قرأ: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال: «آمين«خفض بها صوته».
ثم ذكر قول البخاري ثم قال: وقد رواه أبو الوليد الطيالسي، عن شعبة نحو رواية الثوري - ثم أسنده عن الحاكم في «الفوائد الكبير» لأبي العباس في حديث شعبة وفيه: «رافعًا بها صوته».
ثم قال: «وقد روى من وجهين آخرين عن وائل بن حُجر، نحو رواية سفيان».
قال الحافظ في التلخيص (١/ ٢٣٧): «وقد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له».
ومن الأمور المعروفة عند النقاد أن سفيان وشعبة إذا اختلفا في شيء فالقول قول سفيان، فكيف وقد روى شعبة نفسه موافقًا لرواية سفيان، مع متابعة اثنين له، وبهذا صح الجهرُ بالتأمين.
وفي الباب ما روي عن علي بن أبي طالب عند ابن ماجه، وعن ابن عمر عند الدارقطني، وعن أم الحصين عند الطبراني، وفي كلها ضعف.
وفي هذه الأحاديث دليل على أن السنة في حق الإمام أن يرفع صوته بآمين، ويتبعه من خلفه وهو قول غير واحد من أصحاب النبي ﷺ.
قال عطاء بن أبي رباح: أدركتُ مائتين من أصحاب رسول الله ﷺ في هذا المسجد - يعني المسجد الحرام - إذا قال الإمام: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ رفعوا أصواتهم بآمين».
أخرجه ابن حبان في: الثقات (٦/ ٢٦٥) عن عبد الله بن محمد، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا علي بن الحسن، قال: ثنا أبو حمزة السكري، عن مطرف، عن خالد بن أبي نوف، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
وذكر الحافظ ابن القيم في «إعلام الموقعين» (٢/ ٤٣١): قال الربيع: سئل الشافعي عن الإمام هل يرفع صوته بآمين؟ قال: نعم، ويرفع بها مَنْ خلفه أصواتَهم، فقلت: وما الحجّة؟ قال: أخبرنا مالك، وذكر حديث أبي هريرة المتفق على صحته، ثم قال: ففي قول رسول الله ﷺ: «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا» دلالة على أنه أمر الإمام أن يجهر بآمين، لأن من خلفه لا يعرفون وقت تأمينه إلا أن يسمع تأمينه، ثم بينه ابنُ شهاب فقال: كان رسول الله ﷺ بقول: «آمين». فقلت للشافعي: فإنّا نكره للإمام أن يرفع صوته بآمين. فقال: هذا خلاف ما روي صاحبُنا وصاحبكم عن رسول الله ﷺ».
وكان أبو هريرة يقول للإمام: لا تسبقني بآمين، وكان يؤذن له، أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء: كنت أسمع الأئمة ابن الزبير ومن بعده يقولون: آمين، ومن خلفهم: آمين، حتى إن للمسجد للجّةٌ.
وقوله: كان أبو هريرة يقول للإمام: لا تسبقني بآمين، يريد ما ذكره البيهقي بإسناده عن أبي رافع، أنّ أبا هريرة كان يؤذن لمروان بن الحكم، فاشترط أن لا يسبقه بـ ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ حتى يعلم أنه قد وصل الصّف، فكان مروان إذا قال، قال أبو هريرة: آمين، يمدُّ بها صوتَه، وقال: إذا وافق تأمينُ أهل الأرض تأمينَ أهل السماء غُفر لهم» انتهى كلام ابن القيم
وقال الترمذي: «وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ والتابعين ومن بعدهم، يرون أن الرجل يرفع صوته بالتأمين، ولا يخفيها. وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 251 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 226 إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بالحمد لله رب...
- 227 كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب...
- 228 كان رسول الله يقطع قراءته آية آية
- 229 لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب
- 230 لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم...
- 231 الصلاة بغير الفاتحة ناقصة وغير تامة
- 232 لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب
- 233 انتهى الناس عن القراءة مع النبي فيما جهر بالقراءة
- 234 إذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
- 235 لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب
- 236 إذا قمت فتوجهت إلى القبلة فكبر
- 237 ارجع فصل فإنك لم تصل
- 238 إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم
- 239 كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج
- 240 كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج
- 241 في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم
- 242 لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب
- 243 اقرأوا بفاتحة الكتاب وما تيسر
- 244 اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ
- 245 أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار
- 246 من قرأ خلفي بسبح اسم ربك الأعلى
- 247 جهر الناس بالقرآن خلف رسول الله ﷺ فقال: خلطتم علي...
- 248 قولوا آمين فإنه من وافق قول الملائكة غفر له ما...
- 249 آمين.. كان النبي يرفع صوته بها بعد الفاتحة
- 250 إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين
- 251 آمين ومد بها صوته
- 252 إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك...
- 253 ما حسدتكم اليهود على السلام والتأمين
- 254 يؤخر العشاء إلى ثلث الليل ويكره النوم قبلها
- 255 صلى بنا رسول الله فقرأ "ق والقرآن المجيد"
- 256 قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾
- 257 كان النبي يقرأ في الفجر: ق والقرآن المجيد
- 258 كان رسول الله يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم ولكنه كان...
- 259 قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ و﴿يس وَالْقُرْآنِ...
- 260 النبي ﷺ يصلي الصبح بمكة ويستفتح سورة المؤمنين
- 261 قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين.
- 262 كان رسول الله يؤمنا في الفجر بالصافات
- 263 ما أخذتُ ق والقرآن المجيد إلا من وراء رسول الله
- 264 ألا أعلمك خير سورتين قرئتا - الفلق والناس
- 265 ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور
- 266 يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: ﴿الم تَنْزِيلُ﴾ و﴿هَلْ أَتَى...
- 267 كان النبي يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة سورتي السجدة...
- 268 كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: الم تنزيل و...
- 269 يقرأ في الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى
- 270 دعوة سعد بن أبي وقاص على من ظلمه في العراق
- 271 عرفوا أنه يقرأ في الظهر والعصر باضطراب لحيته
- 272 قراءة النبي في الظهر والعصر
- 273 يقرأ في الظهر بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾
- 274 قراءة النبي ﷺ في الظهر والعصر بالسماء والطارق والبروج
- 275 كان رسول الله لا يقرأ في الظهر والعصر
معلومات عن حديث: آمين ومد بها صوته
📜 حديث: آمين ومد بها صوته
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: آمين ومد بها صوته
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: آمين ومد بها صوته
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: آمين ومد بها صوته
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








