حديث: النبي يقرأ فيما أمر ويسكت فيما أمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قراءة النبيّ ﷺ سرًّا وجهرًّا كان بيانًا لمجمل القرآن

عن ابن عباس قال: قرأ النبيُّ ﷺ فيما أُمِر، وسكت فيما أُمِر.
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: ١٤].
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب ٢١].

صحيح: رواه البخاري في الأذان (٧٧٤) عن مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدَّثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: قرأ النبيُّ ﷺ فيما أُمِر، وسكت فيما أُمِر.
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: ١٤].
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب ٢١].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قرأ النبيُّ ﷺ فيما أُمِر، وسكت فيما أُمِر.
ثم قرأ: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: ٦٤].
وقرأ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١].
(أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" وغيره، وهو حسن)


1. شرح المفردات:


* قرأ النبي ﷺ فيما أُمِر: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاته الآيات التي أُمر بقراءتها جهرًا.
* وسكت فيما أُمِر: أي كان يسكت ويترك القراءة جهرًا في المواضع التي أُمر فيها بالسكوت (أي القراءة سرًا).
* نَسِيًّا: من النسيان، أي أن الله تعالى منزّه عن النسيان والسهو.
* أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ: قدوة ومثال طيب يُقتدى به.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل والعالم المفسر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمتثل لأمر ربه في الصلاة تمام الامتثال. ففي الصلاة الجهرية (كصلاة الفجر والمغرب والعشاء والجمعة والعيدين) كان يقرأ جهرًا حيث أمره الله بذلك، وكان يسكت عن الجهر ويقرأ سرًا حيث أمره الله بذلك أيضًا، وذلك في الصلوات السرية (كصلاة الظهر والعصر).
ثم استشهد ابن عباس على هذا الامتثال بآيتين كريمتين:
* الآية الأولى (مريم: 64): وهي ترد على من استعجل نزول الوحي أو تعجب من فتراته. فمعناها: أن ربك تعالى لا ينسى شيئًا، ولا ينسى أمرك، بل كل شيء عنده بمقدار وحكمة. فكما أن الله منزّه عن النسيان، فنبيه صلى الله عليه وسلم منزّه عن مخالفة أمر الله؛ لأنه يمتثل أوامره بدقة.
* الآية الثانية (الأحزاب: 21): وهي تبيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة في كل شيء، ومن ذلك امتثاله لأمر ربه في كيفية الصلاة وقراءتها جهرًا وسرًا. فطاعته واتباعه هو الطريق المستقيم.
فالحديث整體ًا يصور حال النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته، فهو الممتثل لأمر ربه، وهو الأسوة التي يجب أن نقتدي بها في دقة الاتباع والطاعة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم: فهو المترجم العملي لأوامر الله تعالى، وطاعته من طاعة الله. قال الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: 80].
2- الدقة في أداء العبادة: كان النبي صلى الله عليه وسلم أدّى الصلاة كما أُمر بها بأدق تفاصيلها، مما يدل على أهمية الإتقان في العبادات وعدم التهاون فيها.
3- بيان هدي النبي ﷺ في الصلاة: فهو يحدد لنا أن الجهر والسر في القراءة في الصلوات هو سنة متبعة بأمر من الله، وليس أمرًا عاديًا.
4- التسليم لحكمة الله: كما في استشهاد ابن عباس بآية (وما كان ربك نسيا)، فإنه تذكير بأن أحكام الله كلها فيها حكمة ومصلحة، حتى وإن خفيت علينا.
5- مكانة ابن عباس العلمية: حيث استدل على سلوك عملي للنبي ﷺ بآيات قرآنية، مما يدل على فقهه العميق وربطه بين القرآن والسنة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* الصلوات الجهرية التي يشرع فيها للإمام والمنفرد رفع الصوت بالقراءة هي: صلاة الفجر، والركعتان الأوليان من صلاة المغرب والعشاء، وصلاة الجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف.
* الصلوات السرية التي يشرع فيها تخفيض الصوت بالقراءة هي: صلاة الظهر والعصر، والركعة الثالثة من المغرب، والركعتان الثالثة والرابعة من العشاء.
* هذا الحديث من جوامع الكلم، حيث وصف حال النبي ﷺ في عبادته بأوجز عبارة: "قرأ فيما أُمِر، وسكت فيما أُمِر"، وهي صورة رائعة للعبودية الخالصة والامتثال الكامل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٧٤) عن مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدَّثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسماعيل هو: ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة.
قوله: «فيما أُمره أن يجهر به أو يُسرَّ.
وقوله: «وسكت» أي أسرَّ.
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ أي: في ترك بيان أحوال الصلاة في القرآن سرًّا وجهرًّا، وغيرها من
تفاصيل الصلاة.
قال الخطّابي: ومعنى قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ وتمثُّله به في هذا الموضع هو أنّه لو شاء أن ينزل ذكر بيان أفعال الصلاة وأقوالها وهيئاتها حتَّى يكون قرآنًا متلوًّا لفعل، ولم يترك ذلك عن نسيان، لكنَّه وكل الأمر في بيان ذلك إلى رسوله، ثمَّ أمر بالاقتداء به، والانتماء بفعله، وذلك معنى قوله: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: ٤٤]» انتهى. «أعلام الحديث» (١/ ٥٠٢)، وانظر أيضًا «الفتح» (٢/ ١٥٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 295 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي يقرأ فيما أمر ويسكت فيما أمر

  • 📜 حديث: النبي يقرأ فيما أمر ويسكت فيما أمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي يقرأ فيما أمر ويسكت فيما أمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي يقرأ فيما أمر ويسكت فيما أمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي يقرأ فيما أمر ويسكت فيما أمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب