حديث: قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذا كَهَذ الشعر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الجمع بين السورتين في الركعة

عن ابن مسعود قال: جاء رجل إليه فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال: هذًّا كَهَذِّ الشعر، لقد عرفتُ النظائر التي كان النبي ﷺ يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين في كل ركعة.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٧٧٥) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٢٢/ ٢٧٩) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا وائل قال: جاء رجل إليّ عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.

عن ابن مسعود قال: جاء رجل إليه فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال: هذًّا كَهَذِّ الشعر، لقد عرفتُ النظائر التي كان النبي ﷺ يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين في كل ركعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إليه فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال: هذًّا كَهَذِّ الشعر، لقد عرفتُ النظائر التي كان النبي ﷺ يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين في كل ركعة.


1. شرح المفردات:


● المفصَّل: هو جزء من القرآن الكريم يبدأ من سورة (ق) أو (الحجرات) إلى سورة (الناس) على اختلاف بين العلماء في بدايته، لكن المراد هنا السور القصيرة في أواخر المصحف.
● في ركعة: أي في ركعة واحدة من الصلاة.
● هَذًّا: بمعنى القراءة السريعة جدًا دون تدبر أو ترتيل.
● كَهَذِّ الشِّعر: يشبه قراءة الشعر بسرعة دون وقوف على معانيه.
● النظائر: السور المتشابهة في الطول والموضوع، والتي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها معًا.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً جاءه يفتخر بأنه قرأ سور المفصل كلها في ركعة واحدة، فأنكر عليه ذلك بشدة، وشبه قراءته بقراءة الشعر بسرعة دون تدبر، ثم بين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصلاة بسورتين متقاربتين في الطول (نظائر) في كل ركعة، وذكر أن ذلك يشمل عشرين سورة من المفصل (أي عشر ركعات بسورتين في كل ركعة).


3. الدروس المستفادة منه:


1- ذم الإسراع في القراءة دون تدبر: الحديث يحذر من الهذ في قراءة القرآن، وهو القراءة السريعة التي تخل بالترتيل والتفكر في المعاني.
2- أهمية الترتيل والتأني: القرآن نزل للتدبر والعمل، كما قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4].
3- اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة: ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية القراءة في الصلاة، سواء في طول السور أو قصارها.
4- عدم الاستخفاف بالقرآن: القراءة السريعة جدًا قد تذهب بركة القرآن وتفوِّت على القارئ الخشوع والفهم.
5- التواضع في العبادة: عدم التفاخر بالعبادة، كما فعل الرجل، بل الواجب إخلاص العمل لله وخشيته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حدود المفصَّل: اختلف العلماء في بداية المفصل، فقيل من سورة (ق) إلى آخر القرآن، وقيل من سورة (الحجرات)، وقيل من سورة (الضحى). وأكثر العلماء على أن المفصل ينقسم إلى ثلاثة أقسام: طوال المفصل (مثل سورة ق والذاريات)، وأوساط المفصل (مثل سورة الشمس والليل)، وقصار المفصل (مثل سورة الإخلاص والفلق والناس).
● النهي عن الهذ في القرآن: وردت أحاديث أخرى تنهى عن الهذ في قراءة القرآن، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر».
● القراءة في الصلاة: السنة أن تكون القراءة في الصلاة متناسبة مع حال المصلي، فلا يطيل إطالة تشق على المأمومين، ولا يختصر اختصارًا يخل بالصلاة.


الخلاصة:


الحديث الشريف يحثنا على التأني والتدبر في قراءة القرآن، خاصة في الصلاة، ويذم الإسراع المفرط الذي يشبه هذ الشعر، ويوجهنا إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية القراءة بتجميع النظائر (السور المتقاربة) في الركعة الواحدة دون إسراع مخل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٧٥) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٢٢/ ٢٧٩) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا وائل قال: جاء رجل إليّ عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.
وسمى مسلم هذا الرجل في رواية أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل»نَهيك بن سِنَان، وقال فيه عبد الله: «هذًّا كَهَذِّ الشعر؟ إن أقواما يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرَسَخ فيه نَفَع. إن أفضل الصلاة الركوع والسجود، إني لأعلم النظائرَ التي كان رسول الله ﷺ يقرُن بينهن. سورتين في كل ركعة»، وفي رواية أبي معاوية، عن الأعمش «عشرون سورة من المفصل في تأليف عبد الله».
وذكر تفصيله ابن خزيمة (٥٣٨) في رواية أبي خالد، عن الأعمش: وهي عشرون سورة من تأليف عبد الله. أوَّلُهن ﴿الرَّحْمَنُ﴾ وآخرتهن ﴿الدخان﴾ ﴿الرَّحْمَنُ ﴿وَالنَّجْمِ﴾ في ركعة و﴿وَالذَّارِيَاتِ﴾ ﴿وَالطُّورِ﴾ في ركعة هذه النظائر، و﴿اقْتَرَبَتِ﴾ و﴿الْحَاقَّةُ﴾ في ركعة ﴿الْوَاقِعَةُ﴾ ﴿ن﴾ في ركعة ﴿وَالنَّازِعَاتِ﴾ ﴿سَأَلَ سَائِلٌ﴾ في ركعة و﴿الْمُدَّثِّرُ﴾ و﴿الْمُزَّمِّلُ﴾ في ركعة و﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ و﴿عَبَسَ﴾ في ركعة و﴿وَلَا أُقْسِمُ﴾ و﴿هَلْ أَتَى﴾ في ركعة ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ﴾ ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ في ركعة ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ و﴿الدُخَّانْ﴾ في ركعة.
وهكذا رواه أيضًا أبو داود (١٣٩٦) عن عبَّاد بن موسى، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا: أتى ابن مسعود رجل فقال: إني أقرأ المفصل في الركعة، فقال: أهذًّا كَهَذِّ الشِّعر، ونَثْرًا كنثر الدقل؟ لكن النبي ﷺ كان يقرأ النظائرَ، السورتين في الركعة، ثم ذكر التفصيل كما مضى
قال أبو داود: «هذا تأليف ابن مسعود».
والمفصل من (ق) إلى آخر القرآن على الصحيح كما قال الحافظ.
وقوله: «النظائر» أي السور المتماثلة في المعاني؛ كالموعظة، أو الحكم، أو القصص.
وقوله: «هذًّا» - بفتح الهاء وتشديد الذال المعجمة - أي سردًا وإفراطًا في السرعة، وهو منصوب على المصدر، وهو استفهام إنكار بحذف أداة الاستفهام. قال ذلك لأن تلك الصفة كانت عادتهم في إنشاد الشعر. كذا في الفتح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 299 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذا كَهَذ الشعر

  • 📜 حديث: قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذا كَهَذ الشعر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذا كَهَذ الشعر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذا كَهَذ الشعر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذا كَهَذ الشعر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب