حديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أحق بالإمامة

عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسولُ الله ﷺ: «يؤُمُ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمُهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواءً فأقدمُهم هِجْرةً، فإن كانوا في الهِجرة سواءً فأقدمُهم سِلمًا، ولا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانِه، ولا يَقْعُدْ في بيته على تكرمتِه إلا بإذنه».
وفي رواية: مكان سِلْمًا السِنَّا».

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٧٣) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رَجاء، عن أوس بن ضَمْعَجٍ، عن أبي مسعود الأنصاري فذكره.

عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسولُ الله ﷺ: «يؤُمُ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمُهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواءً فأقدمُهم هِجْرةً، فإن كانوا في الهِجرة سواءً فأقدمُهم سِلمًا، ولا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانِه، ولا يَقْعُدْ في بيته على تكرمتِه إلا بإذنه».
وفي رواية: مكان سِلْمًا السِنَّا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي يبين معايير تقديم الإمام في الصلاة، مع ضوابط أدبية مهمة في العلاقات الاجتماعية:

الحديث:


عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسولُ الله ﷺ: «يؤُمُ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمُهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواءً فأقدمُهم هِجْرةً، فإن كانوا في الهِجرة سواءً فأقدمُهم سِلمًا، ولا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانِه، ولا يَقْعُدْ في بيته على تكرمتِه إلا بإذنه». وفي رواية: مكان سِلْمًا السِنَّا».


1. شرح المفردات:


● يؤم القوم: يتقدمهم إمامًا في الصلاة.
● أقرؤهم لكتاب الله: أجودهم قراءة للقرآن، وأحفظهم له، وأعلمهم بقواعد التلاوة وأحكامها.
● فأعلمهم بالسنة: أعلمهم بسنن النبي ﷺ وأحكام الفقه المتعلقة بالصلاة وغيرها.
● أقدمهم هجرة: سبقهم في الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان.
● أقدمهم سلماً: (في الرواية الأولى) الأسبق إلى الإسلام. وقيل: الأكثر سلامة من الآثام والأعظم قدراً.
● أقدمهم سناً: (في الرواية الثانية) الأكبر عمراً.
● في سلطانه: في مكان ولايته وسلطته، كبيته أو متصرف فيه.
● على تكرمته: على فراشه الخاص أو مكانه المخصص له الذي يكرم فيه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يضع النبي ﷺ في هذا الحديث معاييرَ واضحةً وأولوياتٍ شرعيةً لاختيار من يتقدم لإمامة الناس في الصلاة، وهي مسؤولية عظيمة. فالأولوية الأولى هي للأحفظ والأجود لكتاب الله، فإن تساوى الحاضرون في ذلك، انتقلت الأولوية إلى الأعلم بسنة النبي ﷺ وأحكام الصلاة، فإن تساووا انتقلت إلى الأسبق فضلاً بالهجرة، فإن تساووا فإلى الأسبق إسلاماً (أو الأكبر سناً حسب الرواية). ثم ينهى النبي ﷺ عن أمرين: أن يتطوع رجل بإمامة آخر في مكان هو سلطانه (كبيته) دون إذنه، أو أن يجلس في بيته على مكانه المخصص دون استئذان.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة من ترتيب الأولويات: تقديم الأقرأ لأن الإمامة في الصلاة تحتاج إلى إتقان القرآن لئلا يقع في اللحن الذي يخل بالصلاة. ثم الأعلم بالسنة ليكون أعلم بأحكام الصلاة من سجود السهو وغيرها. ثم المُقدَم بفضيلة الهجرة والسابقة في الإسلام، فهذه معايير تكريم شرعية.
2- إظهار مكانة القرآن والعلم: الحديث يرفع من شأن حامل القرآن والعالم بالسنة، ويجعل لهما الأولوية والقيادة في أهم شعيرة وهي الصلاة.
3- مراعاة الحقوق والآداب الاجتماعية: النهي عن التطوع بإمامة الشخص في مكانه دون إذنه أدب رفيع، يحفظ للرجل مكانته في بيته وسلطانه، ويمنع التعدي على حقوقه.
4- احترام خصوصية البيت: النهي عن الجلوس على "تكرمة" الرجل في بيته إلا بإذنه يؤكد على حرمة البيوت واحترام خصوصياتها، وأن للرجل حقاً خاصاً في مكانه في بيته لا ينبغي تجاوزه.
5- الجمع بين الروايات: الروايتان (سلماً وسناً) متكاملتان. فالسابقة في الإسلام (السلام) فضيلة، وكبر السن أيضاً له مكانته واحترامه، وكلاهما معيار للتفضيل عند التساوي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في شروط إمام الصلاة ومذكور في كتب الفقه عند بيان أحق الناس بالإمامة.
- الهجرة المذكورة لها حالتان: الهجرة التي انقطعت بفتح مكة، وهجرة المعاصي التي لا تنقطع.
- قول النبي ﷺ: «ولا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانِه» يعني: لا يتقدم أحد ليصلي إماماً برجل في بيته أو محله الذي له فيه السلطة إلا أن يأذن له صاحب البيت، إكراماً له وحفظاً لاحترامه.
- الحديث يدل على أن الإذن أساس في كثير من التصرفات، حتى في العبادات الجماعية، مراعاةً للمشاعر وحقوق الناس.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٦٧٣) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رَجاء، عن أوس بن ضَمْعَجٍ، عن أبي مسعود الأنصاري فذكره.
وقوله: «سِلْمًا» أي إسلامًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 490 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله

  • 📜 حديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب