حديث: لا تُبادروني بركوع ولا بسجود فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن سبق الإمام بركوع وسجود وانصراف قبله

عن أبي سفيان قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُبادروني بركوع ولا بسجود، فإنه مهما أَسْبِقُكم به إذا ركعتُ تُدْكِوني به إذا رفعت، إني قد بَدَّنْتُ».

صحيح: رواه أبو داود (٦١٩)، وابن ماجه (٩٦٣) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثني محمد بن يحيى بن حِبَّان، عن ابن محيريز، عن معاوية بن أبي سفيان فذكره.

عن أبي سفيان قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُبادروني بركوع ولا بسجود، فإنه مهما أَسْبِقُكم به إذا ركعتُ تُدْكِوني به إذا رفعت، إني قد بَدَّنْتُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سفيان، وهو شرح لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وتوجيه لأصحابه في كيفية متابعته.

أولاً. شرح المفردات:


● لا تُبادروني: لا تسبقوني وتتعجلوا قبل أن أفعل.
● بِركوع ولا بِسجود: أي في فعل الركوع أو السجود.
● أَسْبِقُكم به: أتماكم وأفعله قبلكم.
● تُدْكِوني: من الإدكاك، وهو الإلصاق الشديد والضغط. والمعنى: أنهم إذا سبقوه في الرفع من الركوع أو السجود، فإنهم يلتصقون به ويضغطون عليه عند قيامه.
● قَدْ بَدَّنْتُ: أي كبرت وثقل جسمي، من "البُدن" وهو السمن وكثرة اللحم.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يوجه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الصلاة، وينهاهم عن المبادرة والمسارعة إلى الركوع أو السجود قبل أن يكمله هو ويصل إلى هيئته الكاملة. ويبين سبب ذلك بأنه إذا سبقهم في الهوي إلى الركوع أو السجود (لأنه الإمام)، ثم إذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع أو السجود، وجدهم قد سبقوه إلى الرفع، فيصطدمون به ويضغطون عليه بسبب قيامهم وهو لم ينهض بعد. ثم علل هذا التوجيه بأن جسده قد ثقل وكبر، فلا يستطيع الحركة بنفس السرعة التي كان عليها في شبابه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب متابعة الإمام في الصلاة: فلا يجوز للمأموم أن يسبق إمامه في الانتقال من ركن إلى آخر، بل يجب أن يتحرك بعد تحرك الإمام.
2- الرفق بالإمام: خاصة إذا كان كبيراً في السن أو ثقيل الحركة، فينبغي للمأمومين مراعاة حاله وعدم إزعاجه بالمسارعة.
3- التواضع النبوي: حيث يبين النبي صلى الله عليه وسلم سبب نهيه، وهو ثقل جسمه، مما يدل على شفافيته وصدقه مع أصحابه.
4- آداب الصفوف في الصلاة: ومنها التربص بالإمام وعدم التحرك قبله، حتى لا يحصل تشويش أو ازدحام.
5- مراعاة أحوال كبار السن: في العبادة وغيرها، والتيسير عليهم وعدم إثقالهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "سنة الإطالة في الركوع والسجود قليلاً للإمام" ليتسنى للمأمومين متابعته دون عجلة.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر حياته قد ثقل جسمه بسبب السن، فكان يحتاج إلى مزيد من الوقت للقيام والقعود، فأمر أصحابه بأن لا يسبقوه.
- يستفاد منه أيضاً أن المأموم إذا سبق الإمام في الركوع أو السجود فإنه قد يؤذي الإمام ويشوش عليه.
أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه، المحافظين على صلاتهم، الواقفين عند آدابها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦١٩)، وابن ماجه (٩٦٣) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثني محمد بن يحيى بن حِبَّان، عن ابن محيريز، عن معاوية بن أبي سفيان فذكره.
إسناده حسن فإن محمد بن عجلان حسن الحديث، وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (١٥٩٤)، وابن حبان (٢٢٣٠) كلاهما من طريق ابن عجلان به مثله إلا أن ابن خزيمة جعل في أحد أسانيد يحيى بن سعيد متابعًا لابن عجلان. وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى الصّحيح.
قوله: «تدركوني به إذا رفعت» يريد أنه لا يضركم رفع رأسي، وقد بقي عليكم شيء منه إذا أدركتموه قائمًا قبل أن أسجد. وكان ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع يدعو بكلام فيه طول.
وقوله: «إني قد بدنت«يُروي علي وجهين: أحدهما: بدنت بتشديد الدال، ومعناه: كبر السن. يقال: بدَّن الرجل تَبْدينًا إذا أسن. والآخر: بَدُنْتُ، مضمونة الدال، غير مشدودة. ومعناه زيادة الجسم، واحتمال اللحم. وروتْ عائشة أن رسول الله ﷺ لما طُعن في السن احتمل بدنه اللحم. وكل واحد من كبر السن واحتمال اللحم ينقل البدن، وَيُثَبِّط عن الحركة، قاله الخطابي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 532 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُبادروني بركوع ولا بسجود فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني

  • 📜 حديث: لا تُبادروني بركوع ولا بسجود فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تُبادروني بركوع ولا بسجود فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تُبادروني بركوع ولا بسجود فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تُبادروني بركوع ولا بسجود فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب