حديث: لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب متابعة الإمام والعمل بعده

عن البراء قال: إنهم كانوا يُصلون خلْفَ رسول الله ﷺ فإذا رفع رأسه من الركوع لم أر أحدًا يَحْنِي ظهره حتى يضعَ رسول الله ﷺ جبهتَه على الأرض. ثم يَخِرُّ من وراءه سُجَّدًا.
وفي رواية: فإذا ركع ركعوا، وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: «سمع الله لمن حمده» لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض، ثم نَتَّبِعُه.
وفي رواية: كنا مع النبي ﷺ: لا يحنُو أحد منا ظهره حتى نراه قد سجد.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٩٠)، ومسلم في الصلاة (٤٧٤) كلاهما من طريق أبي إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن يزيد، قال: حدثني البراء وهو غير كذوب.

عن البراء قال: إنهم كانوا يُصلون خلْفَ رسول الله ﷺ فإذا رفع رأسه من الركوع لم أر أحدًا يَحْنِي ظهره حتى يضعَ رسول الله ﷺ جبهتَه على الأرض. ثم يَخِرُّ من وراءه سُجَّدًا.
وفي رواية: فإذا ركع ركعوا، وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: «سمع الله لمن حمده» لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض، ثم نَتَّبِعُه.
وفي رواية: كنا مع النبي ﷺ: لا يحنُو أحد منا ظهره حتى نراه قد سجد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، وأشكرك على حرصك على فهم سنة نبينا محمد ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر من رواية الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، هو من الأحاديث العظيمة التي تبين أدب الصحابة مع رسول الله ﷺ في الصلاة، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
### أولاً. شرح المفردات
● يُصلون خلْفَ رسول الله ﷺ: أي يصلي الصحابة رضي الله عنهم وهم مأمومون، وإمامهم هو النبي ﷺ.
● يَحْنِي ظهره: أي ينحني ويخفض ظهره للسجود.
● يَخِرُّ من وراءه سُجَّدًا: أي يسقط المأمونون ساجدين خلفه بعد أن يرونه قد سجد.
● لم نزل قيامًا: أي بقينا واقفين لم نتحرك.
● نَتَّبِعُه: أي نقتدي به ونسجد بعده.
### ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث
يصف الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه كيف كان الصحابة يصلون خلف النبي ﷺ. فكانوا لا يسبقونه بأي حركة في الصلاة، بل كانوا ينتظرونه حتى يكمل حركته ويتأكدوا منها، ثم يتبعونه. فبعد أن يرفع الإمام (النبي ﷺ) رأسه من الركوع ويقول "سمع الله لمن حمده"، يبقى المأمومون واقفين في حالة القيام، لا ينحني أحد منهم للسجود حتى يرى النبي ﷺ قد وضع جبهته على الأرض ساجداً. فقط عندها يخرون ساجدين خلفه، متبعين له لا سابقين.
### ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر
1- وجوب متابعة الإمام وعدم سبقه: هذا الحديث أصل عظيم في وجوب متابعة المأموم لإمامه في الصلاة وحرمانية سبقه بأي فعل. فالمأموم مأمور بالائتمام، والائتمام يعني أن يأتم به لا أن يسبقه. قال ﷺ: «إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا» (متفق عليه). والحديث الذي معنا يوضح التطبيق العملي لهذا الأمر.
2- الأدب مع الإمام وخاصة إذا كان معصوماً: كان هذا الأدب العظيم من الصحابة نابعاً من تعظيمهم لرسول الله ﷺ وحبهم لاتباعه بدقة. وهو درس لنا في أدب المأموم مع إمامه، حتى لو لم يكن معصوماً.
3- السنة في كيفية متابعة الإمام: بيّن الحديث الهيئة الصحيحة للمتابعة، وهي أن ينتظر المأموم حتى يتحقق من فعل الإمام ثم يتبعه، لا أن يتحرك بمجرد تلفظ الإمام بالتكبير أو يتحرك معه في نفس اللحظة، مما قد يؤدي إلى سبقه دون قصد.
4- التأني وعدم العجلة في الصلاة: في هذا التأني وانتظار تحقق فعل الإمام تحقيق للطمأنينة التي هي ركن في الصلاة، وترك للعجلة التي قد تؤدي إلى إفسادها.
5- الاتباع لا الابتداع: الصلاة هي التوقيفية، أي أن تؤدى كما رأينا النبي ﷺ يؤديها. وحرص الصحابة على رؤيته يفعل أولاً ثم فعلهم بعده هو غاية في الاتباع ونبذ للابتداع.
### رابعًا. معلومات إضافية مفيدة
- هذا الفعل (انتظار المأموم حتى يسجد الإمام ثم السجود بعده) هو مذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة، وهو الراجح.
- ذهب بعض العلماء إلى أن متابعة الإمام تكون معه في نفس الوقت تقريباً دون تأخير ملحوظ، ولكن فعل الصحابة كما ورد في هذا الحديث هو الأظهر والأحوط.
- الحديث يدل على أن الصحابة كانوا ينظرون إلى النبي ﷺ أثناء الصلاة ليتحققوا من أفعاله ويقتدوا بها، وهذا جائز إذا لم يسبب تشويشاً أو انشغالاً عن الخشوع.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه ﷺ، وأن يجعلنا من المحافظين على الصلاة بأركانها وواجباتها وآدابها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٦٩٠)، ومسلم في الصلاة (٤٧٤) كلاهما من طريق أبي إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن يزيد، قال: حدثني البراء وهو غير كذوب.
والرواية الثانية رواها مسلم من طريق محارب بن دثار، قال: سمعت عبد الله بن يزيد يقول على المنبر: حدّثنا البراء أنهم كانوا يصلون مع رسول الله ﷺ ثم ذكر مثله.
والرواية الثالثة رواها من طريق الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 530 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض

  • 📜 حديث: لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب