حديث: اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في استحباب القنوت في الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازِلةٌ والجَهْرُ به

عن ابن عمر أنه سمع النبيَّ ﷺ حين رفع رأسه من صلاة الصبح من الركعة الأخيرة قال: «اللهمَّ العَنْ فُلانًا وفُلانًا» يدعو على أُناس من المنافقين. فأنزل الله عز وجل: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: ١٢٨].

صحيح: رواه النسائي (١٠٧٨) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه فذكره.

عن ابن عمر أنه سمع النبيَّ ﷺ حين رفع رأسه من صلاة الصبح من الركعة الأخيرة قال: «اللهمَّ العَنْ فُلانًا وفُلانًا» يدعو على أُناس من المنافقين. فأنزل الله ﷿: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: ١٢٨].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم له قصة وموقف، ودروس مستفادة، وإليك الشرح التفصيلي:

1. شرح المفردات:


● حين رفع رأسه من صلاة الصبح من الركعة الأخيرة: أي بعد الرفع من الركوع في الركعة الثانية (قبل السجود أو بعده، والأظهر قبل السجود)، في صلاة الصبح.
● اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا: اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله. وكان النبي ﷺ يدعو على رؤوس المنافقين المعروفين، وكان منهم من أظهر الإسلام وأبطن الكفر وأذى المسلمين.
● لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ: أي ليس لك من تدبير شؤون الخلق والتصرُّف فيهم شيء، بل الأمر كله لله تعالى.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي ﷺ في صلاة الفجر، بعد أن رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة، يدعو على أناس معينين من المنافقين الذين كانوا يؤذون المسلمين ويظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، فيقول: "اللهم العن فلانًا وفلانًا".
فنزلت الآية الكريمة من سورة آل عمران: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].
فمعنى الآية: يا محمد، لست أنت المتصرف في شؤون الخلق، فليس لك من الأمر شيء في هؤلاء المنافقين، بل الأمر كله بيدي وحدي، إما أن أتوب عليهم فيقبل توبتهم ويسلموا حقيقة، أو أستأصلهم بالعذاب والعقاب في الدنيا بسبب ظلمهم وكفرهم ونفاقهم.
فكانت هذه الآية توجيهاً ربانياً لنبيه ﷺ، بأن يتوقف عن الدعاء عليهم، ويترك أمرهم إلى الله تعالى، الذي يعلم حقيقة حالهم وما تئول إليه أمورهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة النبي ﷺ واتباعه لأمر ربه: فبمجرد نزول الآية، توقف النبي ﷺ عن الدعاء على أولئك المنافقين، امتثالاً لأمر الله تعالى. وهذا من كمال عبوديته واتباعه.
● أن الأمر كله لله تعالى: التصرف في الخلق، وقبول التوبة، والتعذيب، كل ذلك بيد الله وحده، وهو الذي يدبر الأمر بحكمته البالغة.
● الحكمة من عدم الدعاء على المعينين: قد يكون في ترك الدعاء عليهم مصلحة لا نعلمها، فربما يهديهم الله ويخرج من أصلابهم من يؤمن بالله. وقد كان من أولئك المنافقين من أسلم أبناؤهم أو أحفادهم وحسن إسلامهم.
● التأدب مع الله في الدعاء: الدعاء على الآخرين ليس محرماً مطلقاً، فقد دعا النبي ﷺ على كفار قريش في غزوة الأحزاب، ولكن هذا الموقف علمنا أن هناك حالات يُترك الأمر فيها لله تعالى.
● المنافقون أشد خطراً على الأمة من الكفار الظاهرين: لأنهم يبطنون العداوة ويظهرون الولاء، مما يجعل كشفهم وتمييزهم صعباً، وشرهم مستتراً.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أبلغ الأدلة على صدق نبوة محمد ﷺ، حيث نزل القرآن موافقاً لفعله في تلك اللحظة، مُصوباً له ومعلماً إياه.
- اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية، فقيل هي في دعائه على كفار قريش في غزوة أحد، وهذا الحديث يبين أنها في المنافقين، وقد يجمع بينهما بأن الآية نزلت في الموقفين للعبرة العامة.
- استدل العلماء بهذا الحديث على جواز الدعاء في الصلاة بغير اللغة العربية، وعلى جواز الدعاء على الكفار والمنافقين في الصلاة في الجملة، ولكن هذا الموقف خصصه وقيَّده.
أسأل الله أن يرزقنا الفهم في الدين، والاتباع لسنة النبي الكريم ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٠٧٨) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه فذكره.
وإسناده صحيح، والحديث في مصنف عبد الرزاق (٤٠٢٧) وعنه رواه الإمام أحمد (٦٣٤٩)، وابن خزيمة (٦٢٢)، وابن حبان (١٩٨٧).
فقه الباب:
لا خلاف بين أهل العلم بأنَّه إذا نزلت بالمسلمين نازلةٌ يستحب لها القنوت في جميع الصلوات. ويُترك عند عدمها إلَّا الشافعي فإنَّه يرى استمرار القنوت في صلاة الصبح دائمًا، وتأوَّل الجمهور قوله: «ثمَّ تركه، أي: ترك اللَّعن والدعاء على أولئك القبائل المذكورة في الحديث. وتأوَّل الشافعيُّ ومن وافقه بأنَّه تركه في الصلوات الأربع، ولم يتركه في صلاة الصبح لما رُويَ عن أنسٍ في حديثٍ ضعيفٍ: «ما زال رسول الله ﷺ يقنُتُ في صلاة الصبح حتَّى فارق الدنيا» كما سيأتي في باب ترك القنوت.
قال الإمام أحمد: لا يقنت في صلاة الفجر إلَّا عند نازلةٍ تنزِلُ بالمسلمين، فيدعو الإمام لجيوش المسلمين.
وقال سفيان: إن قنت في الصبح فحسنٌ، وأختار ترك القنوت فيها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1065 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا

  • 📜 حديث: اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب