حديث: رسول الله ﷺ يسجد في سورة ص والناس معه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سجدة ﴿ص﴾ سجدة شكر لا تلاوة

عن أبي سعيد أنه قال: قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر ﴿ص﴾ فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدةَ تشزَّن الناس للسجود، فقال النبي ﷺ: «إنما هي توبةُ نَبِيٍّ، ولكني رأيتكم تشزَّنتُم للسجود» فنزل فسجد، وسجدوا.

حسن: رواه أبو داود (١٤١٠) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو -يعني ابن الحارث- عن سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي سعيد أنه قال: قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر ﴿ص﴾ فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدةَ تشزَّن الناس للسجود، فقال النبي ﷺ: «إنما هي توبةُ نَبِيٍّ، ولكني رأيتكم تشزَّنتُم للسجود» فنزل فسجد، وسجدوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكرتَ رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه هدي النبي ﷺ العملي في تطبيق القرآن، وفيه تواضعه ﷺ ورحمته بأمته.

شرح الحديث:


أولاً: شرح المفردات:
● قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر ﴿ص﴾: أي سورة (ص) التي تبدأ بحرف الصاد.
● فلما بلغ السجدة: أي وصل إلى موضع سجود التلاوة في السورة، وهو قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24].
● نزل فسجد: نزل من على المنبر ليسجد سجود التلاوة.
● سجد الناس معه: سجد الصحابة رضي الله عنهم متبعين له.
● فلما كان يوم آخر قرأها: في يوم آخر، قرأ النبي ﷺ السورة نفسها على المنبر.
● فتشزَّن الناس للسجود: (تشزَن) بفتح التاء والزاي، أي تهيأوا واستعدوا للسجود.
● إنما هي توبة نبي: أي أن هذه السجدة هي سجدة توبة وندم من نبي الله داود عليه السلام على ما حصل منه.
● ولكني رأيتكم تشزَنتم للسجود: أي لكنني رأيت استعدادكم وشوقكم للسجود لله.
ثانياً: المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يخطب على المنبر فقرأ سورة (ص)، وعندما وصل إلى الآية التي فيها سجدة تلاوة (آية 24)، نزل من على المنبر وسجد سجود التلاوة، فسجد الناس جميعاً معه اقتداءً به.
وفي يوم آخر، حدث نفس الموقف، فلما قرأ النبي ﷺ الآية نفسها، تهيأ الناس واستعدوا للسجود متوقعين أن ينزل النبي ﷺ كما فعل في المرة الأولى. فلما رأى النبي ﷺ حرصهم واستعدادهم للعبادة وهمتهم في السجود لله، أخبرهم أن هذه السجدة ليست واجبةً عليهم في هذا المقام (أثناء الخطبة على المنبر)، وإنما هي سجدة تلاوة مندوبة، ثم نزل وسجد تكريماً لشوقهم وتعطشهم للعبادة، فسجدوا معه.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- شرعية سجود التلاوة: الحديث دليل على مشروعية سجود التلاوة عند مرور القارئ أو السامع بآية سجدة.
2- هدي النبي ﷺ في التعليم: النبي ﷺ يعلم أمته بفعله أولاً، ثم يبين لهم الحكم بقوله. ففي المرة الأولى سجد بدون تعليق ليعلمهم السنة بالفعل.
3- رحمة النبي ﷺ بأمته ومراعاته لأحوالهم: ترك النبي ﷺ السجود في المرة الثانية لأنه ليس بواجب، ولكنه لما رأى حرص الصحابة على الخير وتهيئهم للسجود، قام وسجد تشجيعاً لهم وحفاظاً على حماسهم للطاعة. وهذا من كمال خلقه وشفقته ﷺ.
4- حرص الصحابة على الطاعة: يظهر من الحديث حرص الصحابة رضي الله عنهم على متابعة النبي ﷺ وتهيئهم الدائم للعبادة، حتى أنهم كانوا يستشعرون السجود قبل أن يأمرهم به.
5- أن سجود التلاوة ليس بواجب: فيه دليل على أن سجود التلاوة سنة وليس فرضاً، لأن النبي ﷺ همَّ بتركه في المرة الثانية. وهذا هو مذهب جمهور العلماء.
6- فضل قصة داود عليه السلام: فيه إشارة إلى عظمة قصة نبي الله داود وتوبته، وأن سجود التلاوة هنا مرتبط بمعنى التوبة والإنابة إلى الله.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
● حكم سجود التلاوة للحاضرين: من يسمع آية السجدة يستحب له أن يسجد، سواء كان الإمام يقرأ على المنبر أو في الصلاة أو غيرها.
● السجود أثناء الخطبة: إذا سجد الإمام للتلاوة أثناء الخطبة (كخطبة الجمعة)، فإن المشروع للمأمومين متابعته في السجود، ثم يعود الإمام لإكمال خطبته. وهذا الفعل لا يبطل الخطبة.
● مكانة سجود التلاوة: هو سجود واحد كسجود الصلاة، يقول فيه الساجد ما يقول في سجود الصلاة من التسبيح والدعاء.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤١٠) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو -يعني ابن الحارث- عن سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد فذكره.
وإسناده حسن لأجل سعيد بن أبي هلال فإنه حسن الحديث.
وصحّحه ابن خزيمة (١٤٥٥)، وابن حبان (٢٧٦٥)، والحاكم (٢/ ٤٣١ - ٤٣٣) كلهم من طريق سعيد بن أبي هلال، قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين». وقال النووي في الخُلاصة (٢١٤٠): «سنده صحيح على شرط البخاري».
وقوله: «تشزَّن» بمثناة فوقه، وشين معجمة، وزاء مشدَّدة أي تهيَّأَ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1236 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يسجد في سورة ص والناس معه

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يسجد في سورة ص والناس معه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يسجد في سورة ص والناس معه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يسجد في سورة ص والناس معه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يسجد في سورة ص والناس معه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب