لم يسجد النبي ﷺ في سورة النجم

حديث: لم يسجد النبي ﷺ في سورة النجم

عن عطاء بن يسار أنه أخبره أنه سأل زيد بن ثابت فزعم أنه قرأ على النبي ﷺ ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ فلم يسجد فيها.

متفق عليه: رواه البخاري في سجود القرآن (١٠٧٢)، ومسلم في المساجد (٥٧٧) كلاهما من طريق يزيد بن خُصَيفة، عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط، عن عطاء بن يسار فذكره ولفظهما سواء.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن عطاء بن يسار أنه أخبره أنه سأل زيد بن ثابت فزعم أنه قرأ على النبي ﷺ: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ فلم يسجد فيها.

1. شرح المفردات:

● عطاء بن يسار: تابعي جليل، من كبار فقهاء المدينة.
● زيد بن ثابت: صحابي جليل، كاتب الوحي، وأحد أبرز حفاظ القرآن وعلمائه.
● فزعم: أي أخبر وأكد، واللفظ لا يحمل معنى الشك هنا بل هو للتأكيد.
● قرأ على النبي ﷺ: أي تلا سورة النجم في حضور النبي صلى الله عليه وسلم.
● فلم يسجد فيها: أي لم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم سجود التلاوة عند هذه الآية.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه تلا سورة النجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما وصل إلى آية السجدة (﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾) لم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم سجود التلاوة.

3. الدروس المستفادة والفقهي:

● سجود التلاوة سنة وليس واجبًا: هذا الحديث من الأدلة القوية على أن سجود التلاوة ليس فرضًا بل سنة مؤكدة، إذ لو كان واجبًا لما تركه النبي صلى الله عليه وسلم.
● جواز ترك السجود أحيانًا: يدل على أن سجود التلاوة قد يُترك لبعض الأعذار أو الأحوال، مما يدل على مرونة التشريع وسهولته.
● اختلاف العلماء في مواضع السجود: اختلف الفقهاء في عدد مواضع سجود التلاوة في القرآن، وهذا الحديث يُستدل به على أن سورة النجم ليست من المواضع التي يجب فيها السجود عند بعض العلماء.
● الأخذ بالأخف في العبادة: النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن للأمة أن الدين يسر، وترك السجود هنا توضيح لعدم الإلزام فيه.

4. معلومات إضافية:

● الخلاف في سجدة النجم: اختلف العلماء في سجدة سورة النجم؛ فمنهم من يرى أنها منسوخة (كالقول المشهور عند المالكية)، ومنهم من يرى أنها ثابتة ولكن السجود فيها سنة وليس واجبًا.
● جمع الأحاديث: وردت أحاديث أخرى فيها سجود النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم، فيُحمل ترك السجود هنا على بيان الجواز وعدم الوجوب، أو أنه كان لحالة خاصة.
● الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: يفيد الحديث أن المسلم قد يقرأ آية السجدة ولا يسجد ولا إثم عليه، خاصة إذا كان في وقت لا يناسب السجود.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في سجود القرآن (١٠٧٢)، ومسلم في المساجد (٥٧٧) كلاهما من طريق يزيد بن خُصَيفة، عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط، عن عطاء بن يسار فذكره ولفظهما سواء.
ورواه البخاري (١٠٧٣) من حديث ابن أبي ذئب، عن يزيد بن عبد الله بن فسيط، عن عطاء بن
يسار، عن زيد بن ثابت قال: قرأت على النبي ﷺ ﴿وَالنَّجْمِ﴾ فلم يسجد فيها.
قال أبو داود (١٤٠٥) كان زيد الإمام فلم يسجد فيها.
وقال البيهقي: ورُوِينا أنه ﷺ قال: «كنت إمامًا فلو سجدتَ سجدتُ معك» رواه عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلًا، وقال: ورواه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة موصولًا، وإسحاق ضعيف. انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1226 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم يسجد النبي ﷺ في سورة النجم

📜 حديث: لم يسجد النبي ﷺ في سورة النجم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لم يسجد النبي ﷺ في سورة النجم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لم يسجد النبي ﷺ في سورة النجم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لم يسجد النبي ﷺ في سورة النجم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية