حديث: إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي في تحية البيت

رُوي عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء، وإذا خرجت من منزلك فصل ركعتين تمنعانك مخرج السوء» إلا أنه ضعيف.

ضعيف: رواه البزار في مسنده (١٥/ ١٨٧) والبيهقي في شعب الإيمان (٦/ ٣٢٣) والأصبهاني في
الترغيب والترهيب (٣/ ٣٠، ٣١) كلهم من طريق معاذ بن فضالة، عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن صفوان بن سليم، قال بكر: أحسبه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

رُوي عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء، وإذا خرجت من منزلك فصل ركعتين تمنعانك مخرج السوء» إلا أنه ضعيف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
أولاً: توثيق الحديث وبيان درجته:
هذا الحديث الذي ذكر، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ.
وقد أشارت أنت في سؤالك إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي أن هذا الحديث حديث ضعيف، كما حكم بذلك أئمة علم الحديث.
وضعفه عدد من العلماء، منهم الإمام الألباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة"، وذلك لوجود راوٍ في سنده لا يحتمل تفرده بهذا اللفظ.
ولذلك، لا يجوز نسبته إلى النبي ﷺ يقيناً، أو الاعتقاد بأنه قاله، ولكن يجوز ذكر معناه في فضائل الأعمال مع بيان ضعفه.


شرح الحديث (مع بيان أن حكمه الضعف):


على الرغم من ضعف السند، فإننا نشرح معناه لفهم المغزى الذي قد يستفاد منه في باب فضائل الأعلام العامة، مع التأكيد على أن الأصل في العبادات التوقيف.
1. شرح المفردات:
* "إذا دخلت منزلك": أي حين تدخل بيتك الذي تسكن فيه.
* "فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ": أي أدِّ صلاةً من ركعتين بنية التطوع والذكر.
* "تَمْنَعَانِكَ": تحفظانك وتقيانك.
* "مَدْخَلَ السُّوءِ": كل قبيح أو مكروه أو شر قد يحدث عند دخولك المنزل، من ضرر، أو شجار، أو رؤية منكر، أو تسلط الشيطان.
* "مَخْرَجَ السُّوءِ": كل مكروه أو شر قد يصيبك خارج المنزل، من أذى في الطريق، أو حادث، أو معصية، أو встреча سيئة.
2. المعنى الإجمالي للحديث (مع مراعاة ضعفه):
يدعو هذا المعنى -ولو كان ضعيفاً- المسلمَ إلى جعل ذكر الله تعالى وتقواه ساتراً له وحافظاً في جميع أحواله، خاصة عند انتقاله من مكان إلى آخر. فبدخول المنزل وخروجه لحظات تغير، والإنسان بحاجة إلى بركة الله وحفظه فيها. فالصلاة، وهي أعظم الذكر، تكون سبباً -بإذن الله- في حماية المسلم من الشرور والمكاره التي قد تواجهه داخل بيته أو خارجه، وتجعل حركته دائماً مرتبطة بالطاعة.
3. الدروس المستفادة (من حيث المعنى العام الذي يوافق أصول الشريعة):
* استحباب ذكر الله عند Transition (الانتقالات): هذا المعنى العام صحيح ومؤكد بأدلة أخرى. فالنبي ﷺ علمنا أدعيةً مأثورةً عند دخول المنزل والخروج منه، وعند السفر، وعند كل أمر ذي بال. فالمقصود هو أن يربط المسلم كل حركة وسكنة بذكر الله.
* الصلاة كنزعة حماية: الصلاة هي العبادة العظمى التي تصل العبد بربه، وهي من أعظم أسباب الوقاية والحماية من الشرور في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45].
* طلب البركة والأمان للبيت: البيت الذي يُذكر الله فيه تحل عليه البركة وتُطرد منه الشياطين. والصلاة فيه من أعظم الذكر.
* التفاؤل وطلب الخير: المسلم يبدأ أعماله بالخير (الصلاة) طالباً من الله أن يختمها له بالخير ويصرف عنها الشر.
4. معلومات إضافية مهمة:
* البديل الثابت عن النبي ﷺ: بدلاً من هذا الحديث الضعيف، هناك أدعية ثابتة وصحيحة عند دخول المنزل والخروج منه، وهي التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها:
* دخول المنزل: كان النبي ﷺ يقول عند دخول البيت: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا». ثم يسلم على أهله. (رواه أبو داود وصححه الألباني).
* الخروج من المنزل: «بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ». (رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني).
* أهمية التثبت في النقل: هذا الحديث درس عملي في أهمية التثبت من صحة الأحاديث قبل نشرها أو العمل بها، وعدم نسبتها إلى النبي ﷺ إلا بعد التأكد من صحتها.
الخلاصة:
الحديث ضعيف لا يصح عن النبي ﷺ، ولكن معناه العام من استحباب ذكر الله وطلب حفظه عند الدخول والخروج معتمد على أدلة أخرى صحيحة (كالأدعية المذكورة). فينبغي للمسلم أن يحرص على الأذكار الثابتة الصحيحة، ويجعل بيته مكاناً للصلاة وذكر الله لينال البركة والحفظ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار في مسنده (١٥/ ١٨٧) والبيهقي في شعب الإيمان (٦/ ٣٢٣) والأصبهاني في
الترغيب والترهيب (٣/ ٣٠، ٣١) كلهم من طريق معاذ بن فضالة، عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن صفوان بن سليم، قال بكر: أحسبه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي الإسناد من العلل: الأولى: الشك من بكر في رفعه.
الثانية: بكر بن عمرو المعافري المصري لم توثقه أحد من النقاد، بل قال فيه ابن القطان: لا نعلم عدالته. وقال الحاكم: سألت الدارقطني عنه فقال: ينظر في أمره.
وأما ابن حبان فوثقه على قاعدته في توثيق من لم يعرف فيه جرح ولا تعديل.
الثالثة: ويحيى بن أيوب هو الغافقي، سيئ الحفظ كما قال أحمد. وقال ابن سعد: منكر الحديث. وقال الدارقطني: في بعض حديثه اضطراب. وفيه كلام آخر عن أئمة النقاد وإن كان بعضهم حسن الرأي فيه ولكن الغالب عليه الوهم والخطأ.
ولعل هذا مما أخطأ فيه، إنما المعروف أن النبي ﷺ إذا دخل البيت كان يصلي ركعتين أحيانا قضاء فجعله أمرا.
قال ابن رجب في «فتح الباري» (٣/ ٣١٦، ٣١٧) بعد أن ذكر حديث البزار: «في إسناده ضعف». وقال أيضًا: «روى الأوزاعي، عن عثمان بن أبي سودة، أن رسول الله ﷺ قال: «صلاة الأوابين«أو قال: «صلاة الأبرار ركعتان إذا دخلت بيتك، وركعتان إذا خرجت منه«وهذا مرسل.
ويروى عن هشام بن عروة، عن عائشة، قالت: ما دخل رسول الله ﷺ بيتي قط إلا صلي ركعتين. قال أبو بكر الأثرم: هو خطأ. كأنه يشير إلى أنه مختصر من حديث الصلاة بعد الصلاة» انتهى.
وفي معناه مراسيل أخرى، ولا يصح منها شيء. ثم إن هذا حكم لا يؤخذ إلا ممن عرفناهم، وقد قال العباس بن محمد: سمعت أحمد بن حنبل وسئل، وهو على باب أبي النضر هاشم بن القاسم، فقيل له: يا أبا عبد الله ما تقول في موسي بن عبيدة، وفي محمد بن إسحاق؟ قال: أما موسي بن عبيدة فلم يكن به بأس، ولكنه حدث بأحاديث مناكر عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، وأما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث -كأنه يعني المغازي ونحوها- فأما إذا جاءك الحلال والحرام أردنا قومًا هكذا، وقبض أبو الفضل -يعني العباس- أصابع يده الأربع من كل يد، ولم يضم الإبهام.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال تساهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام تشددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال.
وبكر بن عمرو ويحيى بن أيوب ممن لا يقبل تفردهما في حكم لم يعمل به في عهد الصحابة والتابعين.
وأما ما روي عن عبد الله بن رواحة أنه كان يصلي إذا دخل بيته، وإذا خرج، ففي إسناده نظر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1223 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء

  • 📜 حديث: إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب