حديث: صلاة في السفينة قائمًا إلا أن تخاف الغرق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلاة في السفينة

عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله ﷺ عن الصلاة في السفينة فقال: كيف أصلي في السفينة؟ فقال: «صلِّ فيها قائمًا إلا أن تخاف الغرق».

حسن: رواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٥) وعنه البيهقي (٣/ ١٥٥) من طريق محمد بن الحسن بن أبي الحنين (كذا عند البيهقي، وعند الحاكم محمد بن الحسين بن أبي الحسين) ثنا الفضل بن دُكين، ثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر فذكر الحديث.

عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله ﷺ عن الصلاة في السفينة فقال: كيف أصلي في السفينة؟ فقال: «صلِّ فيها قائمًا إلا أن تخاف الغرق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام الدارقطني في "سننه" وغيره، وهو حديث صحيح. وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● سُئل رسول الله ﷺ: طُلب منه بيان حكم شرعي.
● عن الصلاة في السفينة: عن كيفية أداء الصلاة أثناء الركوب في السفينة أو المركب.
● «كيف أصلي في السفينة؟»: هذا استفهام من النبي ﷺ للاستعلام عن حالتها، هل هي مستقرة أم مضطربة؟ (وهذا من أسلوب التعليم والتقرير).
● «صلِّ فيها قائمًا»: أدِ الصلاة فيها بوضع القيام كما هو الأصل.
● «إلا أن تخاف الغرق»: إلا في حالة الخوف من الغرق بسبب اضطراب السفينة وشدة تحركها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن الحديث الشريف حكم الصلاة في المركب (السفينة) أثناء السفر. فأمر النبي ﷺ بالصلاة فيها قائمًا كما في الصلاة العادية، وذلك إذا كانت السفينة مستقرةً أو مضطربة اضطرابًا لا يصل إلى درجة الخوف من الغرق. فإن بلغ الاضطراب مبلغًا يخاف معه من الغرق أو السقوط في الماء، جاز للمصلي أن يصلي جالسًا، ويومئ بالركوع والسجود.

3. الدروس المستفادة منه:


● مراعاة الظروف والاستطاعة: الإسلام دين يسر ورفق، يراعي الظروف الطارئة والمشقّة التي قد يتعرض لها المسلم.
● التدرج في الرخصة: الأصل في الصلاة القيام، ولكن عند العجز أو الخوف يجوز الجلوس.
● الحفاظ على الصلاة في كل حال: لا عذر لترك الصلاة حتى في أصعب الظروف، بل يجب أداؤها على حسب الاستطاعة.
● تفقُّد الأحوال قبل الفتوى: استفهام النبي ﷺ "كيف أصلي في السفينة؟" يدل على أهمية استكشاف حال السائل وظروفه قبل إصدار الحكم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في مشروعية الجمع بين الصلاتين في السفر، وكذلك في صلاة الخوف.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أن كل ما يشق معه القيام في الصلاة بسبب خوف أو مرض أو غيره، فإنه يجوز الصلاة جالسًا.
- الصلاة في السفينة المستقرة: تكون كالصلاة على الأرض، يجب فيها القيام والركوع والسجود كاملًا.
- الصلاة في السفينة المضطربة: إن أمكن القيام مع الاعتدال جاز، وإلا جاز الجلوس والإيماء بالركوع والسجود.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٥) وعنه البيهقي (٣/ ١٥٥) من طريق محمد بن الحسن بن أبي الحنين (كذا عند البيهقي، وعند الحاكم محمد بن الحسين بن أبي الحسين) ثنا الفضل بن دُكين، ثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر فذكر الحديث.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه وهو شاذ بمرة».
وقال البيهقي: «حديث أبي نعيم الفضل بن دكين حسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن جعفر بن برقان وإن كان من رجال مسلم إلا أنه لا يرتقي إلى درجة الثقة، وإنما هو «صدوق» كما قال الحافظ في التقريب.
وله إسناد آخر وفيه انقطاع كما قال البيهقي.
وأمَّا ما رواه الدارقطني (١/ ٣٩٥) من طريق بشر بن فافا، ثنا أبو نعيم بإسناده، ومن طريقه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١/ ٤١٥) وقال: «بشر لا يعرف»، فهو ليس كما قال، بل بشر بن فافا ضعيف، ضعَّفه الدارقطني كما في «الميزان».
ورُوي هذا الحديث عن ابن عباس، رواه الدارقطني وفيه حسين بن علوان متروك، كما قال الدارقطني.
قال الأعظمي: لم يثبت في هذا الباب شيء مرفوع غير ما ذكرته، وقد ثبت عن الصحابة أنهم صلوا في السفينة قيامًا وهم يقدرون على الخروج إلى البر كما رواه عبد الله بن أبي عتبة قال: صحبت جابر بن عبد الله وأبا سعيد الخدري وأبا هريرة في سفينة فصلوا قيامًا في جماعة أمَّهم بعضُهم، وهم يقدرون على الجد«رواه ابن أبي شيبة (٦٥٦٤) وعبد الرزاق (٤٥٥٧)، والبيهقي (١/ ١٥٥).
ورواه البيهقي عن أنس بن مالك أنه كان إذا ركب السفينة فحضرتِ الصّلاة، والسفينة محبوسة صلى قائمًا، وإذا كانت تسير صلي قاعدًا في جماعة.
وفيه: جواز الصلاة في السفينة، وإن كان الخروج إلى البر ممكنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1219 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة في السفينة قائمًا إلا أن تخاف الغرق

  • 📜 حديث: صلاة في السفينة قائمًا إلا أن تخاف الغرق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة في السفينة قائمًا إلا أن تخاف الغرق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة في السفينة قائمًا إلا أن تخاف الغرق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة في السفينة قائمًا إلا أن تخاف الغرق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب