حديث: سجدها داود توبة وسجدناها شكرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سجدة ﴿ص﴾ سجدة شكر لا تلاوة

عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال في سجدة ﴿ص﴾ «سجدها نبي الله داود توبةً، وسجدناها شكرًا».

صحيح: رواه النسائي (٩٥٧) عن إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال في سجدة ﴿ص﴾ «سجدها نبي الله داود توبةً، وسجدناها شكرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سجدة سورة (ص): «سجدها نبي الله داود توبةً، وسجدناها شكرًا».

شرح الحديث:



# 1. شرح المفردات:


● سجدة (ص): المقصود بها السجود الذي يكون عند تلاوة الآية الأخيرة من سورة (ص)، وهي قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24].
● داود: هو نبي الله داود عليه السلام، أحد أنبياء بني إسرائيل، وأُعطي المُلك والنبوة.
● توبةً: أي ندمًا على ذنب وقع منه، واستغفارًا لله تعالى.
● شكرًا: أي اعترافًا بنعمة الله، وامتنانًا له سبحانه على توفيقه وهدايته.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الفرق بين سجود نبي الله داود عليه السلام عند تلاوة هذه الآية، وسجود النبي صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده. فسجود داود كان سجود توبة واستغفار من ذنب وقع منه، بينما سجود النبي صلى الله عليه وسلم وأمته هو سجود شكر لله تعالى على نعمة العفو والمغفرة، وعدم الوقوع في مثل ما وقع فيه داود عليه السلام.

# 3. الدروس المستفادة منه:


● التوبة والاستغفار: يُستفاد من الحديث أهمية التوبة والرجوع إلى الله عند الوقوع في الذنب، كما فعل نبي الله داود عليه السلام.
● الشكر على النعم: يُستفاد منه وجوب شكر الله على نعمه، خاصة نعمة العفو والمغفرة والتوفيق لاجتناب المعاصي.
● الفرق بين الأنبياء والأمة: يُبيّن الحديث أن الأنبياء معصومون من الكبائر، ولكنهم قد يقعون في الصغائر أو ما دونها، ويتوبون منها فورًا، بينما الأمة تسجد شكرًا لله على توفيقه وهدايته.
● سجود التلاوة: يُستحب سجود التلاوة عند المرور بآية سجدة، وهو من السنن المؤكدة، وفيه تعظيم لله واتباع لهدي الأنبياء.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- سجود التلاوة سجدة واحدة، يقول فيها المسلم كما يقول في سجود الصلاة: "سبحان ربي الأعلى" أو يدعو بما شاء من الدعاء.
- اختلف العلماء في حكم سجود التلاوة، فمنهم من قال بأنه سنة مؤكدة، ومنهم من قال بأنه مستحب.
- قصة نبي الله داود عليه السلام المذكورة في السورة فيها عبرة وعظة، حيث ابتلاه الله بفتنة ثم تاب وأناب، فغفر الله له.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٩٥٧) عن إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
ولكن أعله البيهقي (٢/ ٣١٩) بالإرسال فقال: روى الشافعي في القديم، عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن ذر، عن أبيه، فذكر الحديث. وقال: «هذا هو المحفوظ مرسلًا، وقد رُوي عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موصولًا وليس بقوي» انتهى.
قال الأعظمي: ليس كما قال، فإن الذي وصله هو الحجاج بن محمد وهو المصيصي الأعور أحد الأئمة الثقات الضابطين قال فيه الإمام أحمد: ما كان أضبطه وأشد تعاهده للحروف. ورفع أمرهُ جدًا فزيادة مثله مقبولة على قواعد المحدثين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1235 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سجدها داود توبة وسجدناها شكرًا

  • 📜 حديث: سجدها داود توبة وسجدناها شكرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سجدها داود توبة وسجدناها شكرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سجدها داود توبة وسجدناها شكرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سجدها داود توبة وسجدناها شكرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب