حديث: يقرأ النبي على المنبر: "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قراءة القرآن على المنبر

عن يعلى أنَّه سمع النبيَّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [الزخرف ٧٧].

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٦٦) ومسلم في الجمعة (٨٧١) كلاهما من طريق سفيان، عن عمرو، سمع عطاءً يُخبِرُ عن صفوان بن يَعلى، عن أبيه، فذكر الحديثَ.

عن يعلى أنَّه سمع النبيَّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [الزخرف ٧٧].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ.
الحديث الشريف:
عن يعلى بن أمية رضي الله عنه: "أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77]".
(رواه البخاري في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● يقرأ على المنبر: أي يَتْلُو آيات من القرآن الكريم وهو واقف على منبره الشريف أثناء خطبة الجمعة أو غيرها، ليعلم الناس ويرقق قلوبهم.
{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}: النداء هو الصياح والاستغاثة. و(مالك) هو اسم خازن النار الموكل بها، يسألونه أن يستعجل لهم العذاب طلباً للفناء من شدة ما هم فيه من عذاب.
{لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}: أي لِيُمِتَنَا ويُهْلِكَنَا ويُفنِينَا. والقضاء هنا بمعنى الإماتة والإهلاك، طلباً للراحة من شدة العذاب المستمر.


2. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:
يخبرنا الصحابي الجليل يعلى بن أمية رضي الله عنه أنه سمع النبي ﷺ وهو على منبره -وفي أعلى مكان وأوقات الجمع والخطبة- يتلو هذه الآية الكريمة بصوته الشريف، ليسمعها الحاضرون ويتدبروها.
السياق والمناسبة:
هذه الآية جزء من مشهد رهيب يُصوّر يوم القيامة، حينما يُحشر الكفار إلى النار، ويذوقون عذابها. فإذا هم في شدة العذاب ويئسوا من الخروج، لم يطلبوا الرحمة أو العفو، لأنهم يعلمون أن وقت ذلك قد فات، بل يئسوا حتى من استمرار الحياة في العذاب، فيستغيثون بخازن النار (مالك) أن يدعو الله ليُميتهم ويُريحهم من هذا العذاب المستمر، فيقولون: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}.
ولكن الرد عليهم يكون قاسياً، كما في تتمة الآية: {قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ}، أي أنهم سيبقون في هذا العذاب أبداً لا موت ولا فناء.
فائدة قراءة النبي ﷺ لها على المنبر:
لم يكن النبي ﷺ يقرأ القرآن لمجرد التلاوة، بل كان يختار الآيات المناسبة للموقف ليعظ الناس ويخوفهم ويذكرهم بمصير العصاة. قراءته ﷺ لهذه الآية بهذا السياق (على المنبر) هي:
● تخويف وتحذير شديد لأمته من عذاب الله.
● تذكير باليوم الآخر وما فيه من أهوال.
● ترقيق للقلوب وتحفيز لها على الطاعة والبعد عن المعاصي.
- بيان أن اليأس من رحمة الله هو من صفات الكفار في النار، أما المؤمن فلا ييأس أبداً من رحمة الله في الدنيا.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة عذاب النار: الحديث يصور ذلة أهل المعاصي يوم القيامة وشدة عذابهم، حتى يتمنون الموت والفناء ولا يُستجاب لهم.
2- اليأس من روح الله: تمني الموت من شدة البلاء هو يأس من رحمة الله، وهو من صفات الكفار في الآخرة. أما المؤمن في الدنيا فيجب أن لا ييأس من رحمة الله مهما بلغت ذنوبه.
3- فن التربية النبوية: النبي ﷺ كان يستخدم المواقف والمناسبات (كخطبة الجمعة على المنبر) لتوصيل المعاني العظيمة عن طريق تلاوة القرآن، مما يضاعف تأثيرها في النفوس.
4- وجوب الخوف من الله: ينبغي للمسلم أن يكون بين الخوف من عقاب الله والرجاء في رحمته، وقراءة مثل هذه الآيات تزيد في خوفه وتزجره عن المعاصي.
5- التذكير بيوم القيامة: من أهم ما يردع الإنسان عن المعصية استحضار مشاهد الآخرة وعذابها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● خازن النار (مالك): هو ملك من ملائكة الله العظام الموكلين بالنار، قال تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}، وسمي بذلك لأن النار ملك له بتوكيل الله له بها.
- هذا الحديث من أحاديث الصفات، نؤمن بما ورد فيها على الوجه الذي يليق بجلال الله دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل، ونكل علم كيفية ذلك إلى الله تعالى.
- يستحب للإمام في الخطبة أن يقرأ آيات من القرآن تتناسب مع موضوع الخطبة لتكون أبلغ في التأثير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٦٦) ومسلم في الجمعة (٨٧١) كلاهما من طريق سفيان، عن عمرو، سمع عطاءً يُخبِرُ عن صفوان بن يَعلى، عن أبيه، فذكر الحديثَ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 87 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقرأ النبي على المنبر: "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك"

  • 📜 حديث: يقرأ النبي على المنبر: "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقرأ النبي على المنبر: "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقرأ النبي على المنبر: "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقرأ النبي على المنبر: "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب