حديث: حنين الجذع إلى النبي ﷺ حين ترك خطبته عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اتخاذ المنابر في المساجد للخطب

عن أنس بن مالكٍ، أنَّ رسول الله ﷺ خطب إلى لِزق جِذعٍ، واتَّخذوا له منبرًا، فخطب عليه، فحنَّ الجِذع حنينَ الناقة، فنزل النبي ﷺ فمسَّه فسكنَ.

حسنٌ: رواه الترمذي (٣٦٢٧): عن محمود بن غيلان، ثنا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمَّار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالكٍ، فذكره.

عن أنس بن مالكٍ، أنَّ رسول الله ﷺ خطب إلى لِزق جِذعٍ، واتَّخذوا له منبرًا، فخطب عليه، فحنَّ الجِذع حنينَ الناقة، فنزل النبي ﷺ فمسَّه فسكنَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث المتواترة التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وغيره من أصحاب السنن.
شرح المفردات:
● لِزق جِذعٍ: "لِزق" يعني ملاصقًا أو قريبًا. و"الجِذع" هو جذع النخلة، أي ساقها بعد قطعها. أي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ملاصقًا لجذع نخلة في المسجد.
● منبرًا: هو مكان مرتفع ذو درجات يصعد عليه الخطيب ليراه الناس ويسمعوا صوته.
● حَنَّ الجِذع: أي صدر منه صوت يشبه صوت الناقة (أنين وشوق وحزن).
● حنين الناقة: الحنين هو الصوت الذي تطلقه الناقة عند شوقها إلى ولدها.
شرح الحديث:
كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده الشريف في المدينة المنورة يخطب يوم الجمعة أو في غيره، وكان يعتمد على جذع نخلة يقف بجواره. فلما كثر الناس واتسع المسجد، صنع الصحابة له منبرًا من خشب ليرتفع عليه فيراه الجميع ويسمعوا خطبته.
فلما صعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر في أول جمعة خطب فيها عليه، وترك الجذع الذي كان يستند إليه، سمع الصحابة صوتًا غريبًا coming من ذلك الجذع، يشبه تمامًا صوت الناقة التي تفقد وليدها وتحن إليه. لقد اشتاق الجذع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحزن لفراقه.
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر، وتقدم إلى الجذع ومسح عليه بيده الشريفة ليطمئنه ويسكّن من حزنه، فسكن الجذع فورًا وهدأ.
الدروس المستفادة والعبر:
1- معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم: هذه الحادثة من أعظم المعجزات الحسية التي أيَّد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث أنطق الله الجماد فشهد للنبي بالرسالة، وحنَّ إليه شوقًا. وهي دليل على صدق نبوته.
2- عظمة قدر النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يدل على المكانة الجليلة التي كان لها النبي صلى الله عليه وسلم حتى عند الجماد، فكيف بالبشر؟ وهو يوجب على المسلم محبته وتعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم.
3- إثبات كرامات الأولياء (المؤمنين): إذا كان الله قد أجرى هذه الكرامة على يد نبيه، فإنه يمكن أن يجري لأمته من الكرامات ما هو دون ذلك، مما يكون سببًا في زيادة إيمانهم.
4- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته: نزول النبي من على المنبر ليهدئ من روع الجذع ويُسَكِّن حزنه، показывает رحمته وشفقته العظيمة، ليس على البشر فحسب، بل على كل مخلوق.
5- أن الجماد فيه روح وإدراك بإذن الله: فهذا الجذع أدرك فراق النبي وحنَّ إليه، وهذا من إقدار الله تعالى له على ذلك.
معلومات إضافية:
- هذا الجذع بقي في المسجد النبوي، وكان الخلفاء الراشدون، خاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، يمرون به ويلمسونه تبركًا وتذكرًا لتلك المعجزة.
- روي أن الجذع دُفن تحت المنبر النبوي لاحقًا حتى لا يتعرض للفتنة من قبل الناس.
- هذا الحديث يرد على من ينكر كرامات الأولياء، فهي حقيقة ثابتة، وشاهدة على صدق إيمان صاحبها وتقواه.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حب نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٦٢٧): عن محمود بن غيلان، ثنا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمَّار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالكٍ، فذكره.
وإسناده حسنٌ، من أجل عكرمة بن عمَّار، فإنَّه صدوق يَغلَط. وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح». وفي نسخة أخرى: «حسن صحيح غريبٌ من هذا الوجه».
هكذا رواه الترمذي مُختصرًا، وصحَّحه ابن خزيمة (١٧٧٧) فرواه من طريق محمد بن بشَّار، ثنا عمر بن يونس به. وفيه: أنَّ رسولَ الله ﷺ كان يقوم يوم الجمعة فيُسنِد ظهره إلى جِذعٍ منصوبٍ في المسجدِ فيخطبُ، فجاء روميٌّ فقال: ألا نصنعُ لك شيئًا تقعد وكأنَّك قائمٌ؟ فصنع له منبرًا له درجتان، ويقعد على الثالثة، فلمَّا قعد نبي الله ﷺ على المنبر خار الجِذع خُوار الثورِ، حتَّى ارتجَّ المسجدُ بخُواره حُزنًا على رسول الله ﷺ، فنزل إليه رسول الله ﷺ من المنبر فالتزمهُ وهو يخور، فلمَّا التزمه رسول الله ﷺ سكت، ثمَّ قال: «والذي نفسي بيده! لو لم ألتزمه ما زال هكذا حتَّى تقوم الساعة حزنًا على رسول الله ﷺ». فأمر به رسول الله ﷺ فدُفِن، يعني الجِذْعُ.
وصحَّحه أيضًا ابن حبَّان (٦٥٠٧) فرواه من طريق مبارك بن فَضالة، ثنا الحسن، عن أنس بن
مالكٍ، فذكر نحوه. والمبارك بن فضالة مدلس ومختلف فيه، إلَّا أنَّ الإمام أحمد قال: «ما رواه عن الحسن يحتج به، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت عنه تهمة التدليس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حنين الجذع إلى النبي ﷺ حين ترك خطبته عليه

  • 📜 حديث: حنين الجذع إلى النبي ﷺ حين ترك خطبته عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حنين الجذع إلى النبي ﷺ حين ترك خطبته عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حنين الجذع إلى النبي ﷺ حين ترك خطبته عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حنين الجذع إلى النبي ﷺ حين ترك خطبته عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب