حديث: مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر هادم اللذات
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب كثرة ذكر الموت
حسن: رواه البزار «كشف الأستار» (٣٦٢٣) عن جعفر بن محمد بن الفُضيل، والطبراني في «الأوسط» (٦٩٥) عن أحمد بن محمد بن أبي بزَّة، كلاهما عن مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: «أكثروا ذكر هادِم اللذات».
1. شرح المفردات:
● مر النبي ﷺ: أي سار واجتاز بهم.
● الأنصار: هم أهل المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله ﷺ وآووه.
● يضحكون: في حالة من الفرح والمرح.
● أكثروا ذكر: كثروا من التذكير والتفكير فيه.
● هادم اللذات: هو الموت، لأنه يهدم كل لذة في الدنيا وينهيها.
2. شرح الحديث:
كان النبي ﷺ يسير فمر على جماعة من أصحابه الأنصار وهم يضحكون ويتمتعون بلحظة من المرح، فلم ينكر عليهم ضحكهم أو فرحهم، بل نبههم تذكيرًا رقيقًا بالموت، الذي هو "هادم اللذات"، أي أنه يقضي على كل متع الدنيا وزينتها. وهذا ليس تحذيرًا من الفرح نفسه، بل توجيهًا لعدم الغفلة عن الآخرة، وليكون الفرح ضمن حدود الشرع، مقرونًا بتذكر الموت الذي لا بد منه.
3. الدروس المستفادة منه:
● تذكير النفس بالموت: الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا مفر منها، وتذكره يردع عن المعاصي ويشحذ الهمة للطاعة.
● عدم الغفلة في اللذات: يجوز للمسلم أن يفرح ويضحك، ولكن دون أن ينسى ربه ويغفل عن الموت والآخرة.
● الحكمة في النصح: النبي ﷺ لم يزجرهم أو ينههم عن الضحك، بل ذكّرهم بالموت بأسلوب لطيف، مما يدل على رفقه وحكمته في الدعوة.
● الموت يهدم اللذات: كل متعة في الدنيا – مهما عظمت – ستنتهي بالموت، فلا ينبغي التعلق بها كأنها دائمة.
● الاستعداد للآخرة: تذكر الموت يدعو إلى العمل الصالح والتوبة، والاستعداد للقاء الله.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وهو حسن.
- تذكر الموت من أعظم أبواب الزهد في الدنيا، وهو من صفات العاقل الذي يعمل لما بعد الموت.
- كان السلف الصالح يكثرون من ذكر الموت، ويوصون به، قال الحسن البصري: "أكثروا من ذكر هاذم اللذات؛ فإنه لم يذكره أحد في ضيق إلا وسعه عليه، ولا في سعة إلا ضيقه عليه".
- ليس المقصد من ذكر الموت أن يعيش الإنسان في حزن دائم، بل أن يوازن بين حق الدنيا وحق الآخرة، ويستعد لها وهو في صحة وعافية.
ختامًا: هذا الحديث تذكير نبوي رقيق لنا جميعًا بأن نكثر من ذكر الموت، فهو يزهد في الدنيا ويبعث على العمل للآخرة، دون أن يحرمنا مما أحل الله من فرح وبهجة. نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين له الشاكرين، وأن يوفقنا لطاعته وحسن عبادته.
تخريج الحديث
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا حماد، تفرد به مؤمل» انتهى.
قال الأعظمي: ليس كما قال، بل رواه أيضًا عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة بإسناده. رواه الخطيب في تاريخه (٦٤٢٨) بإسناده عنه، وهذه متابعة قوية لمؤمل بن إسماعيل فإنه ضعيف، ولكنه يعتبر به عند المتابعة، وعبد الأعلى بن حماد النرسي «ثبت» كما قال الذهبي في «الكاشف» وبه صار الإسناد حسنًا. وحسَّنه أيضًا الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ٣٠٨) بعد أن عزاه للبزار والطبراني، وهو تساهل منه، فإن مؤمل بن إسماعيل لا يُحسن حديثه إلا بعد المتابعة.
ولكن نقل عبد الرحمن بن أبي حاتم في «العلل» (٢/ ١٣١) عن أبيه فقال: سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي بزة، عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: مر رسول الله ﷺ بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يمزحون ويضحكون فقال: «أكثروا ذكر هاذم اللذات -يعني الموت» قال أبي: «هذا حديث باطل لا أصل له» يجعلنا أن نتأمل في صحة هذا الحديث، فإن أبا حاتم لم يحكم عليه ببطلانه إلا بعد الاستقراء والاطلاع على جميع طرقه، فهل
هو باطل لا أصل له؟ .
وفي الباب عن أبي سعيد مرفوعًا في حديث طويل وفيه: دخل رسول الله ﷺ مصلاه، فرأى ناسًا كأنهم يكتثِرون، فقال لهم: «أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادِم اللذات لشغلكم عما أرى الموتُ، فأكثروا من ذكر هادِم اللذات الموت ...».
رواه الترمذي (٢٤٦٠) عن محمد بن أحمد مدُّويَهْ، حدثنا القاسم بن الحكم العرني، حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية، عن أبي سعيد فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
قال الأعظمي: بل هو ضعيف جدًّا وفيه سلسلة الضعفاء، القاسم بن محمد العرني، وشيخه عبيد الله بن الوليد الوصافي، وشيخه عطية كلهم من الضعفاء.
وفي الباب أيضًا عن ابن عمر مرفوعًا ولفظه: «أكثروا ذكر هادِم اللذات، فإنه لا يكون في كثير
إلا قلَّله، ولا في قليل إلا كثَّره».
رواه الطبراني في «الأوسط» (٥٧٨٠) من طريق أبي عامر الأسدي، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. ومن هذا الطريق رواه القضاعي في «مسند الشهاب» (٦٧١).
وأبو عامر هو القاسم لا يُعرف، ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ولم يقل فيه شيئًا.
وكذلك لا يصح ما رُوي عنه قال: كنت مع رسول الله ﷺ فجاءه رجل من الأنصار، فسلَّم على النبي ﷺ ثم قال: يا رسول الله! أيّ المؤمنين أفضل؟ قال: «أحسنهم خلقًا» قال: أي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا، أولئك الأكياس».
رواه ابن ماجه (٤٢٥٩) من طريق نافع بن عبد الله، عن فروة بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر فذكره.
ونافع بن عبد الله «مجهول»، وكذلك شيخه فروة بن قيس حجازي «مجهول» أيضًا.
وقال الذهبي: «هذا خبر باطل» نقله البوصيري عنه في الزوائد.
وأما قول المنذري في «الترغيب والترهيب» (٤/ ١٢٩): «بإسناد جيد» فغير جيد، وللحديث طرق لا يخلو من ضعف ومجهول.
وفي الباب أيضًا عن عمر بن الخطاب، أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٣٥٥) وفيه عبد الملك ابن يزيد قال الذهبي: «لا يُدرى من هو؟».
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن شداد بن أوس مرفوعًا: «الكيِّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أَتْبع نفسه هواها، ثم تمنى على الله».
رواه الترمذي (٢٤٥٩)، وابن ماجه (٤٢٦٠) كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي يعلى شداد بن أوس فذكره.
قال: الترمذي: حسن.
قال الأعظمي: ليس بحسن، فإن فيه أبا بكر بن أبي مريم وهو: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، قد ينسب إلى جده، اتفق أهل هذا الفن على تضعيفه منهم الإمام أحمد وأبو حاتم وأبو داود وأبو زرعة والجوزجاني والنسائي والدارقطني وابن سعد وغيرهم، والراوي عنه عند ابن ماجه بقية بن الوليد إلا أنه توبع، ومعنى قوله: «دان نفسه» أي حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 161 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 136 قل: لا إله إلا الله
- 137 دخل رسول الله على غلام يهودي مريض
- 138 من لقن عند الموت لا إله إلا الله دخل الجنة
- 139 من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
- 140 المؤمن يموت بعرق الجبين
- 141 موت المؤمن بعرق الجبين
- 142 لا يجتمعان في قلب عبد إلا أعطاه الله ما يرجو
- 143 لا تبتئسي على حميمك فإن ذلك من حسناته
- 144 روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك
- 145 حب لقاء الله يوجب محبة الله للعبد
- 146 إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه
- 147 من كره لقاء الله كره الله لقاءه
- 148 المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله
- 149 وإن الفاجر إذا حضر جاءه بما هو صائر إليه من...
- 150 اللهم من آمن بك فحبب إليه لقاءك
- 151 الموت خير للمؤمن من الفتنة
- 152 الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
- 153 النبي لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة
- 154 اللهم في الرفيق الأعلى
- 155 اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى
- 156 أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي
- 157 لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله
- 158 أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
- 159 أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني
- 160 اكثروا ذكر الموت هادم اللذات
- 161 مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر...
- 162 يُبعث الميت في ثيابه التي يموت فيها
- 163 أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه
- 164 اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت...
- 165 المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في التراب
- 166 لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة إلا أن يتغمدني الله بفضلٍ...
- 167 لا تمنوا الموت ولا تدعوا به من قبل أن يأتيكم
- 168 لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد
- 169 إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت
- 170 موت الفجأة أخْذة أسف
- 171 اخرجي وإن كرهت
- 172 اللهم اغفر له، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه...
- 173 الإنسان إذا مات شخص بصره
- 174 خرج إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعًا
- 175 استغفروا لأخيكم النجاشي صاحب الحبشة
- 176 مات أخ لكم فقوموا فصلوا عليه
- 177 استشهاد زيد وجعفر وعبد الله بن رواحة في غزوة مؤتة
- 178 بعث رسول الله جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة
- 179 عائدني رسول الله ﷺ عام حجة الوداع من وجع اشتد...
- 180 ادعو لي الحلاق فأمره فحلق رؤوسنا
- 181 ابن يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي
- 182 التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن
- 183 كانوا يرون الاجتماع الى اهل الميت واعداد الطعام من النياحة
- 184 إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا
- 185 صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح
معلومات عن حديث: مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر هادم اللذات
📜 حديث: مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر هادم اللذات
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر هادم اللذات
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر هادم اللذات
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر هادم اللذات
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








