حديث: المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فيمن أحب لقاء الله
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٤) عن محمد بن عبد الله الرُّزِّي، حدثنا خالد بن الحارث الهُجَيمي، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يضع ميزاناً دقيقاً لحقيقة محبة العبد لربه وثمرات هذه المحبة في الدنيا والآخرة.
أولاً. شرح المفردات:
● لِقَاءَ الله: المقصود به الموت والانتقال إلى الدار الآخرة، حيث يلقى العبد ربه.
● أحبَّ الله لِقَاءَه: أي قَبِلَ عمله ورضي عنه، وأعد له كرامته وجنته.
● كَرِهَ لِقَاءَ الله: نَفَرَ من الموت وخاف منه لما ينتظره من عذاب.
● بُشِّرَ: أُعْلِمَ وخُبِّرَ بالبشارة عند حضور الموت بما أعد له من ثواب أو عقاب.
● رَحْمَةِ الله وَرِضْوَانِهِ: ما أعده الله لعباده المؤمنين من النعيم المقيم والرضا الأبدي.
ثانياً. شرح الحديث:
يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن مشاعر العبد تجاه الموت هي انعكاس لحالته الإيمانية وعلاقته بربه. فليس الموت نفسه هو المحبوب أو المكروه في ذاته، ولكن ما بعده هو الذي يحدد هذه المشاعر.
● حال المؤمن: عندما يحضر المؤمنَ الموتُ، وتنكشف له الحجب، يبشر برحمة الله ورضوانه وجنته. هذه البشارة تجعل نفسه تطمئن وتشتاق إلى اللقاء، فتتحول كراهية الموت الطبيعية إلى محبة للقاء الله. فمن أحب لقاء الله بهذه الكيفية - أي محبةً نابعةً من الشوق إلى رحمة الله وثوابه - أحب الله لقاءه، أي قبله وأكرمه وأدخله جنته.
● حال الكافر أو العاصي: على النقيض من ذلك، عندما يحضر الموتُ الكافرَ أو الفاجرَ، يبشر بعذاب الله وسخطه. هذه البشارة تزيده خوفاً ورعباً، فيكره اللقاء ويتمنى البقاء في الدنيا هرباً مما ينتظره. فمن كره لقاء الله بهذه الكيفية - كراهيةً نابعةً من الخوف من العقاب - كره الله لقاءه، أي أبعدَه وأهانه وأدخله ناره.
وقد أوضحت عائشة رضي الله عنها - بفطنتها وحرصها على فهم الدين - أن كراهية الموت غريزة بشرية، فكل إنسان يكره مفارقة الحياة بطبعه. فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحديث ليس عن هذه الكراهية الفطرية، بل عن الكراهية أو المحبة الناتجة عن اليقين بما بعد الموت.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- المؤمن الصالح يشتاق إلى لقاء ربه: ليس بالموت نفسه، ولكن لما بعده من النعيم والرضوان. وهذا من أعلى درجات الإيمان.
2- الموت هو الحقيقة الفاصلة: فهو الذي يظهر حقيقة إيمان العبد أو كفره، ويترتب عليه الثواب أو العقاب.
3- البشارة عند الموت: من علامات حسن الخاتمة أن يبشر المؤمن عند موته بالجنة والرضوان، مما يجعله يحب اللقاء.
4- التحذير من سوء الخاتمة: فإن من ينتهي به المطاف إلى البشارة بالعذاب، فإن ذلك دليل على خذلان الله له، نسأل الله العافية.
5- الاستعداد للقاء الله: يجب على العبد أن يعمل ويجتهد في طاعة الله حتى يلقاه وهو راض عنه.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وتفهمه للطبيعة البشرية، حيث لم يعاتب عائشة على سؤالها، بل أوضح لها المعنى بدقة.
- يستدل به العلماء على أن محبة لقاء الله من علامات كمال الإيمان، كما أن الخوف من لقاء الله بسبب الذنوب من علامات ضعفه.
- ينبغي للمسلم أن يدعو الله دائماً بحسن الخاتمة، وأن يموت على الإيمان والتقوى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحبون لقاءه، ويحب لقاءهم، ويرزقنا حسن الخاتمة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاري تعليقًا كما مضى، ووصله مسلم، فمن عزاء إلى البخاري فقد وهم، وسعيد هو ابن أبي عروبة.
وبمعناه روي عن رجل سَمِعَ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءِ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ» قَالَ: فَأَكَبَّ الْقَوْمُ يَبْكُونَ، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكُمْ؟» فَقَالُوا: إِنَّا نَكْرَهُ الْمَوْتَ. قَالَ: «لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ إِذَا حُضِرَ: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: - ٨٨ - ٨٩) فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، وَاللهُ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ، ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ﴾ [الواقعة: ٩٢ - ٩٣] قَالَ عَطَاءٌ: وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ ثُمَّ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ يَكْرَهُ لِقَاءَ اللهِ، وَاللهُ لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ».
رواه أحمد (١٨٢٨٣) عن عفان، حدثنا همام، حدثنا عطاء بن السائب قال: كان أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار، وهو يتبع جنازة، فسمعته يقول: حدثني فلان بن فلان، سمع رسول الله ﷺ يقول، فذكره.
وهمام هو ابن يحيى العوذي البصري لم ينص أحد من النقاد أنه سمع من عطاء قبل الاختلاط، وقد نصوا على من سمع منهم قبل الاختلاط وهم: شعبة والثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة فقط بل قالوا: وفي حديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة لأنه قدم عليهم في آخر عمره، وهمام من البصرين.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 148 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 123 ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك...
- 124 الحمى تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد
- 125 يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة
- 126 اصبري فإن الحمى تذهب من خبث الإنسان
- 127 كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
- 128 أسلم الغلام اليهودي بعد زيارة النبي ﷺ له في مرضه
- 129 لما قدم رسول الله كنا نؤذنه لمن حضر من موتانا
- 130 تلقين المحتضر شهادة لا إله الا الله
- 131 تلقين الميت لا إله إلا الله
- 132 لقنوا هَلْكاكم قول لا إله إلا الله
- 133 إن نفس المؤمن تخرج رشحا
- 134 اللهم اغفر له وارحمه وأدخله جنتك
- 135 الكلمة التي تكون نورًا للصحيفة عند الموت
- 136 قل: لا إله إلا الله
- 137 دخل رسول الله على غلام يهودي مريض
- 138 من لقن عند الموت لا إله إلا الله دخل الجنة
- 139 من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
- 140 المؤمن يموت بعرق الجبين
- 141 موت المؤمن بعرق الجبين
- 142 لا يجتمعان في قلب عبد إلا أعطاه الله ما يرجو
- 143 لا تبتئسي على حميمك فإن ذلك من حسناته
- 144 روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك
- 145 حب لقاء الله يوجب محبة الله للعبد
- 146 إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه
- 147 من كره لقاء الله كره الله لقاءه
- 148 المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله
- 149 وإن الفاجر إذا حضر جاءه بما هو صائر إليه من...
- 150 اللهم من آمن بك فحبب إليه لقاءك
- 151 الموت خير للمؤمن من الفتنة
- 152 الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
- 153 النبي لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة
- 154 اللهم في الرفيق الأعلى
- 155 اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى
- 156 أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي
- 157 لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله
- 158 أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
- 159 أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني
- 160 اكثروا ذكر الموت هادم اللذات
- 161 مر النبي ﷺ بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: أكثروا ذكر...
- 162 يُبعث الميت في ثيابه التي يموت فيها
- 163 أين صلاته بعد صلاته وصومه بعد صومه
- 164 اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت...
- 165 المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في التراب
- 166 لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة إلا أن يتغمدني الله بفضلٍ...
- 167 لا تمنوا الموت ولا تدعوا به من قبل أن يأتيكم
- 168 لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد
- 169 إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت
- 170 موت الفجأة أخْذة أسف
- 171 اخرجي وإن كرهت
- 172 اللهم اغفر له، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه...
معلومات عن حديث: المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله
📜 حديث: المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








