أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي

حديث: أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يُعوِّذ بهذه الكلمات: «أذهب الباسَ ربَّ الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا» فلما ثقل رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه، أخذت بيده فجعلت أمسحه بها وأقولها.
قالت: فنزع يده مني ثم قال: «رب اغفر لي، وألحقني بالرفيق».
قال أبو معاوية: قالت: فكان هذا آخر ما سمعتُ من كلامه.
قال ابن جعفر: إنّ النبيَّ ﷺ كان إذا عاد مريضًا مسحه بيده. وقال: «أذهِب».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٤١٨٢) عن أبي معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه بيان لهدي النبي ﷺ في الاستشفاء والاستعاذة من المرض، وفي مشهد من مشاهد وداعه للدنيا.

أولاً. شرح المفردات:

● يُعوِّذ: أي يلجأ إلى الله ويستعيذ به من الشرور والأمراض.
● الباسَ: البأس يعني الشدة والمرض، والمقصود هنا الدعاء بإزالة الضر والألم.
● يغادر: يترك أو يبقى.
● سقمًا: المرض.
● ثقل: اشتد عليه المرض وضعف جسده.
● الرفيق: المقصود به الرفيق الأعلى، وهو الله تعالى، أو الملائكة والأنبياء والصالحين في الجنة.

ثانيًا. شرح الحديث:

كان النبي ﷺ يدعو بهذا الدعاء عندما يمرض أو يعاني من ألم: «أذهب الباسَ ربَّ الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا». وهذا الدعاء يجمع بين الاعتراف بقدرة الله تعالى على الشفاء، والتوسل إليه بأن يكون الشفاء تامًا لا يترك أثرًا للمرض.
وعندما اشتد مرض النبي ﷺ الذي توفي فيه، حاولت السيدة عائشة رضي الله عنها أن تمسح بيده الكريم على جسده وتدعو بنفس الدعاء الذي كان يعلمه إياها، تأملًا في بركة يده ودعائه. لكن النبي ﷺ نزع يده منها ودعا بدعاء آخر: «رب اغفر لي، وألحقني بالرفيق». وهذا يدل على أنه شعر بدنو أجله، فتحول من الدعاء بالشفاء إلى الدعاء بالمغفرة والالتحاق بالرفيق الأعلى.
وفي رواية أبي معاوية، قالت عائشة: فكان هذا آخر ما سمعتُ من كلامه. أي أن دعاءه بالمغفرة والالتحاق بالرفيق كان آخر ما نطق به قبل وفاته.
وفي تتمة الحديث من رواية ابن جعفر، بيان أن النبي ﷺ كان إذا عاد مريضًا يمسح عليه بيده اليمنى ويقول: «أذهِب الباسَ رب الناس»، مما يدل على سنية المسح على المريض والدعاء له بالشفاء.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- التوكل على الله في الشفاء: النبي ﷺ يعلمنا أن الشفاء بيد الله وحده، وأن الدعاء هو سلاح المؤمن.
2- الأدب مع الله في الدعاء: في الدعاء نثني على الله ونعترف بقدرته، كما في قوله: «وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك».
3- استحباب العيادة والمسح على المريض: من هدي النبي ﷺ أن يزور المريض ويدعو له ويمسح عليه بيده.
4- الاستعداد للقاء الله: عندما أحس النبي ﷺ بدنو أجله، تحول من الدعاء بالشفاء إلى الدعاء بالمغفرة والالتحاق بالله، وهذا درس في أن المؤمن يجب أن يكون مستعدًا للموت في كل لحظة.
5- بركة يد النبي ﷺ ودعائه: لكن هذا خاص به، فلا يجوز لأحد بعد ذلك أن يطلب البركة من شخص بذاته، لأن البركة كلها من الله.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين رحمة النبي ﷺ وحرصه على تعليم أمته أدب الدعاء.
- الدعاء المذكور في الحديث («أذهب الباس...») من الأدعية النبوية الصحيحة التي يستحب للمسلم أن يدعو بها عند المرض.
- وفاة النبي ﷺ كانت في حجرة عائشة رضي الله عنها، وكانت لحظات وفاته مليئة بالعبر والمواعظ.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يشفينا ويشفي مرضى المسلمين، وأن يرزقنا حسن الخاتمة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٤١٨٢) عن أبي معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ.
وابن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي الضُحى (وهو مسلم)، عن مسروق، عن عائشة قالت: فذكرته.
ورواه مسلم في السلام (٢١٩١) من طرق عن شعبة ولم يسق لفظه كاملًا.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢٦٢٤٣) من وجه آخر عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء أن عائشة قالت: كنت أُعَوِّذُ رسول الله ﷺ بدعاءٍ إذا مرض، كان جبريل يُعوِّذه به، ويدعو له به إذا مرض قالت: فذهبتُ أعوّذه به: «أذهب الباسَ رب الناس، بيدك الشفاءُ، لا شافي إلا أنت، اشف شفاء لا يُغادر سقمًا» قالت: فذهبتُ أدعو له به في مرضه الذي توفي فيه، فقال: «ارفعي عَنِّي» قال: «فإنما كان ينفعني في المدة».
وعمرو بن مالك هو: النكري قال فيه الحافظ، «يُخطي ويغرب».
وقال في التقريب: «صدوق له أوهام» فلعل قوله: «ارفعي عني ...» من أوهامه، لأنه لم يتابع عليه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 156 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي

📜 حديث: أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية