حديث: اللهم في الرفيق الأعلى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن من خصائص الأنبياء أنهم يُخَيَّرون بين البقاء في الدنيا وبين الرحيل من الدنيا

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ وهو صحيح يقول: «إنه لم يُقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يُحَيَّا أو يُخيَّر».
فلما اشتكى، وحضره القبضُ، ورأسه على فخذ عائشة غُشي عليه، فلما أَفاق شَخَص بصرُه نحو سقْفِ البيت ثم قال: «اللهم في الرفيق الأعلى» فقلت: إذا لا يُجاورنا، فعرفتُ أنه حديثُه الذي كان يحدثنا وهو صحيح.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٣٧) عن أبي اليمان، أخبرنا شُعيب، عن الزهري، قال عروة بن الزبير: إنّ عائشة قالت فذكرته واللفظ له.

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ وهو صحيح يقول: «إنه لم يُقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يُحَيَّا أو يُخيَّر».
فلما اشتكى، وحضره القبضُ، ورأسه على فخذ عائشة غُشي عليه، فلما أَفاق شَخَص بصرُه نحو سقْفِ البيت ثم قال: «اللهم في الرفيق الأعلى» فقلت: إذا لا يُجاورنا، فعرفتُ أنه حديثُه الذي كان يحدثنا وهو صحيح.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

الحديث:


عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ وهو صحيح يقول: «إنه لم يُقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يُحَيَّا أو يُخيَّر». فلما اشتكى، وحضره القبضُ، ورأسه على فخذ عائشة غُشي عليه، فلما أَفاق شَخَص بصرُه نحو سقْفِ البيت ثم قال: «اللهم في الرفيق الأعلى» فقلت: إذا لا يُجاورنا، فعرفتُ أنه حديثُه الذي كان يحدثنا وهو صحيح.


1. شرح المفردات:


● يُقبض: يُتوفى، تأخذ الملائكة روحه.
● مقعده من الجنة: منزله ومكانه الذي أعده الله له في الجنة.
● يُحَيَّا أو يُخيَّر: يُعرض عليه الخيار بين البقاء في الدنيا أو الانتقال إلى الآخرة.
● اشتكى: مرض واشتد به المرض.
● حضره القبض: اقتربت وفاته.
● غُشي عليه: أُغمي عليه وفقد وعيه.
● أفاق: استعاد وعيه.
● شَخَص بصرُه: ارتفع بصره وثبت نحو الأعلى.
● الرفيق الأعلى: الصحبة العالية، أي الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون.
● لا يُجاورنا: لا يبقى معنا في الدنيا.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يصف لحظات احتضار النبي ﷺ وما جرى له في ساعة وفاته، وهو يتضمن أمرين:
أولاً: ما كان يقوله النبي ﷺ في صحته: أن الله تعالى لا يقبض روح نبي حتى يريه مكانه في الجنة، ثم يُخيَّر بين البقاء في الدنيا أو الانتقال إلى رفقة الأنبياء في الآخرة. وهذا من كرامات الأنبياء ومنزلة خاصة بهم، حيث يبشرون بالجنة قبل وفاتهم.
ثانيًا: ما حدث عند وفاته ﷺ:
- عندما اشتد مرضه ووضع رأسه على حجر عائشة رضي الله عنها، أغمي عليه من شدة سكرات الموت.
- فلما أفاق، رفع بصره إلى السماء (من خلال سقف البيت) كما يفعل من ينظر إلى شيء عظيم.
- ثم قال: «اللهم في الرفيق الأعلى»، أي: اللهم اجعلني مع الرفيق الأعلى من الأنبياء والصالحين.
- فهمت عائشة رضي الله منها من قوله ذلك أنه قد اختار الانتقال إلى الآخرة، وعلمت أن هذا تطبيق لما كان يخبرهم به في صحته.


3. الدروس المستفادة:


1- عظمة منزلة الأنبياء عند الله: حيث يبشرون بالجنة قبل وفاتهم، ويُخيَّرون بين الدنيا والآخرة.
2- شدة سكرات الموت حتى على الأنبياء: فالنبي ﷺ غُشي عليه من شدة الموت، مما يدل على عظم هذه اللحظة.
3- اختيار النبي ﷺ للآخرة على الدنيا: مع أنه كان بإمكانه أن يختار البقاء، إلا أنه فضل اللحاق بالرفيق الأعلى، وهذا من كمال إيمانه وزهده في الدنيا.
4- فقه وعقل أم المؤمنين عائشة: حيث استنتجت من كلمته أنه يختار الوفاة، وعرفت أن هذا هو الحديث الذي كان يذكره.
5- التأسي بالنبي ﷺ في حسن الخاتمة: وتمني لقاء الله والرفيق الأعلى من الصالحين.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، حيث تحقق ما أخبر به في صحته عند وفاته.
- الرفيق الأعلى يشمل الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، كما قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} (النساء: 69).
- يستحب للمسلم أن يدعو عند الموت بدعاء النبي ﷺ: «اللهم في الرفيق الأعلى».

أسأل الله تعالى أن يتوفانا على الإيمان، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤٣٧) عن أبي اليمان، أخبرنا شُعيب، عن الزهري، قال عروة بن الزبير: إنّ عائشة قالت فذكرته واللفظ له.
ورواه مسلم في الفضائل (٢٤٤٤) من وجه آخر عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم أن عائشة قالت فذكرت نحوه وليس فيه: «ثم يُحَيَّا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم في الرفيق الأعلى

  • 📜 حديث: اللهم في الرفيق الأعلى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم في الرفيق الأعلى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم في الرفيق الأعلى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم في الرفيق الأعلى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب